حوار هادئ حول الأحداث الأخيرة في المحرر..

في البداية لا بد من التنويه أن هذه الكلمات لك أخي المجاهد، خرجت من قلب يعتصر ألما على مشروعنا الذي بني وشيّد بالدماء والأشلاء ولم يستوي عوده بعد..

فإليك يا تاج الرأس، واعلم أن الأمم تهزم بتفرقها وتشتتها واختلافها، ونحن كل واحد فينا لبِنة من لبِنات هذا البناء المبارك وفي هذا المقام يقول سيد قطب رحمه الله: "كل لبِنة لها مهمة مكونة من شقين؛ الأول أن تسد الثغرة التي أوكلت لها، والثاني أن تتماسك مع أخواتها عن يمينها وشمالها" فإذا غفلت هذه اللبِنة عن مهمتها تضعضع البناء، فهل سددنا ثغرنا كما يجب وهل تماسكنا كما ينبغي وهل ينصر مشروعنا بالتشكيك والطعن والإسقاط والتقييم؟

ولابد أن تعلم أن العصمة ذهبت مع الأنبياء والرسل وسِمة الإنسان الخطأ والنسيان، وهذه الأخطاء تشكل المناعة منها مستقبلاً، إن استفدنا منها كما يجب -وأحسب أننا كذلك- إلا أن خصومك يريدون إسقاط مشروعك وجماعتك واتهامها والتشكيك في دينها لأجل خطأ، ثم تشويهها والتقريع بها، فيطالبونها بتحكيم الشريعة، وسبحان الله، أليس حماية المسلمين وإقامة مشروع يحفظهم ويذود عنهم والجهاد في سبيل الله وإقامة العدل من الشريعة، وبناء المستشفيات والجامعات والمدارس لتخدم المسلمين، وإقامة نظام اقتصادي سليم من الشريعة؟ أم يريدون حصر الشريعة في الحدود ولا يفعل ذلك إلا جاهل بمقاصد الشريعة.

وبالنسبة للمنكرات والمعاصي التي أصبحت حديث مجالسنا، اعلم -لا عدمت الخير- أنها لن تنتهي ولو فعّلت ألف حسبة، أتريد أن تشكل مجتمعاً فارغاً لا يحمل قضية ولا يدافع عن مبدأ، فإذا أردت إخفاءها يمكن تحقيق ذلك بالحسبة، أما إذا أردت إزالتها فلابد من التوعية وامتلاء القلب بالإيمان والدعوة الرشيدة، والنظر لمن يعصي بنظرة شفقة وخوف عليه، لابنظرة احتقار وازدراء، وهنا لا بد أن يكون كل فرد فينا داعية بذاته بأخلاقه ومبادئه وبالقيم التي يحملها وبعدالة قضيته ورفعة غايته.

ختاماً: لغة المزاودة الجميع يجيدها فلا تقبل بأن يزاود أحد على جماعتك وجهادك وسلامة طريقك، فمحب الخير ينصح ولا يفضح..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

https://t.me/kalmshare3a

#لا_تفرقوا

إنّ الناظر لبواكير تحركات النبي صلى الله عليه وسلم في إقامة الدولة في المدينة ليجد حرصه البالغ عليه الصلاة والسلام على الاعتصام ووحدة القرار والتكاتف بين مكونات الدولة..
-فلم يدخل للمدينة حتى ضمن أنه صاحب القرار الكامل فيها..
-وبمجرد دخوله للمدينة آخى بين المهاجرين والأنصار..
- وأوقف الاقتتال الداخلي بين قبائل الأنصار..
-ووضع معاهدة تضمن جعل المدينة كتلة واحدة تواجه ضربات العدو الخارجي..

وهكذا شكل النبي صلى الله عليه وسلم دولة متماسكة لم يمض عليها زمن طويل حتى توسعت فتوحاتها وواجهت الامبراطوريات العظيمة فارس والروم حتى منّ الله عليهم بقهر تلك الدول وتقويض بنيانها لصالح الإسلام..
وهكذا في كل حقبة من تاريخ المسلمين، كان العامل الأهم الذي يسعى له كل قائد ناجح هو الاعتصام والاجتماع ووحدة الكلمة..

