قال بعض السلف: إذا سمعت المثل في القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي لأن الله قال : { وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعْقِلُها إلا العالِمون }.

عن الربيع بن زياد الحارثي أنه وفد على عمر بن الخطاب فأعجبته هيئته، فشكى عمر وجعًا به من طعام يأكله فقال: يا أمير المؤمنين إن أحق الناس بمطعم طيّب وملبس ليّن، ومركب وطيء لأنت، وكان متكئًا وبيده جريدة(١)، فاستوى جالسًا فضرب بها رأس الربيع، وقال له: والله ما أردت بهذا إلاّ مقاربتي، وإن كنت لأحسب فيك خيراً. ما مثلي ومثل هؤلاء إلا كقوم سافروا فدفعوا نفقاتهم إلى رجل منهم فقالوا له: أنفق علينا، فهل له أن يستأثر عليهم بشيء؟ قال: لا.

اجتهد أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قبل موته اجتهادًا شديدًا، فقيل له: لو أمسكت أو رفقت بنفسك بعض الرفق؟ فقال: إن الخيل إذا أُرسِلَت فقاربت رأسَ مُجرَاها أخرجت جميع ما عندها. والذي بقي من أجلي أقلُّ من ذلك، فلم يزل على ذلك حتى مات.

عاد أبو محجن الثقفي رضي الله عنه بعد انتهاء معركة القادسية، فرأته امرأة وظنت أنه هارب من القتال فقالت :

‏هل فارس كره الطعان يُعيرُني
‏رمحًا إذا نزلوا بمرج الصُّفر

‏تقصد : أعطني رمحك أنا أذهب أقاتل بدلًا عنك

فرد :

إنّ الكرامَ على الجياد مَقيلُهم
فذَري الجيادَ لأهلها وتَعَطَّري

يقول المستشرق الفرنسي غوستاف لوبون:
‏
أهل الجزيرة هم أكثر العرب مشابهة لأجدادهم الأقدمين وهم جبابرة وقساة نحو أعدائهم، هم قوم يحبون الحريه ويرونها أغلى شيء وقد حافظوا عليها بتوالي الأجيال ولم يستطع الإغريق والروم والفرس في استعبادهم.

? | حضارة العرب - غوستاف لوبون ( ص ٧٥ ).