كيف تعود إلى ذاتك الحقيقية؟

ضغوط الحياة اليوم ليست مجرد أعباء إضافية؛ إنها اختبار لقدرتنا على التحمل والتطور. لقد أصبحنا أسرع غضبًا، وأقل صبرًا، وأكثر استجابة للتوتر. كلمات تافهة تُشعل انفعالاتنا، واختلاف بسيط يُفسد علاقاتنا. هل تساءلت يومًا: كيف وصلنا إلى هنا؟

لكن الحقيقة التي قد تهرب منها هي أن هذا التغير لا يأتي من فراغ. كل واحد منا يحمل على كتفيه أعباء، يخوض معارك داخلية، ويعيش واقعًا مليئًا بالتحديات. ومع ذلك، هذا ليس مبررًا لنترك ضغوط الحياة تتحكم بنا.

إذا أردت أن تستعيد ذاتك، اسأل نفسك: ما الذي يجعلني أغضب؟ ما الذي يدفعني إلى التصرف بطرق لا تُشبهني؟ الوعي بهذه الأمور هو الخطوة الأولى للتغيير.

الحلول بسيطة لكنها قوية: ابدأ بالسيطرة على ردود أفعالك. تذكر أن الحياة لا تتعلق بما يحدث لك، بل بكيفية استجابتك لما يحدث. تعلم أن تهدأ في مواجهة الضغوط، أن تأخذ لحظة للتفكير قبل أن ترد.

وأهم من كل ذلك، تذكر أن التغيير يبدأ دائمًا من الداخل. عندما تغيّر طريقة تفكيرك، ستتغير حياتك. وكلما ركّزت على النمو والتطور، ستجد نفسك تعود تدريجيًا إلى الشخص الذي تريد أن تكونه.

لا تظلِم أحداً.. فإن للظلم عاقبة لا تخطئ

هل فكرت يومًا في أثر الظلم على قلب المظلوم؟ ذلك القلب المكسور الذي يرفع شكواه إلى الله، عالم الغيب والشهادة، بدعوة صادقة ليس بينها وبين الله حجاب. قال رسول الله ﷺ: “اتقوا دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب” (رواه البخاري ومسلم).

الظلم ليس فقط في سلب الحقوق، بل هو في الكلمة القاسية، والنظرة المهينة، والتجاهل المتعمد. فكيف نُقدم على ظلم أحد ونحن نعلم أن الله لا يرضى بالظلم؟ قال تعالى: “وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ” (إبراهيم: 42).

لماذا نظلم وقد وعد الله المظلوم بالنصر؟ ألم يقل النبي ﷺ: “دعوة المظلوم تُرفع فوق الغمام، ويقول الله: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين” (رواه الترمذي وأحمد).

تذكر أن ما تزرعه اليوم من خير أو شر، ستجني ثماره غدًا. فلا تقسو على القلوب، ولا تسلب أحدًا حقه، حتى تنعم بالسلام الداخلي وبركات السماء.

كن رحيمًا وعادلًا، وازرع في قلوب الناس أثرًا طيبًا يرفع لك الدعاء، بدلاً من أن تترك فيها جرحًا يرفع عليك الشكوى.

أدهى من الجهل علم يطمئنُ إلى
أنصافِ ناسٍ طغوا بالعلم واغتصبوا

قالوا: هم البشر الأرقى وما أكلوا
شيئاً كما أكلوا الإنسانَ أو شرِبوا

-عبدالله البردوني

**وَالمرءُ لا تُشقيهِ إلا نَفسهُ
حَاشى الحياةَ بأنها تُشقيهِ
مَا أجهلَ الإنسانَ يُضني بَعضهُ
بَعضًا ويَشكو كل ما يُضنِيهِ
ويَظنّ أنّ عدوَّه في غيرِهِ
وعَدوّه يُمسِي ويُضحِي فيه..

-عبدالله البردوني**

**منذ أن أكملتُ دبلوم الكتابة، لم أجرؤ على كتابة نص واحدٍ يعكس معرفتي في هذا المجال، رغم أن الكتابة مسعى يستدعي الجرأة والاستمرار.
كلما بدأتُ في كتابة نص، أجد نفسي غارقًا في إحساس الجهل، ولكن بعد أن كتبتُ نصًا بعنوان "النظرات في الكتابة"، الذي لاقى رواجًا واسعًا بين القراء، شعرتُ بشجاعة أكبر لوضع بعض النقاط على بعض الأحرف لنوضح أن الأدب ينبع إبداعه من ينابيع الحرية، تلك الحرية التي تفيض وتجري مثل نهر يجرف ويغسل معه كل القيود ويحرر الفكر.
فالأدب في جوهره ينمو وينتشر مثل زهرة تتفتح تحت أشعة الشمس، ويكشف جماله من خلال مناخ الحرية بعيدًا عن القيود والقوانين والمعايير الخارجية.

