❁ رفيع الدرجات:

﴿رفيع الدرجات ذو العرش
يلقي الروح من أمره
على من يشاء من عباده
لينذر يوم التلاق﴾ [غافر: ١٥]

﴿وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه
نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم﴾ [الأنعام: ۸٣]

﴿ فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه
ثم استخرجها من وعاء أخيه
كذلك كدنا ليوسف
ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك
إلا أن يشاء الله
نرفع درجات من نشاء
وفوق كل ذي علم عليم ﴾ [يوسف: ٧٦]

﴿ يرفع الله الذين آمنوا منكم
والذين أوتوا العلم درجات
والله بما تعملون خبير ﴾ [المجادلة: ١١]

كثير من أعمال القلوب مبني على (معارف) محددة عن الله تعالى، فالتوكل مثلاً لا يكاد يستقر في قلب العبد حتى يتعرف على قدرة الله جل جلاله. وكيف تتعرف على قدرة الله؟ من خلال اسم الله القدير وتأمله وتكراره ومن خلال قراءة القرآن وما قصه الله علينا من قدرته على خلق…

يوم ذكر الله الخضر قال:
﴿فوجدا عبداً من عبادنا
آتيناه رحمةً من عندنا
وعلمناه من لدنا علما﴾ [الكهف: ٦٥]

ماذا تفهم منها يا طالب العلم؟
تفهم أن العلم رحمة من الله
فاطلبها منه يعلمك من لدنه علماً
إنه هو البر الرحيم!

فلعلك تعطى ما قال ابن مالك في التسهيل:
«وإذا كانت العلوم منحاً إلهية ومواهبَ اختصاصية: فغير مستبعدٍ أن يدّخر لبعض المتأخرين ما عسر على كثيرٍ من المتقدمين»

ادعوا لمن لا يجد كساءً ولا غطاءً في هذا الجو، فلن تسعوهم عوناً ولا عطاءً، ويسعهم الله الغني القدير سبحانه
وليحمد الله أولو النعمة المستورين بستره، فقد صح عن رسول الله ﷺ أنه كان إذا أوى إلى فراشِه قال: (الحمدُ للهِ الَّذي أطعَمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممَّن لا كافيَ له ولا مُؤوي) رواه مسلم.
فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي في هذا البرد.

هل تلاحظ أن أي حدث يبعث في نفسك آية من القرآن؟ أو يلفتك إليها رجل من أهل العلم؟
ذلك أن القرآن من الله
ولأن القدر أيضاً من الله
﴿ألا له الخلق والأمر﴾

وإن أعظم حقيقة -تعد من المعلوم من الدين بالضرورة!- قد تتفاجأ أنك تصل إليها بعد رحلة معرفية طويلة، هي حقيقة:

أن هذا القرآن من عند الله.
وأن هذه الكلمات المعينة: قد قالها الله.
وأن قائل هذه الكلمات حي لا يموت.
والخلق جميعاً يموتون

كل مؤلف يموت، وكل دلالة تموت.
إلا كلام الله الحي القيوم
وكلما دمت تقرؤه كلما جدد الله لك دلالته

فتبارك الله رب العالمين

الدعاء ساحة المؤمن التي ليس له فيها إلا الظفر، لا غائلة تخاف ولا عثرة تخشى، ولا سلطة لأحد عليك فيه، وتخرج به عن حدود إحاطتك وقدرتك إلى عظيم علم الله وقدرته، ولا يترك الدعاء إلا عاجز يخشى عليه سلب الإيمان.

فتلمس حاجات إخوانك -وكثير منها مبثوث في هذه الوسائل- واجمعها وادع لهم في الضحى وبين الأذانين وفي الوتر والسحر، فهم أحوج ما يكونون لذلك

فكرة مقال💡****

ليت أنه ينشط أحد أهل الاختصاص أو من له اهتمام بكتابة مقالات مقارنة بين أعمال علمية متقاربة، أو نشرات علمية لكتاب واحد:

▪️مثال الأعمال العلمية:
أعمال الجمع بين الصحيحين المعاصرة، نحو جمع المشايخ (صالح الشامي، يحيى اليحيى، وليد الحمدان، إبراهيم السلوم، عبدالمحسن القاسم) وتوضيح منهج كل عمل، والمزايا والمؤاخذات، والفئة المستفيدة منه (بعض الأعمال للحفاظ، أو للباحثين، أو للمحدث دون الفقيه).

▪️مثال النشرات العلمية:
طبعات الزاد (العسكر، الهبدان، الجماز)

وربما نفع أن يكون ذلك في ورقة علمية.

من الفوائد:
أولاً: حَمْدُ الله على إهلاك الظالمين من جهات:
١- من جهة إمهال المجرم مهلة للتوبة، وهذا من كمال حلمه ورحمته.
قال الزجاج: "حمد الله - عَزَّ وجَلَّ - نفسه على أن قطع دابرهم، واستأصل شأفتهم، لأنه -جل وعز- أرسل إليهم الرسل، وأنظرهم بعد كفرهم، وأخذهم بالبأساء والضراء، فَبالَغَ - جَلَّ وعَزَّ - في إنْذارِهِمْ، وإمْهالِهِمْ، فَحَمِدَ نَفْسَهُ، لِأنَّهُ مَحْمُودٌ في إمْهالِهِ مَن كَفَرَ بِهِ، وانْتِظارِهِ تَوْبَتَهُ".
٢- من جهة عقاب الظالم، وهذا من تمام قوته وقدرته وعدله ونصرته للمظلومين.
قال السعدي: "على ما قضاه وقدره، من هلاك المكذبين. فإن بذلك، تتبين آياته، وإكرامه لأوليائه، وإهانته لأعدائه، وصدق ما جاءت به المرسلون".

