الفلسفة ليست إلا صراعًا دائمًا مع الذات تساؤلات بلا أجوبة يقينية ، ومحاولة لفهم الوجود الذي يحيط بنا. هي غوصٌ في أعماق الروح البشرية حيث تتشابك التناقضات وتولد الأسئلة ، لكنها ليست طريقًا نحو اليقين بل نحو الوعي ، وعيٌ بأن الإنسان محكومٌ بالبحث المستمر وأن الحقيقة إن وجدت ليست إلا وهجًا عابرًا في ظلام الحياة .

- عِز .

هل نحن سادة مصائرنا ، أم أننا مجرد ألعوبة في يد قوةٍ أعظم! هل الحرية وهمٌ أم حقيقة؟ كلما حاولتُ الإمساك بجواب انزلق من بين أصابعي كالماء ، لكنني في خضم هذا اليأس وجدتُ شيئًا يشبه الأمل. الفلسفة ليست للوصول إلى الحقيقة بل للبحث عنها وربما في هذا البحث نجد شيئًا من أنفسنا .

بينما أنا جالسٌ في الصمت ، أفكاري تتصارع كالوحوش في قفصٍ من لحمٍ وعظم. الفلسفة.. هذا الكائن الغامض ، كان يحوم حولي كشبحٍ لا يرحم ، تساءلت!؟ هل نحن أحرارٌ أم أننا مجرد دمى تتحرك بخيوط القدر؟! كل فكرةٍ تدفعني إلى هاويةٍ جديدة ، كل جوابٍ يفتح ألف سؤال .

عندما تُصاب الروح بالاضطراب بسبب ما تمر به من ظروف قاسية ، حاول أن تستجمع قواك بسرعة ، ولا تترك نفسك تغرق في بحر الحزن لفترة طويلة فكلما طالت إقامتك في عالم الكآبة ، صعُب عليك الخروج منه. المفتاح الحقيقي للتعافي يكمن في استعادة ذلك التوازن الداخلي الذي يمنحك السلام والقوة ، لا تدع اليأس يستقر في قلبك ، بل اجعل من استعادة الانسجام هدفًا تسعى إليه فهو الطريق الذي سيُعيدك إلى نفسك من جديد .

- عِز .

when I know your soul,
I’ll paint your eyes .

فلماذا تهتمُ بشكلِي،
ولا تدركُ عَقلي!؟

كلماتٍ ليسَت كالكلِمات .

everyone wants to
read the poem,
but who’s gonna
read the poet !!

في الحلم ، كنتِ أنتِ ذلك الشخص. جالسة أمامي يديكِ بين يدي ، والعالم بأسره يذوب حولنا كأنه لا يعني شيئًا. شعرت للحظة أنني لست ذلك التمثال البارد الذي صار قلبي ، بل إنسان يحمل بداخله شغفًا قابلاً للاشتعال. كم تمنيت أن تمتد تلك اللحظة إلى الأبد ، أن أعيشها معك ، وأجد فيك من يستطيع أن يكسر قيدي ، ويعيد إليّ ما فقدته منذ زمن .

ثم ككل شيء جميل انتهى الحلم. صوت المنبه اخترق عالمي ، والساعة تشير إلى السابعة صباحًا. فتحت عيني ، وعدت إلى برودي المعتاد. لكن هذه المرة ، كان هناك شرخ صغير في الجدار الجليدي الذي يحيط بي. أدركت أنني ما زلت أملك رغبة خفية ، أن أجد يومًا من يستطيع أن يبدل صمتي بحياة ، كما فعلتِ أنتِ في حلمي .

- عِز .

في ذلك المساء ، كنتُ جالسًا على مقعدٍ خشبيٍ قديم في زاوية نائية من الحديقة. كل شيء كان هادئًا بشكل يبعث على الغرابة. السماء تشتعل بألوان الغروب ، والنسيم يداعب أغصان الأشجار التي بدت كعازفين يعزفون لحنًا حزينًا على أوتار الزمن. كنتُ هناك ، كما أصبحت دائمًا ، متحجر المشاعر ، باردًا كحجر لا يتذكر متى كانت آخر مرة دبت فيه الحياة .

ثم ظهرتِ أنتِ.. أو ربما كانت خيالًا صاغه عقلي المتعب من رتابة الفراغ. كنتِ هناك بفستان أسود بسيط ، عيناك العسليتان تحملان وهجًا غريبًا ، كأنهما تشعان ضوءًا قادرًا على إذابة جليد قلبي. شعرت حينها بشيء يتحرك بداخلي ، كشرارة صغيرة تحاول أن تُعيد الدفء إلى نارٍ انطفأت منذ زمن طويل .

تقدمتِ نحوي ، وابتسامتك تشبه شروق شمس على مدينة كانت غارقة في الظلام. وحين تحدثتِ ، لم أركز على كلماتك بقدر ما كنت أستمع إلى صوتك الذي بدا كأنه يحيي ذكرى قديمة. ذكرى تعود إلى إحدى ليالي ابريل. لم يكن يومًا عاديًا.. كان اليوم الذي شعرت فيه آخر مرة بأنني على قيد الحياة .