كعراقيين، دائمًا نتباهى بغيرتنا ونخوتنا واعرافنا، لكن يبدو إننا نضحك على نفسنا ونصدّر هالبضاعة لأن ما نملك غيرها، والواقع أثبت بأن السويديين اكثر التزامًا منا بهذه الأصول البديهية.

قبل سنين سلمنا معارض إيراني الى طهران حيث تم أعدامه، واليوم نسلم شاب كويتي مستقر بلندن جان بزيارة للعراق، ويسولف بكونه عراقي ويشعر بأن العراق بلده ويعارض حكام الكويت وتم إسقاط جنسيته، سلمناه عربون إلى جلاديه بمخالفة للدستور، بدون وجود التزامات قانونية بتسليمه وزيف سرديّة العلاسة - العلاسة ذاتهم الوصلوا الى السلطة بعد ما گضوا عمرهم متهچولين ملفيتّهم دول العالم بأمانها - أي مدعاةٍ للعار على عراقيتّنا اكثر من هيچ؟

بالمقابل، السويد الما عدها مثل تقاليدنا وأعرافنا الورديّة، وما تلتزم سوى بقيّم وقوانين حقوق الانسان والحريات، لفَّت لاجئ عراقي تافه ومريض، تسبب بتهديد امنها القومي بتصرفاته القذرة، وبسببه تم قطع العلاقات بينها وبين دول ضمنها العراق، وتعرضت إلى ضغوط كبيرة بأتجاه تسليمه الى بلده او سحب اقامته، رغم إنها اكتشفت بزيف معلومات اقامته ومخالفته الى قوانين حق اللجوء، والها كامل الحق بأرجاعه إلى العراق - البلد الحرگ علمه - لكن السويد إختارت أن تحفظ حياة فرد شعر بالأمان تجاهها، بدل أن تتصرف بسلوكيات العلاسة مثلنا

هذه الطبقة السياسيّة نجحت بسلب كل ما نمتلكه بهالدنيا، كل القيّم التربينا عليها، كل مشاعرنا بالفخر بعراقيتّنا، حولتها إلى شعور بالخزي والدونّية.

اتمنالكم سنة جديدة اهوَّن عليكم من سابقاتها، تعيشون بيها أيام حلوة وتخلقون ذكريات تستحق أن تُذكر، وتصبرون على مُرها، وتكونون بخير وأمان وية ناسكم وأحبابكم

ليلة رأس السنة لحظّة ميلاد جديدة للجميع، لا مُتسع آخر بهالحياة سوى أن نحيّاها.

سنمرُّ فوق الجسر..
نضحكُ أو نغنَّي أو نذكِّرُ مَنْ كان بجانبنا
فنسخرُ من أغانينا التي كنَّا نرددها
وبعد دقيقةٍ، نبكي على أصحابنا القتلى

سنأوي تحت نصبك يا جوادُ
سنمرُّ فوق الجسر
في تشرين..
نضحكُ من حماقتنا
ونعجبُ كيف أيقظنا البلادَ
وكيف أورثنا المدائن سكَّرَ الزمنِ العنيدِ
وكيف شبَّ بلحظةٍ هذا الرماد!

سنمرُّ فوق الجسر
متعبةً خُطانا...
ثكالى امهاتنا..
تأكلُ السنواتُ منَّا هذه الروحَ الشقيَّةَ
ثم تذرونا إلى الذكرى
غناءً جارحاً مُرّاً
يدندنّهُ رفاقنا في قبورهم
وتنسانا البلادُ وأهلها

- بتصرف - ذكرى احتجاجات تشرين.

سيذكر التاريخ يوماً قريةً صغيرةً
بين قرى الجنوب
تُدعى " معركة "
قد دافعت بصدرها
عن شرف الأرض.

أَنّي كَتمتُ أعَزَّ السنين
أُراقبُ اقفالَ كلِّ الحُجَر..

وأَنّي صَنعتُ لنفسي القيود
وأني أضعتُ حياتي هَدر..

- لميعة عباس عمارة