?شهر رجب من الأشهر الحرم التي عظم الله حرمتها وشرفها، وعظم المعصية فيها، لكن بعض الناس يتناقلون فضائل له بخصوصه لم تثبت.

?قال ابن حجر رحمه الله :
" لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ ".

?وقال ابن النحاس عن صلاة الرغائب :
"وهي بدعة، الحديث الوارد فيها موضوع باتفاق المحدثين ".

?وقال ابن رجب رحمه الله :
وقد روي أنه كان في شهر رجب حوادث عظيمة، ولم يصح شيء من ذلك، فروي أن النبي ولد في أول ليلة منه، وأنه بعث في السابع والعشرين منه، وقيل في الخامس والعشرين، ولا يصح شيء من ذلك.

وروي بإسناد لا يصح، عن القاسم بن محمد، أن الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم كان في سابع وعشرين من رجب، وأنكر ذلك إبراهيم الحربي وغيره ".

?وقال أيضًا :
" فأما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به.
والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح، وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء ".

?مسائل مهمة في فقه الأذكار? [ ١ ]

▫️ذِكْرُ الله تعالى من أيسر العبادات، ومن أجلِّها وأفضلها، وهو للقلب مثل الماء للسمك، والمتأمل في نصوص الكتاب والسنة، يرى عجبًا في بيان أهميته وفضله، وطلب الاستكثار منه، وفي السطور التالية التنبيه على بعض المسائل المهمة في فقه الأذكار والتي لا يُستغنى عنها.

▫️المسألة الأولى :

ما المقصود بالذكر؟
أشار العلماء إلى أن الذكر ورد في القرآن على عشرين وجهًا، ما يخصنا منها هو الذكر بمعنى :
الإتيان بالألفاظ التي ورد الترغيب في قولها والإكثار منها؛ وهي :
سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله .. ونحو ذلك، وهذا المعنى هو الذي ينصرف إليه الذهن عند ذكر كلمة "الذكر".

والذكر بهذا المعنى نوعان :
١- مطلق؛ وهو: الأذكار العامة التي تشرع في كل وقت؛ ومن أمثلتها:
الاستغفار، والتسبيح، والتهليل.

٢- مقيد، ويُطلق عليه :
الأذكار الموظفة: ما قُيِّد بمكان، أو وقت، أو حال؛ كأذكار ما بعد الصلوات، وبعد الأذان، وعند الغضب، وعند السفر، ونحو ذلك.

وقد اتفق العلماء على استحباب الذكر بنوعيه، ولم يوجبه أحد منهم، كما أفردوه بالتأليف في كتب وكتيبات كثيرة ومنتشرة، ومن أنفعها وأجمعها، وأكثرها فائدة :
- الأذكار للنووي.
- الوابل الصيب من الكلم الطيب لابن القيم.
- تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين للشوكاني.

?من صادق حكمة الأجداد قولهم :
( الصحة على أطراف الجوع ).

?هذه المقولة قيلت في أزمنة مضت ، وهي صادقة في معانيها وواقعها.

?ومع مرور السنوات الطوال يدرك العاقل :
[ أن إشباع الرغبات يُضعفها ].

?والمطلوب منك أيها الكيّس الفطن أن يكون شعارك :
( أُجوِّع متعتي حتى أبقى على قيد الشغف ).

?تلك هي الضمانة لتحيا بصحة ونشاط وبلا ملل ، وهذا هو التوازن والاعتدال الذي اتفق عليه الحكماء.

قول النبي صلى الله عليه وسلم :
(لو كان الإيمان منوطًا بالثريا، لتناوله رجال من فارس).
شبهة وجوابها

**قالت عائشة رضي الله عنها :
"يا نساء المؤمنين، إذا أذنبت إحداكن ذنبا، فلا تخبرن به الناس، ولتستغفر الله تبارك وتعالى، ولتتب إليه؛ فإن العباد يعيّرون ولا يغيّرون، والله يغيّر ولا يعيّر ".

▫️مكارم الأخلاق للخرائطي**

?قواعد في الأذكار? [ ١ ]

▫️القاعدة الأولى :
الأذكار المقيدة بزمان أو مكان يؤتى بها كما هي من غير زيادة أو نقصان أو تبديل ؛ لأنها عبادة ، والعبادات مبنية على التوقيف.

دليل ذلك :
حديث البراء رضي الله عنه في الذكر قبل النوم ، وفيه :
( قالَ : فَرَدَّدْتُهُنَّ لأَسْتَذْكِرَهُنَّ فَقُلتُ: آمَنْتُ برَسُولِكَ الذي أَرْسَلْتَ.
قالَ : قُلْ : آمَنْتُ بنَبِيِّكَ الذي أَرْسَلْتَ ).
رواه البخاري ومسلم

فأبدل البراء رضي الله عنه كلمة ( نبي ) برسول ، ولم يقره النبي صلى الله عليه وسلم بل رده إلى قول ( نبي ).

▫️القاعدة الثانية :
لا يشرع رفع اليدين في شيء من الأذكار ؛ لأن الأصل في العبادات المنع إلا بدليل.

من أمثلة ذلك :
لا ترفع اليدين في الذكر بعد الأذان ، أو الطعام ، أو الاستخارة أو غير ذلك ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفع فيها يديه.

▫️القاعدة الثالثة :
يشرع ذكر الله في جميع الأحوال ويستثنى :
حال قضاء الحاجة ، والجماع.

قال ابن عباس رضي الله عنهما :
" يكره أن يذكر الله وهو جالس على الخلاء ، والرجل يواقع امرأته ؛ لأنه ذو الجلال يجلل عن ذلك ".
رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح

والمشروع :
ذكر دخول الخلاء قبل الدخول ، وذكر الجماع قبل الإيلاج.

مؤسس الدولة الأموية في المغرب ( الأندلس ) عبدالرحمن الداخل ويلقب بصقر قريش ..

عندما تم القضاء والتخلص من الدعي الكذاب ( شقنة بن عبد الواحد ) بقتله غدرًا بالخيانة ..

وقد كان حاربه عشر سنوات وما استطاع الوصول إليه ، و القضاء عليه طوال تلك السنين ..

وبخيانة من زوجة هذا الدعي ( شقنه) ، وخيانة بعض أنصاره له ، فقد تم الغدر به وقتله في ليلة ، وهو على فراش النوم ..

فقال أمير الأندلس  عندها :
( عملتْ الخيانة في ليلة واحدة =
ما عجزنا عن تحقيقه منذ عشر سنوات ).

ولذلك كان يقول :
( الخيانة لا دين لها ، ولا نسب ).

**عنوان الفصل :
[ فصل في التلازم بين حسن الظن بالله وحسن العمل له ].

مستل من كتاب ( الداء والدواء ).
لابن القيم رحمه الله.

بيّن فيه ابن القيّم رحمه الله التلازم بين حسن الظن بالله وحسن العمل، واستدل بهدا المعنى بأدلة كثيرة نافعة، وتكمن أهمية هذا الفصل في علاجه لمفهوم التواكل ! 

وقد قال في آخره :
"ولا تستطل هذا الفصل، فإن الحاجة إليه شديدة لكل أحد، ففرّق بين حسن الظن بالله وبين الغرّة به! ".**