وإن المتأمل في واقع المحرر المبارك الذي نعيش فيه، وحجم الأخطار والمكائد التي تحاك له ليل نهار، لعلم يقيناً أن الواجب الأول والأهم على أهله وأبنائه هو التكاتف، وجمع الكلمة على قيادة واحدة، يصدر الجميع عن قرارتها في كل شؤون المحرر، وذلك أننا عانينا من تفرق الكلمة سنوات مريرة، ذاق فيها الشعب السوري الثائر الويلات، ولم تجن له تفرق الكلمة سوى الخيبات تتلوها الخيبات، أفلم يحن الأوان لنجتمع! ونعي حجم المؤامرات التي يدبرها العدو ويديرها!

ولو نظرنا بعين الواقعية والإنصاف، بعيداً عن الخيالات الحالمة وخروجا من النظرة المتشائمة، لوجدنا مجموعة من عوامل القوة اجتمعت في محررنا قلما اجتمعت لنا على مدار الثورة، ولعل من أهمها وأبرزها هو القيادة الواحدة لهذا المحرر، هذه القيادة التي أضحت واقعاً لا مراء فيه، فمن الذي يتحكم في القرارات العسكرية للألوية والكتائب على امتداد جبهات المحرر، أليست قيادة عسكرية واحدة تصدر عن جهة واحدة منظمة! 

وفي الجانب الحكومي كذلك، ها نحن نعيش في ظل حكومةٍ منظمة بمؤسساتها المختلفة التي ترعى شؤون الناس، وتنظم حياتهم، رغم قلة الإمكانات وصعوبة الظروف، تقوم على مختلف الحاجيات التي لا تستقيم حياة الناس في المحرر من غيرها، فالصحة والتعليم والأمن والقضاء والمحاكم التي تسعى جاهدة لترد حقوق الناس وتحفظها لهم، وغيرها من الخدمات التي يعيش عليها أهل المحرر، وهي بذلك لا تمنّ على الناس أن سعت في تحقيق هذا التنظيم، بل تعلم علم اليقين أنها تقوم بواجب ثقيل وأمانة عظيمة..

ويبدو أن وجودنا وعيشنا ضمن هذه المنظومة الفاعلة والمشروع الثوري المنتج في المحرر يجعلنا لا ندرك قيمته وأهميته حق الإدراك، ومن ذلك أن الشريعة الإسلامية بفضل الله قائمة ومطبقة في هذه المؤسسات، فهي تسعى ألا تصدر في قراراتها وتحركاتها إلا بما يوافق الشريعة..

ومن أهم صور تطبيق الشريعة التي يغفل عنها الكثير هو حفظ الأمن والحقوق في الداخل، وحماية الثغور وحراستها من الخارج.. وفي سبيل هذين الهدفين العظيمين يسهر الآلاف من المجاهدين والعاملين ويضحون بأثمن الأوقات ويقدمون الغالي والنفيس حراسة وصيانة لأمن الناس وثغورهم!

ونظرة واحدة منصفة لثغورنا وجبهاتنا وما فيها من جهد وتضحية وتعاون ندرك من خلالها كل ما سبق ، ثم تأمل معي لو غفل إخواننا عن ثغورهم المختلفة الخارجية منها أو الداخلية، إلى ماذا ستؤول له أمور المحرر! حينها لعاثت في بلادنا يد الفساد، وحينها يدرك الناس قيمة ما كانوا فيه من نعم جليلة!  

