‏«اصطناع الكاتب الغموض ليداري ضحالة فكره مسلك قبيح، وتظاهر قارئه بالفهم ليواري سوأة عقله مسلك أقبح منه.»

- د. عبد الرحمن قائد.

ستجيءُ سبعٌ مُرّةٌ .. فلتَخزِنُوا من حكمة الوجعِ المُصَابِر سُكّرَا سبعٌ عِجافٌ .. فاضبِطُوا أنفَاسَكُم مِنْ بعدِهَا التّاريخُ يرجِعُ أَخْضَرَا هِيَ تلكَ قافلةُ البشيرِ تَلُوحُ لِيْ مُدُّوا خيامَ القلبِ، واشتَعِلُوا قِرَى أشتمُّ رائِحَةَ القَمِيصِ .. وطالمَا…

ستجيءُ سبعٌ مُرّةٌ .. فلتَخزِنُوا من حكمة الوجعِ المُصَابِر سُكّرَا سبعٌ عِجافٌ .. فاضبِطُوا أنفَاسَكُم مِنْ بعدِهَا التّاريخُ يرجِعُ أَخْضَرَا هِيَ تلكَ قافلةُ البشيرِ تَلُوحُ لِيْ مُدُّوا خيامَ القلبِ، واشتَعِلُوا قِرَى أشتمُّ رائِحَةَ القَمِيصِ .. وطالمَا…

فتى فُتن في فتاةٍ فتاه..

أرسلتني عبارة في كتاب أقرأه إلى كتب التاريخ أتفحصها وأحاكيها، وكنت اعتزلت القراءة في التاريخ من حوالي شهر للتغيير، وانسجمت من جديد، وتعمقت واستغرقت، وكان من لطيف القدر أن أقرأ فصولًا متفرقة في العصور الذهبية للحضارة الإسلامية، وتاريخ الدول الإسلامية العليا، وشعرت مع كل فصل أختمه أن العزة تليق بالمسلمين كأنما هم دلالتها، وأن الحرية طبعٌ أصيل في دم العربي والمسلم، كأنما لا يكون إلا بها.
هذه الأقدار التي هدمت دولًا وأقامت أخرى، انتصرت للمسلمين دائمًا وإن هزموا في الميادين؛ إذ يقاتلون وحدهم دون نصير، بإصرارٍ حتى الموت، فأصبحت هزيمتهم شرفًا وارتقاء، وهزيمة العدو عارًا وذلًا.

أنا أقر الآن أكثر من أي وقت آخر أن إعطاء المرأة مناصب قيادية دون جدارة يؤدي بالمؤسسة كلها للهلاك. خاصة مع حب السلطة والنفوذ والتسلط، لا سيما عن جهل وتفاهة وسوء خلق. وليكن ما يكون.?‍♀

«ستقفون غدًا بين يدي الله يا ملوك الإسلام، وسيسألكم عن الإسلام الذي أضعتموه وهبطتم به من علياء مجده حتى ألصقتم أنفه بالرغام، وعن المسلمين الذين أسلمتموهم بأيديكم إلى أعدائهم ليعيشوا بينهم عيش البائسين المستضعفين، وعن مدن الإسلام وأمصاره التي اشتراها آباؤكم بدمائهم وأرواحهم ثم تركوها في أيديكم لتذودوا عنها، وتحملوا ذمارها، فلم تحركوا في شأنها ساكنًا حتى غلبكم أعداؤكم عليها، فأصبحتم تعيشون فيها عيش الأذلاء، وتُطردون منها كما يُطرد الغرباء، فماذا يكون جوابكم إن سئلتم عن هذا كله غدًا؟»

مع كل عهدٍ جديد تمر به بلداننا العربية، تظهر فئة من المحللين المنظِّرين الذين يكرسون كل أوقاتهم لنشر الفتنة بكل ثقة وجرأة، انتصارًا لوجهات نظرٍ لا تقوم على شيء إلا الأهواء الشخصية التي لا تناسب أغلبها زمن كزماننا، لا سيما في ألعاب السياسة، وتحكماتها، توهمك أحيانًا أنهم في صف العدو بالأساس.

كلما أراهم أؤمن وأتيقن أن تكالب العدو علينا اختبارٌ لاجتماعنا على كلمة واحدة، وأن عدو الداخل أخطر وأشد أثرًا، وأنه لا سبيل لحريتنا إلا ببعث الوعي، منطلقِ كل قائدٍ عظيم.
ربما ينسى الناس أن القسَّام بدأ مسيره معلمًا ومأذونًا شرعيًا وخطيبًا، فقط ليعلم الناس دينهم، ويعرفهم عدوهم، ويوجههم لأمر الله بالجهاد، ولم يبدأ التوجيه للكفاح المسلح إلا في مرحلة متأخرة، وهكذا كان الشيخ المؤسس أيضًا، رحمة الله عليهما، أثبتا لنا قبل عشرات السنين أن المقاومة تكون بتشكيل وعيٍ عربي إسلامي جديد، أولًا، ثم يهون كل شيء آخر، ما دامت القلوب حرة، والأصوات عالية، والبأس شديد.

كنت أرتب بعض مجالس السيرة والحديث الشريف، ووقفتُ على مقطعٍ بينهم لا ينتمي لأي سلسلة، تحت عنوان: فصلٌ في نظرِ أهلِ الجنَّة إلى ربِّهِم تبارك وتعالى. عجز عقلي المحدود عن تخيل الموقف، وسقطت في قلبي مهابة كبيرة أشعر بصداها حتى الآن، كلما تذكرته.

أعيش هذه الأيام مع جمهرة مقالات الأستاذ محمود شاكر، وفيض الخاطر، ورسائل الجاحظ، وموسوعة المسيري.
بالإضافة لبعض الأعمال التقنية والرياضية.
وأشعر كما لم أشعر من قبل، أنني سأموت قبل أن أكشف عن أغلب مما تكنُّه هذه الحياة، بحثًا عن المعنى.