دعواتكم لإخوانكم💔

حاولنا، لكنّنا لم نستطع النّوم، فلا زالت الريح القوية تعصف، والأمطار تسقط حتى تساقطت جدران القماش، وتحرّكت أسقف الخيام وانفتحت، ولا ندري على أيّ حالٍ نصبح، وهناك مَن طارت خيامهم بالكامل، فانكشفوا للسماء بلا حيلة ولا مغيث إلّا الله.
اللهم إنّا نسألك خير هذه الريح وخير ما أرسلت به، ونعوذ بك من شرّها وشرّ ما أرسلت به، اللهم حوالينا ولا علينا.

السلام عليكم ورحمة الله

اشتقت لكم، جزاكم الله خيرًا على السؤال والدعاء…

أهدي ثواب هذه السجنة القصيرة إلى شهداء المقاومة رضي الله عنهم ورزقنا الثبات على دربهم.

أذكاركم ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم

الشتاء قادم، وأكثر الشعب في خيام مهترئة، أو "بيوت" لا سقف لها، والأمر مختلف جدا عن العام الماضي، الجنوب أُبيد على مدار أشهر السنة وأيامها..

وإن كنا نسعى -أهل الجنوب- العام الماضي، بألحفتنا، وملابسنا، وبيوتنا، ونتقاسمها مع النازحين من الشمال في مراكز الإيواء...

فالمدارس دمرت، والمناطق الشرقية مُسِحَت، والزاد قلّ، وأمَد الحرب طال، وليس عند النازح في خيمته شيءٌ يلتحف به، فضلا عن غطاء يعطيه لغيره، ويؤثر به مَن سواه..

والتجار فجروا، والناس أُجهدت، وجُوِّعَت، وأُفقِرَت، والشادر الموجود، الذي لا يمنع الخيمة برد الشتاء، ولا ماء المطر، سعره فلكيّ، لو وجد..

والله ما أعرف السبب الداعي للكتابة، لا تنشروا عن الأمر، ولا تصنعوا ترندا جديدا عن إدخال الشوادر؛ لأن النشر لا مغزى له، والمناشدات لا طائل من ورائها...

سلوا ربا كريما، وإلها عظيما، وخالقا رحيما، بأن تنتهي المأساة... والله المستعان!

أذكاركم فرج الله كربتكم

تعبت.. صح؟
وهم تعبوا، ليس من النشر، وإنما المناشير التي تفصلهم من أعناقهم، والمنشورات التي تطالب ما تبقى منهم بالنزوح كل ليلة، من جديد كأنها أول مرة.

وهم تعبوا، ليس من المشاهدة، وإنما من الشهادة على المحارق بأنفسهم، وهم الناجون منها والهالكون فيها، ومن التشهّد في اليوم ألف مرة عساها الغارة القاضية!

وهم تعبوا، ليس من الكتابة، وإنما من الكآبة، في كل ركن وزاوية، في كل وجه وملمح، في كل عين ولسان، في كل أفق ومدى، في كل ما يشمله مجال البصر!

وهم تعبوا، ليس من الصوت، وإنما من كل صوت، صوت القذيفة والأنقاض والعالقين والجرحى وذوي الأنفاس الأخيرة، والبكاء، والوداع، والجنائز، والثكالى، والأيامى، واليتّم، والأرامل!

وهم تعبوا، ليس من الدماء التي يرونها، وإنما من الدماء التي تسيل منهم، تجري من رؤوسهم وقلوبهم وفلذات أكبادهم، من أحبابهم وأهلهم والراحلين بلا أحد!

وهم تعبوا، ليس من مشاهدة الحرب في الشاشات، وإنما من كونهم محتوى لمشاهدي الحرب في الشاشات!

وهم تعبوا، ليس من الذين تركوهم وحدهم، وإنما من الذين أخبروهم أنهم لن يتركوهم أبدًا مثلهم، واليوم من حيث لا يدرون أفلتوا أياديهم.. من التعب!

تعبت؟ استحِ.

لا تبرحوا ثغوركم، ولا تستهينوا بأيٍ منها! عودوا لها، وولا تستصغروا أي جهدٍ تبذلوه، انهضوا فعين الأمة ترقبكم والتاريخ يسطّر أساميكم والمعركة قائمة بكم وبغيركم ولكن أنتم من تحتاجون وجود اسمكم بين الباذلين والله..

قـف ساعـةً حـيـن الزيــارةِ مـرّةً
بلِّـغ سـلامي واشتيـاقي والألَـم..

سـلِّـم على خيــر البقـاعِ وأهلها
سـلِّـم على داعٍ يصلّي في الحرَم
سـلِّـم على بيــت الإلــه وكعبـةٍ
دهماءَ والحجر الشريف الملتزَم

سـلِّـم على قبـر النبيِّ وقـــل لـه
أرأيـت ماذا صـار بعدك بالأمـم؟
أرأيـتنـــا شـوقًـا إلـيـك عـيـوننـا
هطّـالةٌ منــذ الطـفـولةِ للـهـرَم!

وإذا بلَغـتَ القدسَ يومًا يـا أخـي
سلِّـم على أقصى مساجدنا العلَم
سلِّـم على تـلـك القِبـاب وساحةٍ
فيها الرباطُ علامةُ الشهمِ (الزلَم)

خيــرُ البقــاعِ ثــلاثــةٌ مـا مثلُهـا
سعدَ الذي قد عاش فيها والتحَم
سـلِّـم عليهـا إنـنـي مـشـتــاقــةٌ
والشّــوق لا يوفيـهِ دمـعٌ أو قلَـم

✍?سمية سليمان | البناء المنهجي

#قصيد #إسفار

متابعة : لم تتوقف الغارات ولا القصف المدفعي على مدينة حمد غربي مدينة خانيونس وهناك نيران مشتعلة في المكان