ثانياً: تعليم الله المؤمنين بأن يحمدوه على هلاك الظالمين.
قال السمعاني: "حمد الله نَفسه على إهلاكهم واستئصالهم، وَفِيه تعليمنا الْحَمد لله على هَلَاك الْكفَّار".

ثالثاً: خطورة الظلم وأنه سبب للاستئصال.
قال القرطبي: "وَتَضَمَّنَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الْحُجَّةَ عَلَى وُجُوبِ تَرْكِ الظُّلْمِ، لِمَا يَعْقُبُ مِنْ قَطْعِ الدَّابِرِ، إِلَى الْعَذَابِ الدَّائِمِ".
وقال ابن عثيمين: "ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات الأسباب؛ لقوله: ﴿الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾؛ لأن هذه العقوبة مرتبة على قوم اتصفوا بالظلم، فيكون الظلم سببًا للعقوبة".

❏ للنفس فقه في التعامل معها:
فمن ذلك تعاملك مع الذنوب المستمرة، فالبدن جعل الله فيه غرائز، ولكن المهم معرفته: أنها لا تتحرك بمفردها، بل تتحرك بشيئين:
١- مثير.
٢- ووسوسة.

والامتناع عن الذنب يكون بتوفيق الله بأمرين:
١- التحصين اليومي.
٢- التحصين اللحظي.

فأما التحصين اليومي:
فهو لزوم الحرز في موعد محدد، وهو قبل شروق الشمس وقبل غروبها، لما في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
«من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء إلا رجل عمل أكثر منه» رواه البخاري (٦٤٠٣).

فقوله ﷺ (حرزاً من الشيطان) لا يختص فقط بالسحر والعين، بل يشمل كل أذىً من الشيطان، ومن أذاه لابن آدم: الوسوسة بالذنب والتذكير والتزيين.
وقوله (يومه ذاك) يدل على أن له سرياناً ينتهي بالمساء، فيحتاج المرء لقوله في المساء ليسري تحصينه إلى الصباح.

وأما التحصين اللحظي:
إذا صادف العبد مثيراً من سماعٍ أو نظر
أو وسوس له الشيطان بمواقعة ذنب
فيشرع له هنا: التعوذ.
وذلك بصيغ التعوذ المتنوعة، منها (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه) ثم ينفث عن يساره ثلاث مرات، معتقداً حصول العوذ والمنعة بالله.

ما نصحت به أحداً إلا وجد نفعه وبركته.

❏ لكل يوم هداية تخصه:

من أذكار الصباح والمساء ما ورد في حديث أبي مالك الأشعري أن رسول الله ﷺ قال:
‌‏«إذا أصبح أحدكم، فليقل:
أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر مافيه وشر مابعده.
وإذا أمسى فليقل مثل ذلك».
رواه أبو داود (٥٠٨٣) ضعّفه الألباني وحسّنه الأرناؤوط بشواهده.

تأمل إضافة الفتح والنصر والنور والبركة والهدى لليوم المعيَّن بـ (هذا اليوم) فإنه يدل على أن لكل يومٍ فتحاً يخصه، ونصراً يخصه، وهدايةً تخصه وكذا النور والبركة.

فقد يكتب الله لك فتحاً أو هدايةً على عموم الأيام لا تختص بيوم، ولكنه في يوم محدد قد يتخلف لقدرٍ ما، وإن كان ذلك لا يخلُّ بما كتبه الله لك من الفتح والهداية.

لكن إن شئتَ في يوم محدد هدايةً أو فتحاً أو نصراً، كمن سيقابل خصماً في محكمة، أو لديه اختبار ويحتاج للنجاح، أو لديه مقابلة وظيفية، أو سعى لرزقه ذاك اليوم وليس من أهل الوظائف، أو ليشتري عَرَضاً يتّجر به، أو أي حاجة محددة بيوم: تأكَّدت حاجته لهذا الدعاء.

وأما من حافظ عليه في ورده على سبيل الدوام والمواظبة: فقد حافظ على طلب هذه الخيرات إجمالاً وتفصيلاً، ولن يتخلف عنه عطاء الله لمن استعان به، وقمن إن نسي الدعاء به في يوم ما أن يعطيه خيره كأنه قاله ذلك اليوم.
لما صح من حديث أبي موسى، قال: سمعتُ النبيَّ ﷺ غيرَ مرةٍ ولا مرتين يقولُ:
«إذا كان العبدُ يعملُ عملًا صالحًا فشغلهُ عنه مرض أو سفر، كُتِبَ له كصالحِ ماكان يعمَلُ وهو صحيحٌ مُقيمٌ».
والمرض والسفر خرجا مخرج الغالب، فلا مفهوم لهما.

والله أعلم.