وأذكر أخيرا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
متفق عليه.

https://t.me/kalmshare3a

الاحتطاب أو السرقة الحلال

هو مصطلح عرفي ظهر في الساحات الجهادية يُطلق على عمليات التسلل والسطو التي يقوم بها أفراد من المسلمين بسلب أموال الكفار في دارهم والعودة بها إلى ديار المسلمين، وهذه العمليات بضوابطها وشروطها مشروعة أحلها الله جزاء للكفار عن إعراضهم عن دين الله ومنهجه، ومحاربتهم للمسلمين

ولكن للأسف أصبح لهذا المصطلح في الآونة الأخيرة حضور بالمناطق المحررة وبات فعله يدل على غير ما سُمي له و يُفهم منه عمليات سطو وخطف ونهب منظم تحت تهديد السلاح تُنفذ على صرافين وتجار وأصحاب أموال من المسلمين باسم الدين والجهاد

وأما الفعل الذي اختبئ ور اء مسماه  فهو في الحقيقة أكل لأموال الناس بالباطل، وإن الدين والجهاد من هذه الأفعال بل ومن أصحابها براء، فالدين صان حياة المسلم وصان ماله وجعلهما من الضرورات التي يستشهد الرجل في الدفاع عنها، وهذا ما قرره رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصيته الأخيرة لأمته يوم حجة الوداع، حينما قال:
"إن دماءكم و أموالكم و أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في يومكم هذا على هل بلغت"

لذلك فان أولئك الذين ينتهكون الحرمات و يقطعون الطرقات و يستحلون الدماء و الأموال في المناطق المحررة التي تعد دار إسلام بإجماع كثير من أهل العلم والتي يعيش فيها مسلمون عصم الله دماءهم و أموالهم، والتي يحكم فيها بشرع الله ما هم إلا واحد من اثنين إما أن يكونوا من الغلاة الخارجيين الذين حكموا على من لا يرونه في صفهم ولم يوافقهم في بدعتهم بالردة والكفر، فكل من يقطن المحرر فهو كافر بنظرهم يستحلون دمه وماله
وحكم هؤلاء القتل لفسادهم وإفسادهم في الأرض وإفسادهم للدين الذي هو من أعظم البلايا وأشد الفتن، وهم من قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد.

وإما قاطع الطريق يسرق أموال الناس غصبا لها بقوة سلاحه، فهذا فيه حد الحرابة، وهو ما جاء في قول الله: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللله وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}

والحمد لله أن مكن المجااهدين وقوى حفظ الأمن والشرطة بالإيقاع بأحد الخلايا التي قطعت طريق الناس وسلبت أموالهم ويعملون على إعادة أموال الناس وحقوقهم، ومحاسبة العابثين بأمن وحياة الناس وهذا من إقامة شرع الله عز وجل في المناطق المحررة وحفظ سلامة وأمن الناس وتأمين عيشهم في هذه البقعة المباركة.

https://t.me/kalmshare3a

"إن الله لا يصلح عمل المفسدين"

الشخصيات الفاسدة المفسدة التي تطلع في كل زمان ومكان لتنادي بهدم مشاريع قائمة دون طرح بديل عنها، في محاولة لترك الواقع فارغ والحكم فيها للفوضى بحجة سوء بعض الأفعال من قبل هذه المشاريع التي تحاول البقاء ثابتة رغم أنها قد انولدت في زمان ومكان محاط بكل المفسدات التي تريد الهدم وعدم قيام أي مشروع.

هؤلاء المفسدون يخرجون في البداية وقد يلتم حولهم الناس من الصالحين والفاسدين أمثالهم لكن سرعان ما تنكشف الغاية الخبيثة التي تجول بها نفوسهم وترا خيوط العنكبوت التي نسجوها قد هلكت في أول محاولة منهم للهدم وينفك الصالحون عنهم بل حتى بعض الفاسدين أمثالهم قد ينفك عنهم بسبب الصراع الذي يجول بينهم فهم "تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى"

وأنا لهم أن يصلح الله لهم عملهم وهم قد خرجوا في سبيل حقدهم طاعنين بكل مخالف لهم مسقطين لتضحيات الشهداء والمجاهدين، وهل يترك الله أولياءه، وإن لم يكن المجاهدون هم أولياء الله فمن سيكون في هذا الزمان؟
وإن لم يكن الفاسد من يطعن بالمجاهد المرابط الذائد بروحه ودمه عن هذه الأمة فمن سيكون الفاسد وهل سيصلح الله له عمله أو يسعى له بالتوفيق؟
قطعا كلا لن يصلح الله عمل الفاسدين
وكل خيوط العنكبوت التي نسجوها مصيرها معروف مع أول نسمة ريح أو حتى تنفس لأهل المشروع المدافعين عنه والذين لن يسمحوا للساقطين بهدم مشروع يحمي الملايين خلفه والذي قدم شلال من الدماء ليُشيد صرحه العظيم

