و امنَحنِي صَبرًا يليقُ بـ الدَّربِ الطَّويل
فـ الكُلُّ غافِلٌ عنّي، إلّا أنتَ يا ربِّ

"سُئِلَ أعرَابيٌ عَنِ الصَّبرِ.!

فَقال: الصَّبرُ مُرٌّ.. لَا يَتَجرَّعُهُ إِلَّا حُرٌّ."!

أسأل الله ألَّا يجعَل حظَّ إخوانِنا المُستضعفينَ مِنَّا دَعواتٍ مَنسُوخاتٍ حَبيسة الهواتِف، أو دَمعاتٍ عابِراتٍ تُبرِّئُ بِها ضَميرك؛ فُق! أنتَ جُزءٌ من هذا الجَسد الَّذي يَئِنُّ كُلَّ يَومٍ!

﴿مَايَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾

قال مُجاهد:
«تكتبُ الملائكة كلَّ شَيء حتَّىٰ أنِين المَريض»

ربُّ العباد أعلم بتعبهم، لو اطلع الناس على قلوب الصامتين لرقُّو وأشفقوا؛ فالحمدُ لله الذي ستر القلب بالصدر، وأمرَه بالصبر، حاله محجوب وشكواه لعلّامِ الغيوب.

أخبروا كُل من أبتلاهم الله بالوقوع في البدع ونشرها ، لو كانت تِلك البدع من الخير لاخبرنا النَّبي ﷺ عنها ، ولحثنا على العمل بِها ، فالنَّبي ﷺ معصوم فِي التبليغ ، فَهوَ لم يَمُت إلا بعدَ أن دلنا على جميع الخيرات وحذرنا من جميع الشرور ..

‏إذا انحدرت في مستنقع التنازلات في دينك فلا تتهجم على الثابتين بأنهم متشددون..
بل أبصر موضع قدميك لتعرف أنك تخوض في الوحل!

الحرام .. يبقى حرمًا حتى لو كان الجميع يفعله؛ دعك منهم فسوف تُحاسب وحدك .

لا أمتلكُ إلّا دموعي وأنا أجهّز أدعيتي ليوم عرفة؛ سبحانكَ، كيف لا أدعوك وقد عرفتُك؟ وكيف لا أعترفُ بتقصيري وأنتَ عليمٌ بمُضمرات القلوب؟
سبحانك، إن بخلت بالماءِ عيني فقد خشعَ لكَ قلبي وجسدي، وناديتُك بصوت قلبي أنتَ الذي لا يُضجره النِّداء؛ سبحانك، أنتَ الكريم الذي لا يخيبُ لديك أملُ الآملين، أذقنا حلاوةَ مناجاتك وبردَ عفوك.
وأشهد أنْ لا إله إلّا الله واحدًا، فردًا، صمَدًا، قادرًا، رؤوفًا، رحيمًا، لم يتّخذ صاحبةً ولا ولدًا ولا شريكًا له في مُلكه.

أيامٌ معلومَات؛ سُرعانَ ما تنقَضي، فلا يُشغلنّك عنْها شاغلٌ في غيرِ طَاعةِ الله تعَالى، وتزوّد فَخيرُ الزّاد التّقوَى.

كمَا وإنّ أعظَمَ وأجلّ الأعمالِ الصّالحةِ فيها ذِكرُ الله بتَكبيرِه وتَهليلِه وتَحميدِه، عملٌ يسير وربٌّ كَريم.