'
اللَّهُمَّ!! إنَّي أسألُكَ؛ أَنْ أسألَكَ الشَّهادَةَ بِـصدقٍ..

'
لو أخذَ منكَ أعداءُ اللهِ ورسولهِ كلَّ شيءٍ!
كلَّ ما تملِكُهُ، وكلَّ من تحبُّ، وكلَّ ما يَخصُّكَ في هذهِ الدُّنيَا، بأبشعِ طَريقةٍ، وبأنكَىٰ، وأمكرِ، وأغدرِ الوَسائلِ!

فلا تَسمحْ لهُم أن يَأخذُوا منكَ إيمانكَ!
لا تسمَحْ لهُم أن يَمسُّوا بِتوحِيدكَ، وعَقيدتِكَ.

فبَقاؤُكَ مُسلمًا، مُوحِّـدًا، مُستعليًا بإيمَانكَ؛ هوَ النَّصرُ العَظيمُ المُبينُ، وإن كانَ خَاتِمتُهُ سَفكُ دِمائِكَ!

فقَد كثُرَتِ المَراكِبُ في زَمانِنا.. والبَحرُ مُتلاطِمُ الأمواجِ، والرِّيحُ العَاصفُ شَديدةٌ!

فاختَرْ مَركِبَ الإيمانِ العَظيمِ، مَجادِيفُكَ العَملُ بإخلاصٍ، وحُسنِ اتباعٍ، وَجِهتُكَ الفِردوسُ الأعلىٰ..

أمنِيتُكَ شهادةٌ في سَبيلِ اللهِ تَعالىٰ..
أُنسُكَ حبُّ اللهِ جلَّ جَلالهُ، ورسولُهُ ﷺ..

يَحدُوكَ {لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ}..!

'
حَملَ الصَّحابةُ، وَالصَّحابيَّاتُ -رضيَ اللهُ عنهُم-، الإسلامَ قضيَّةَ موتٍ، أو حياةٍ، فكَانُوا في قلبِ الحَركةِ، والأحداثِ، يعملونَ بآياتِ اللهِ، ويَتأسَّونَ بنبِيِّهِم ﷺ؛ فأكرَمهُمُ اللهُ تَعالىٰ بجَلالِ صُورِ العِنايةِ الرَّبانيَّةِ..

فتَاريخُهم مَدرسةٌ، ومنهجٌ، وقُدوةٌ، وليسَ مُجرَّدُ قصَّةٍ، وَذِكرىٰ، فهؤلاءِ حملُوا في صُدورِهُمُ الصِّدقَ، ونطقُوا بهِ..

فكلمةُ الصِّدقِ، والحقِّ، لا تُبلىٰ، ولا يَنتهِي أثرُهَا، تبقىٰ  حَاضرةً في كلِّ مشهدٍ، وتَبقىٰ  حُجَّةً لصَاحبِها..

لذلكَ عليكَ أيُّها المُحبُّ..
أن لا تَتردَّدَ أبدًا في نُصرةِ الحَقِّ، وقولِ الصِّدقِ، لأنَّهُ رفعةٌ في الدُّنيَا، والآخرةِ مهمَا كانَ ثمنُ كلمةِ الصِّدقِ، وَالحَقِّ مكلِّفًا في زَمانِنَـا..

فتذَكّرْ دائمًا في حضرةِ التَّدافعِ أنتَ تَتعاملُ معَ اللهِ -جلَّ جَلالهُ- فلا تَبخسْ حقًّا، أو صِدقًـا، واستَذكِرْ بِخُشوعٍ:

{كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ  فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي  الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ}..

وَاعلَمُوا أنَّ الأمرَ للهِ كلُّهُ!

'
لَا تُعجبنِي نبرةُ المَهمومِ وهوَ يقولُ منكسرًا: "لَا أملِكُ إلّا الدّعاءُ"، وكأنَّ الدّعاءَ ضعفٌ، أو حِيلةُ مَنْ لا حِيلةَ لهُ!

كيفَ والدّعاءُ عبادةٌ، وتكليفٌ بنصِّ الكتابِ والسنَّةِ!

وهوَ سلاحُ المؤمنِ وتوفيقٌ إلهيٌّ محضٌ، لَا يُلهَمهُ إلَّا مَنْ هدَىٰ اللّٰهُ، فمَن وُفِّقَ إليهِ فقَدْ وُفّقَ إلىٰ خيرٍ..

وأيمُ اللّٰهِ لو أنّ عبدًا ملكَ الدّنيَا؛ لاحتاجَ الدّعاءَ، ولَا يُلقّاهُ إلّا ذُو حظٍّ عظيمٍ..

فإن ضاقَت بكَ الدُّنيَا، وكادَتِ السّماواتُ، والأرضُ أن يُطبقنَ عليكَ؛ قُل مطمئنًّا ثابتًا: "لا تضيقُ ومعيَ عتادُ المؤمنِ الذِي لا قِبل للثّقلينِ وإنِ اجتمعُوا بهِ، وإنّي بهِ أقاتِلُ، وإنّي بإذنِ اللّٰهِ لمنتصِرٌ".

'
{قُل يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَد جَاءَكُمُ الحَقُّ مِن رَّبِّكُم فَمَنِ اهتَدَى فَإِنَّمَا يَهتَدِي لِنَفسِهِ وَمن ضَلَّ فَإِنَّما يضِلُّ عَلَيهَا وَمَا أَناْ عَلَيكُم بِوكِيلٍ وَاتَّبِع مَا يُوحَى إِلَيكَ وَاصبِر حَتَّىَ يَحكُمَ اللَّهُ وهُوَ خَيرُ الحَاكمِينَ}..

سَنجدُ "الصَّبرَ" مِنْ أبرزِ أسبابِ الثَّباتِ، وعواملِ الانبعاثِ في حياةِ المُسلمينَ، وإنَّ تربيةَ النَّفسِ علىٰ الصَّبرِ لمِنْ تمامِ الفِقهِ، والبَصيرةِ..

لَقدِ استهدفَتْ سُلطةُ الثَّقافةِ الغَالبةِ، المُحاربةِ عواملَ القوَّةِ فينَا بكلِّ مكرٍ، وفي مُقدمَتِها "الصَّبرُ علىٰ الفَضائلِ"، فنَشرَتِ الاستهانةُ، وشَجّعَت عقليَّةَ التَّرقيعِ، والجِدالِ، وأكثرَتْ مِنْ كلِّ ما يعظِّمُ التَّعلقَ فينَا بمتاعِ الدُّنيا القَليلِ علىٰ حسابِ الآخرَةِ..

وكمْ مِنَ الأعمالِ يَكفِي منهَا منفعةً أنْ تُعلِّمَكَ الصَّبرَ، فلا تَستهِنْ بكلِّ ما يعلّمُكَ هذهِ العبادةَ الجَليلةَ، لأنَّها ذخيرتُكَ في مَسيرةِ الظَّفرِ!

{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا}..

'
بَاسِم اللّٰهِ..

نُشهِدُ اللّٰهَ العَظيِمَ، أنَّنا لَنْ نَخذِلَكُم.. حَتَّىٰ يَتُمَّ النَصرُ، أو نَذوقَ مَا ذَاقَ حَمزَةُ بنُ عبدِ المُطَّلِبِ -رَضَيَ اللّٰهُ عَنهُ-..

- أبِو عَبدُ اللّٰهِ بنُ لادِن -رَحِمَهُ اللّٰهُ-