«وليُحذر من الدعاة الهدامين، الذين لا يحملون معهم غير المعول للهدم، والكبريت لإشعال النار، والجدل لتفريق الصفوف، وإيغار الصدور.

قد يكون بعض هؤلاء مخلصين، ولكن الإخلاص مع الحمق يضر أكثر مما ينفع، ويهدم أكثر مما يبني، ورب عدو عاقل، أهون خطرًا من صديق أحمق.»

د. يوسف القرضاوي، بتصرف يسير.

فيه تريند على تويتر طالع على الشيخ محمد حسان، أن ابنه أحمد ممسوك في عربيته بمخدرات وسلاح أبيض، والنيابة قررت حبسه.

والناس ما شاء الله ماسكين الرجل وأبوه بجميع الاتهامات.. بداية من الفساق (مفهوم) وصولا لمحسوبين على الإسلاميين، وكل واحد له خصومة مع محمد حسان بيبرز فجوره !

كلام الفساق مفهوم دوافعهم..

لكن المحسوبين على الإسلاميين:
بين من بيقول أن ده حصل عشان موقف الشيخ محمد من غزة وأن اكيد الأمن لازم يحط عليه عشان كده..
وبين من يقول أن ده جزاء محمد حسان عشان كان مفوها ضد د. مرسي واتهمه باتهامات باطلة وتحول لصامت بعد الانقلاب ومش بيتكلم كلمة واحدة ضد النظام بل كلامه مع النظام وكان بيدعوا لهم وغير ذلك..

أقول:
- مفيش أي دليل على اتهام ابن الشيخ محمد حسان، سوى تشابه أسماء فقط والناس عملت تريند في الفاضي.

- أنت مأمور بالعدل حتى مع مخالفيك، فلو انت مش بتحب محمد حسان (وأنا كمان مش بحبه)، ده مش مبرر أنك تصدق كلام خارج من فساق وأنت مأمور بالتثبت أصلا مهما كان المصدر، فكيف لو خرج من فساق معلومين الفسق؟! {يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا}

- الشيخ محمد حسان ابن النظام فمش هيلفق لابنه قضية عشان الشيخ محمد نفسه اتكلم عن غزة، يا ريت نخرج شوية من نظرية المؤامرة..

- لو كان الأمر صحيحا لما ضر الأب شيئا، ايه المشكلة لو ابنه اتمسك بحاجة؟! هو ماله؟!

- أمسك عليك لسانك، وانشغل بما ينفعك، ولا تكتب في صحيفتك إلا ما يسرّك أن تراه يوم القيامة.

مبدأ النجاة الفردية..

الإسلام لم يعرف هذا المبدأ قط إلا مع ظهور المداخلة ومن على شاكلتهم ممن أضلهم ﷲ.

أمّا الإسلام الحق فالنجاة فيه تنقسم لقسمين متحدين لا تضاد بينهما وهما:

النجاة الفردية: تكون بالإيمان، وفعل الطاعات قدر المستطاع، وأن لا يظلم الإنسان نفسه ويرهقها بالمعاصي.

النجاة المجتمعية أو الأممية: وهذه تكون بالتناصح فيما بين المسلمين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودعوة المسلم والكافر إلى الحق - باختلاف المستوى -.

وهذا يظهر كثيرًا في كتاب ﷲ والهدي النبوي، مثل:

- قوله ﷻ: {وَالْمُؤْمنُون وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعضُهمْ أَوْلِيَاءُ بَعْض}.

- وكذلك أمرنا سبحانه وتعالى بالتكاتف جميعًا كما يتكاتف أعدؤنا، في قوله: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}

- وقول الحبيب ﷺ: «مثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى»

وقال ﷺ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ».

والأمثلة كثيرة..

فلم نخلق لنكون مجموعة من العبّاد الزهاد فقط، بل لنعمر الأرض ونعمل على إصلاح المجتمع قدر المستطاع.

ولا يكفي الفرد المسلم أن يعيش لنفسه فقط؛ فتصبح النفس أو "الأنَا" صنمًا يُعبد من دون ﷲ.
بل عليه أن يكون صالحًا مُصلحًا، فإن لم يقدر على الإصلاح فلا يفارق أهله، كما أمرنا ﷲ تعالى في كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.

وبيَّن ﷻ أن عدم التناصح موجبٌ للمهلكة، كما حدث مع بني إسرائيل، فقال: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}.

فإصلاح النفس واجب، ليس لنجاة الفرد وحده، بل وأيضًا نجاة الأمَّة كلها، وأذكر قول د. خالد - فرَّج ﷲ كربه -: «إصلاح نفوسنا ليس ضمانًا لآخرتنا فحسب، بل أضحى سياج دنيانا وسر بقائنا، ومن ثم فإن المُصرين علي الذنوب في هذه المرحلة من حياة أمتنا يرتكبون جريمة الخيانة العظمىٰ دَروا أو لم يدروا.»
فالنص جمع بين قسمي النجاة، وعلى هذا يجب أن تكون عقلية المسلم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

جئناكم بباب خير عظيم يا كرام..

