كيف كانت أوّل ليلة بعدما أزحتَ الهمّ؟ أدّيتَ الحقّ وكفّيتَ عُمر الجهاد..ثم وصلت..

‏كيف كانت أوّل ليلة دون ثقل هذه الدّنيا؟ دون أمّة مبعثرة تحملُ على عاتقكَ لملمتها؟

‏إلى روح وريحان وربّ غير غضبان..نشهدُ أنّه وفّى يا الله، فآتِ ضيفنا من حنانك وكرمك وجنانك..

الدّم الفلسطيني حيّ..
‏بصورةٍ تجعل الحياة تُعيد تعريف نفسها!

"وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ"💚****

شاهدوا حلقة ما خفي أعظم بعُنوان: "أربعون دقيقة" والتي تصف تفاصيل المعركة، وكأنّها عالم من الخيال!

تفضّلوا الرّابط: اضغط هُنا

في 11/11 عام 2018، سجّلت مُقـ.ـاومتنا تاريخًا لن يُنسى أبدًا..

حاولت قوّة إسرائيليّة باسم "سييرت متكال" التسلل من المنطقة الشرقيّة لخان يونس جنوب القطاع، لزرع منظومة تقنية للتجسس على شبكة اتصالات المقـ.ـاومة، حيث ادّعى العناصر أنّهم عائلة فلسطينية تقوم بزيارة إلى المستشفى الأوروبي، لكن المجا.هدين اشتبهوا بأمرهم وبدؤوا في التحقيق معهم، فحاولت القوّة الفرار إلا أن المـ.ـقاومة طاردتها مما اضطر الاحتلال إلى إخلائها تحت غطاء ناريّ كثيف..

أدت العملية إلى قتل ضابط إسرائيلي برتبة عقيد، وإصابة آخر بجروح متوسطة، وكشف عناصر القوّة مما أدى إلى إخراجهم من الخدمة في جيش الاحتلال..

بطلُ معركة "حدّ السيف" هو الشّـ.ـهيد القائد نور الدّين بركة، والذي ارتقى مع ستّة من إخوته في التصدّي لمحاولة التسلل، وكان يبلغ من العمر 37 سنة، وحاصل على درجة الماجستير في الفقه المقارن قبل شهرين من ارتقائه، ولولا نباهة هذا الرّجل لكانت القوّة نجحت في الدّخول إلى القطاع..

نورٌ على نورٌ كما اسمك..إلى روح وريحان وربّ غير غضبان ?

عن الحكيم..وصاحب الحكاية.

على مائدة العشاء في مساء اليوم الأوّل من مخيمنا، كان يجلسُ مبتسمًا، وينظرُ إلينا بقليل من التحفظ، وأنا أعودُ إلى غرفتي كنتُ أفكّر: أتمنّى ألّا يكون مختلفًا عن ما سمعتُ وقرأت وشاهدت..
لقد كان مختلفًا، ولكن بشكلٍ لم أتصوّره!

أخبرنا بعد أيام أنّه كان يخشى عدم الانسجام بين المتدربين لتفاوت الأعمار والأصول، لكننا معًا صرنا عائلة تعرّفت على الأستاذ أسعد طه عن قُرب؛ تعلّمنا منه وضحكنا معه، واحتسينا قهوة أصرّ هو على دفع ثمنها، وتركَ لنا كلمات تتردد في أذهاننا وتغيّر فينا كلّ يوم أكثر..♥️

لمستُ عمق هذا الرّجل منذ الأيّام الأولى، ينقلُ شعورًا متأصلًا فيه من السّكينة، كأنّه خيميائيّ! ينصتُ جيّدًا لكلّ من حوله ويقرؤهم بذكاء، ورغم أنّه سافر إلى أكثر من ٨٠ دولة وكان شاهدًا على حروب كثيرة، إلّا أنّه يُشارك تجربته في الوقت المناسب وبالقدر المناسب، فيكملُ "توليفة" الحكمة التي قلّما وجدتها في أحد، باستثناء أمّي.

كلّما سألني أحد عنه كنتُ أقول: "راقي كثير"، ترافقه الكلمة المصريّة المهذّبة "حضرتك" في كلّ الأوقات، لا يسألُ شخصًا إن كان يصلّي أم لا إلّا إذا كان صديقًا قريبًا، خوفًا من التكبّر عليه، يحترمُ الوقتَ حتّى الدقيقة منه، لدرجة أن جميع الحشرات والكائنات الغريبة في الطبيعة لا تزعجه، لكنّه يمتعض من تأخّرنا قليلًا على الدرس.?

كتبتُ له على دفترٍ تراثيّ ألبانيّ أهديناه إيّاه، وأخبرتُه أنني لن أنسى صباحًا ناداني فيه على مائدة الفطور وهو يقول: "صباح الخير يا أمل، تعالي جنب بابا"

مهما كتبتُ وقلتُ فلن أوفي أستاذ أسعد حقّه، والذي مهما ظهر رائعًا على مواقع التّواصل فهو في الحقيقة أعظم بكثير..شكرًا لأنّك كنتَ لنا أبًا ومعلّمًا وحكيمًا، ولأنّك بحدّ ذاتك حكاية تُروى في فصول طويلة..

"قول للنّاس هاي كتائب القسّام حررت البلاد"

كنتُ أقولها وأعلمها وأنتظرها..
سيختبرنا الله بأعزّ ما تحبّه قلوبنا..

هكذا يُعرف المؤمن من غيره..

في غفوة خلال النّهار استيقظت فزعة..
حلمتُ أنني أنزحُ من مكان إلى مكان..
وأنّ الجيش قد اقترب وأنّ القصف سيلتهم ما تبقّى من عُمري..

هذا الرّعب يتخزّن حتّى في نفوس من لم يشهدوا الإبادة!

Panic attacks.