في نهاية شهر أغسطس
أود إعلامك أنه كان شهرًا ممتلئ بالتخبط و التناقض والمشاعر التي لايمكن شرحها كان ثقيلاً في جميع مشاعره المخفية و المحكية
كانَ غَرِيبًا ، غرِيبًا حقًا
جعلني أُدرِكُ تمامًا أن لا شيء سيبقى وأني لوحدي مهما ازدحمو من حولي
لماذا بقيت في داخلي غصة الأشُهر

ومضيت ، وكأنما اعجبك الفراق

من قال أن فاقد الشيء لا يعطيه!
لقد منحت غيري كل ما تمنيت أن أحظى به , أعطيت الحب بلا مقابل وأنا القلب المليء بالندوب , منحت الدفء بلا حدود وأنا أرتعش من البرد , زرعت الطمأنينة في نفوسهم وأنا في قمة أحساسي بالخوف ,كنت أرصِف لهم دروب المحبة والود وأنا التائه أبحث عن الطريق .. في كل مرة كنت أبذل شيئا جميلاً من نفسي لأحد , كأني أقول لها ستعود لك الاشياء الجميلة التي منحتها للأخرين , كنت وكأني أعتذر لها عن بشاعة هذا العالم , كنت وكأني أقدم لها اعتذراً عن كل السوء الذي صادفته .. فاقد الشيء يفرغ قلبه بالكامل على طاولة الحياة , ويمن فوق طاقته لأنه يعرف مرارة فقد هذا الشعور .

انا مش وحيد زَي ما تقول
انا مش عاجبني اكون مع حَد
- احمد زكي ١٩٩١

وأنا اجلس صامتًا، ووحيداً،
في هذه الصباحات الضائعة

الأمر أشبه
بأن تحاول جاهدًا
أن لا تنطفئ شمعتك
وكل من حولك
يثيرون الهواء

عزيزي
ما يُمكنني أن أقول لك، الأمور لا تمضي
على ما يُرام، أبدًا
إنني أكثرُ حُزنًا وضجرًا مما أستطيع
أن أصِفهُ لك
ولم أعد أعرف في أيّ نقطةٍ أنا

على الرغم من حديثي عن حياتي الشخصيه
مع القريبين مني
ومع العابرين
ولكن هناك أشياء لم أستطع البوح بها
أشياء أُحاول التعافي منها
بِمُفردي

أجلتُ دائماً مشاعري
‏لأجلٍ غير معلوم
‏راكمتُ وراكمتُ
‏لم أقل الكلمة في وقتها
‏ولم أبكي
‏حين كانت دمعتي عالقة على جَفْنيّ
‏ظننتُ بذلك
‏أنني سأفوز
‏بجائزة الكبرياء
‏ولكنني
‏خسرتُ بجدارة حقي
‏في الخِلاص مِنها
‏أنني الآن
‏كومة أشياء خبئتُها جيداً.