خمسة من الأيتام في شمال غزة، استشهدت عائلاتهم ونحتاج إلى من يكفلهم أو يساهم في جمع مبلغ يغطي احتياجاتهم الأساسية.

للتواصل: @m7md238

(متاح التبرع من جميع دول العالم عن طريق فودافون كاش أو paypal أو usdt)

﴿هَٰٓأَنتُمْ هَٰٓؤُلَآءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِۦ ۚ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِىُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمْثَٰلَكُم﴾

تلاوة جميلة..

«والحق عندي ـ واللّٰه أعلم ـ أنه لا تفضل الرخصة على العزيمة، ولا العزيمة على الرخصة، وذلك لأن سبب الرخصة ـ وهو العذر من مشقة، وحاجة، وضرورة ـ لا ضابط له معين واضح جليّ يتساوى فيه جميع المكلَّفين، فالعذر من مشقة وحاجة وضرورة أمر إضافي نسبي، لا أصلي، فكل مكلف فقيه نفسه في الأخذ بها ما لم يجد مانعًا شرعيًا يمنعه عن الأخذ بها، وهو داخل تحت قاعدة: المشقة تجلب التيسير ـ فالمشقة والكلفة التي يجدها المكلف عن الإتيان بالحكم الشرعي الأصلي تكون سببًا شرعيًا للتخفيف والتسهيل، وهو أيضًا داخل في معنى قاعدة: إذا ضاق الأمر اتسع... وقلنا: إن كل مكلَّف يعتبر فقيه نفسه، هذا من حيث الجملة، العذر من مشقة أو ضرورة أو حاجة تختلف بحسب الأزمان والأعمال، وقوة العزائم وضعفها، وليس كل الناس في تحمل المشاق على حد سواء، فمثلًا: لو أصاب زيدًا من المكلَّفين مرض قد يتحمله دون حاجته إلى الأخذ بالترخيص، بينما لو أصاب نفس المرض عَمرًا، فقد لا يتحمله فتكون الرخصة مشروعة بالنسبة لعمرو، دون زيد، وكذلك من كان من المضطرين معتاد على الصبر على الجوع، ولا تختل حالته بسببه، فإنه لا يرخص له في أكل الميتة، بخلاف الشخص الذي لا يستطيع الصبر على الجوع، فهذا يرخص له في أكل الميتة، لأنه يخشى عليه من الهلاك، أو إلحاق ضرر به، فعرفنا أن سبب الرخصة وهو العذر من مشقة وضرر وحاجة ليس له ضابط معين، بل هو أمر إضافي بالنسبة إلى كل مخاطب، فهو راجع إلى تقدير المشقة والحرج الذي يحصل للمكلف وإلى اجتهاده في ذلك بحسب طاقته الخاصة.»

- [المهذب في علم أصول الفقه المقارن].

وأرى أن واجب الوقت هو ما ذكره الشيخ القرضاوي عن القاعدة التي تبناها الإمام البنا - رحمهما ﷲ -، وهي: «نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه».

«إن أخشى ما أخشاه على الحركة الإسلامية أن تضيق بالمفكرين الأحرار من أبنائها وأن تغلق النوافذ في وجه التجديد والاجتهاد، وتقف عند لون واحد من التفكير لا يقبل وجهة نظر أخرى تحمل رأيًا مخالفًا في ترتيب الأهداف، أو في تجديد الوسائل، أو في تعيين المراحل، أو في تقويم الأحداث والمواقف، أو في تقدير الرجال، أو في غير ذلك، مما يدخل في دائرة الاجتهاد البشري، الذي من شأنه أن يتطور ويتغير بتغير العوامل والمؤثرات. وقديمًا قال فقهاؤنا: يجب أن تتغير الفتوى بتغير الأزمنة والأمكنة والأحوال والعوائد.
وعندئذ تتسرب الكفايات العقلية القادرة على التجديد والابتكار. من بين صفوف الحركة، كما يتسرب الماء من بين الأصابع، ولا يبقى في النهاية إلا المحافظون المقلدون الذين يحبون أن يبقى كل قديم على قدمه، وأن ما نعرفه خير مما لا نعرفه وما جربته أفضل مما لم تجربه. ونتيجة هذا أن تحرم الحركة من ثمرات العقول الكبيرة من أبنائها، وأن تصاب في النهاية بالجمود، أو العقم الذي أصاب الفقه والأدب في عصور التقليد، وأن يتقوقع هؤلاء على ذواتهم يأسًا من أي عمل مثمر للإسلام، أو يعملوا فرادى نافضين أيديهم من جدوى أي عمل جماعي، أو يحاولون مع آخرين خوض تجربة جماعية أخرى لا تدرى عواقبها.»

- د. يوسف القرضاوي.

تلاوة شجية..