لكن وفي ظل هذه المرحلة ومع تبيان الصفوف وانحسار الفاسدين وكشف أوراقهم لابد للصف الأول والمشروع المبارك أن يعيد النظر في أخطائه ويسعى لتصحيحها طاعة لله ولأمره وسعيا لاستمرار هذا المشروع.

✍قلم الشريعة
https://t.me/kalmshare3a

مؤلم أن يجتمع علينا العدو من مشارق الأرض ومغاربها
وتتوحد أهدافهم ورايتهم وغايتهم -رغم اختلافهم- على كسر شوكة المسلمين والتغلب عليهم
ونحن.....للأسف لا تجمعنا كلمة ولا راية ولا قيادة وهذا ما يريده العدو  فكلما بنينا حجراً لدولةٍ تجمع المسلمين، اختلفنا على مكان الحجر أو لونه،
فوالله لن تقوم للمسلمين قائمة حتى يتنازل كلٌ منا عن رأيه ويُخالفَ كلٌ منَّا هواه

المعارضة السياسية في الإسلام

في صدر الإسلام وفي زمن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ظهرت أولى معارضة سياسية في الإسلام، فكانت مطالب المعارضة كثيرة وكثيرة واستجاب سيدنا عثمان رضي الله عنه لكل مطالبهم
ولكن .. في علم الإدارة هناك فئة من الناس لا تتوقف عن الطلب فكلما طلب ولُبي يطلب أكثر
ورأت هذه المعارضة السياسة أن خليفة رسول الله ﷺ الثالث عثمان بن عفان قد لبى لهم كل مطالبهم المحقة وكان لين القلب رضي الله عنه ويعطيهم حتى وصل بهم الحال ليقولوا اخلع نفسك فلما رفض تربصوا به وقتلوه
بينما في تجربة عبد الملك بن مروان عندما طلب منه جيش القراء إقالة الحجاج بن يوسف الثقفي استجاب لمطلبهم وقال لهم اختاروا بديلا عن الحجاج لنوليه مكانه فانقسم الجيش لفرقتين
فئة استحسنت رأي عبد الملك وفئة قالت لولا تمكن عبد الملك لما ولى علينا الحجاج فيجب أن نخلعهما معا
فما كان من عبد الملك بن مروان إلا أن قضى على الفتنة وأبقى الحجاج

فعلى السلطان أن يتعامل مع الفتن بحكمة وحزم وأن لا يسمح برؤوس الفتنة أن يتطاولوا ويصل لحد لا يمكن التعامل معهم إلا بالتأديب
فالسلطان لا يحمي نفسه فقط بل يحمي كل من يقع تحت سلطانه
وخصوصا بظهور البدع فالاعتداد بالرأي بدعة كبدعة الخوارج

وتفكروا في الخوارج الأولين لماذا ضلوا وهم أهل صدق وشجاعة وإقدام ورغبة في الآخرة وزهد في الدنيا؟
هل تظنون أنهم يشكّون في صحّة طريقهم؟
بل كانوا يؤمنون إيمانا قطعيا بصحة طريقهم ويتقربون إلى الله به، وطلّقوا الدنيا وقذفوها وراء ظهورهم
وكذلك من يعتد برأيه هو يظن أنه على حق فلا يقبل رأيا غيره بل ويستميت بالدفاع عن فكره ومعتقده

ولكن من لا يقبل بلغة الحوار فلغة السّوط أشد بلاغة وفصاحة
وأقول لمن لا يرغب بالجمع وينأى بنفسه عن الوحدة ويدعو للتفرق والتشرذم
فيقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
ماتكرهون بالجماعة خير مما تحبون في الفرقة