وإن الفكر الأدبي ليس ضيافةً تُقدَّم على مائدة الواقع، بل هو كائن حي يتغذى من خيالات كتّابه وتجاربهم ومكنوناتهم.

إذا كان للأدب معايير خاصة تنطلق من كينونته، فإنها ليست محصورةً ضمن مدارات الحكم الأخلاقي المحدود، بل يتجاوز الأدب تلك الموانع ليصبح فضاءً تجريبيًا، يفتح أمام الكاتب أفقًا واسعًا في سماء مفتوحة تتسع لكل الاحتمالات والافتراضات، هنا يصبح كل قول وكل فعل أدبي تعبيرًا عن تجربة فريدة، لا تخضع لأي انتقاد خارجي، ولا تُعرَّض للأحكام المجتمعية الضاغطة.

قد يَظنّ البعض أن التحليق بعيدًا عن الحكم الأخلاقي يعني تغريب الأدب عن القيم. غير أن الواقع يؤكد عكس ذلك، فالأدب عندما يُحلق بحرية، يُظهر معانٍ أخلاقيةٍ عميقة ينقلها بألوانٍ متباينة.
لا ينفي شرعية الحكم، بل يدعونا للتأمل في تلك الأحكام بسياقات أخرى، بعيدًا عن صفحات الكتب، فقد تحمل كل كلمة وكل قافية دعوة للتفكير والتدبر فيما وراء السطور.
في هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى العلاقة التاريخية بين الأدب والحرية، سواء كانت حرية سياسية أم أدبية.
على سبيل المثال، ساهمت الحركات الأدبية في القرنين التاسع عشر والعشرين، كالرومانسية والحداثة، في تحدي الأعراف والتعبير عن رؤى جديدة قد لا تكون آنذاك مسموحة.

فالأدب أبعد من كونه سردًا أو قصة، بل هو أسلوب حياة، وهو ذاكرة جماعية تشكَّلت من خلال تصورات كتّابه. فعندما نسمع عن "الرواية أو القصة"، ندرك أن الأدب ليس مجرد حكايات تُروى، بل هو رؤية ومعايشة للطبيعة الإنسانية بكل تلويناتها، تسعى لتحرير الروح من قيود الواقع المعاش.

فكري محمد الخالد**

كنت أتكلم بسرعة، ليس لأنني أحب العجلة، بل لأنني نشأتُ وسط أناسٍ لا يجيدون الإصغاء. كنت أظن أن تسارع كلماتي سيجبرهم على أن يلتفتوا إليّ، أن ينال صوتي ولو لحظة من انتباههم. كنت أهرع بالكلام كما لو كنت أركض خلف الريح، أرجو أن أفتح ثغرة في أبواب قلوبهم المغلقة. لكنني أدركت لاحقًا أن هذه العادة أصبحت جزءًا مني، وأن العجلة صارت طبعًا لا أتحكم فيه، بينما هم لم يتغيروا، ظلوا كما هم، يُعرضون عن السمع كأنما يخشون أن تصيبهم الحقيقة بأذى.
ورغم ذلك، لم يكتفوا بإغلاق أسماعهم عني، بل صاروا يسخرون من سرعتي، يُعايروني بها أمام الآخرين، وكأنها عيب يفضحني في ضوء النهار. كانوا يعلمون كم يجرحني ذلك، ورغم علمهم، لم يكترثوا، كأن مشاعري لم تكن يومًا تستحق أن تُؤخذ على محمل الجد.

أكره الفراغ الذي يحيط بي في غيابك
أريد أن أكون على مقربة
أشعر بدفء أنفاسك
بكل ما في قلبي من عشق
أحتضنك
كما يحتضن الليل النجوم
أنقل لك همساتي
بكل الشوق الذي يتراقص في أعماقي
أمسك يديك
كما يتشبث العصفور بغصنٍ هش
أنظر في عينيك
فأرى الأمل الذي فقدته
أترقب عالمك
الذي يمنحني الإلهام
وأستمع لصوتك
الذي يطرب روحي
آه، كم أتمنى أن يصبح هذا واقعًا
لا مجرد خيال يراودني في الليل.

‏حَنُونةٌ كأنَّ لليتيمِ في عينيها أَبٌ وأُم ..

يا قبلة رسمت في ثغر فاتنة
وأختها نقشتْ وشما على جيدِ

عمار

ربما من الخير أن نعرف النبلاء ونسعد بهم مؤقتًا ثم يغيب طيفهم عنا لتبقى ذكراهم دومًا وأبدًا طيبة لا يعكرها شيء!