كَأَنَّما أَيمانُها عَزمَةٌ
مِن عَزَماتِ المَلِكِ الصالِحِ

مَلكٌ يَظَلُّ الدَهرُ في حُكمِهِ
مُقتَبِساً مِن رَأيِهِ القادِحِ

وَمَن غَدا سائِحُ إِنعامِهِ
يَملَأُ قَلبَ الآمَلِ السانِحِ

لا بَرِحَت رُتبَةُ سُلطانِهِ
تَسمو عَلى الأَعزَلِ وَالرامِحِ.

قَناعَةُ المَرءِ بِما عِندَهُ
مَملَكَةٌ ما مِثلُها مَملَكَه

فَاِرضوا بِما جاءَ عَفواً وَلا
تُلقوا بِأَيديكُم إِلى التَهلُكَه🪶

أَهلاً بِبَدرِ دُجىً يَسعى بِشَمسِ ضُحىً
بِنَورِهِ صِبغَةَ اللَيلِ البَهيمِ مَحا

حَيّا بِها وَالدُجى مُرخٍ غَدائِرَهُ
فَخِلتُ أَنَّ جَبينَ الصُبحِ قَد وَضَحا

راحاً إِذا مَلَأَ الساقي بِها قَدَحاً
ظَنَنتَ جُذوَةَ نارٍ في الدُجى قَدَحا.

شَمسُ النَهارِ بِحُسنِ وَجهِكَ تُقسِمُ
إِنَّ المَلاحَة مِن جَمالِكَ تُقسَمُ

جُمِعَت لِبَهجَتِكَ المَحاسِنُ كُلُّها
وَالحُسنُ في كُلِّ الأَنامِ مُقَسَّمُ

يا مَن حَكَت عَيناهُ سَيفَ سَمِيِّهِ
هَلّا اِقتَدَيتَ بَعَدلِهِ إِذ يَحكُمُ

أَنتَ المُرادُ وَسَيفُ لِحظِكَ قاتِلي

لَكِن فَمي عَن شَرحِ حالي مُلجَمُ
تَشكو تَفَرُّقَنا وَأَنتَ جَنَيتَهُ

وَمِنَ العَجائِبِ ظالِمٌ يَتَظَلَّمُ
وَتَقولُ أَنتَ بِعُذرِ بُعدي عالِمٌ

وَاللَهُ يَعلَمُ أَنَّني لا أَعلَمُ
فَتُراكَ تَدري أَنَّ حُبَّكَ مُتلِفي

لَكِنَّني أُخفي هَواكَ وَأَكتِمُ
إِن كُنتَ ما تَدري فَتِلكَ مُصيبَةٌ
أَو كُنتَ تَدري فَالمُصيبَةُ أَعظَمُ.

تُؤنِسُني الوَحدَةُ في خَلوَتي
وَهَذِهِ مِن صِفَةِ العالِمِ

مَن يَكُ بِالعالَمِ مُستَأنِساً
فَإِنَّني مِنِّيَ في عالَمِ🦢

أراكَ تَزيدُ في عَينِي جَمالا
‏وأَعشَقُ كُلَّ يَومٍ مِنكَ حَالا

‏تَزيدُ مَلاحةً وأَزيدُ عِشقًا
‏فَحالي فيكَ يَنتَقِلُ انتِقالا.