إن كان ولا بد من وصية تأخذون بها معاشر المربين، فهيّ: «أن اعتنوا بأنفسكم أولًا، ففاقد الشيء لا يُعطيه».

من أجلّ نِعم المربي على المتربي بعد توفيق الله أن يزرع في قلبه حب القراءة⁩📕 **‏و اعلم أيها المربي⁩ أن فاقد الشيء لا يعطيه، حببهم و دُلهم و شجعهم و كن معهم.

فرُبّ همة فتحت مجدًا..**

أيها المربي⁩ الجيل بين يديك، و الهداية ليست إليك، و البذل منك و عليك، فاجتهد و ابذل سلام الله عليك.

صحة فهم التربية هي نور يُقذفهُ الله في قلب العبد من حيث لا يشعر، حتى يُميّز به بين الصحيح والفاسد!
‏ولكن بشرط: يكون مقابلها حسن القصد وتقوية عبادة السريرة، ومن ثمّ انظر كيف يطرح الله بركتك في عملك.

اقتربوا من طلابكم..
‏الزمن غباره كثيف على القلوب، جلسة هادئة مُحمّلة بوصايا تربوية، ‏و بقناديل إيمانية، تعيد للقلوب رونقها و جمالها، لا تبخلوا بها.

«ولكني أفقد جليبيبًا»
أيها المربي الكريم.. ليشمل عطفك ورعايتك كل طلابك حتى البسطاء ومحدودي القدرات، فاسأل عنهم وتعاهدهم وساعدهم وضاحكهم.
«فللمتميزين حق ولغيرهم حق»

?️ ثلاث وقفات من قصة الصحابي جليبيب رضي الله عنه:

١- القيمة الحقيقية للإنسان في الإخلاص والبذل لا في المال والجاه: جليبيب رضي الله عنه كان فقيرًا لا يملك مالًا ولا مكانة اجتماعية، ومع ذلك حظي بمكانة عالية في قلب النبي ﷺ. هذه الوقفة تؤكد أن القيم الأخلاقية مثل الإخلاص وحب الله ورسوله تتفوق على أي مقاييس دنيوية أخرى.

٢- اهتمام النبي ﷺ بأصحابه مهما كانت ظروفهم: في موقف يسأل فيه النبي ﷺ جليبيب: ألا تتزوج؟
يظهر لنا اهتمام النبي ﷺ بأصحابه وتفقده لأحوالهم رغم انشغاله بأمور الأمة.
هذا يدل على مدى رحمة النبي ﷺ ورعايته لكل فرد من أفراد مجتمعه، مهما كانت مكانته أو وضعه الاجتماعي.

٣- الوفاء في اللحظات الأخيرة: عندما استشهد جليبيب رضي الله عنه، بحث عنه النبي ﷺ شخصيًّا، وعندما وجده شهيدًا، قال بحب: «هذا مني، وأنا منه».
هذه العبارة تلخص قيمة الوفاء والتقدير الذي يكنه النبي ﷺ لأصحابه، وتؤكد أن التضحية في سبيل الله ترفع من مقام الإنسان في الدنيا والآخرة.

«قيمتك بما تحمل لا بما تملك»
تتجلى بوضوح في قصة الصحابي الجليل جليبيب رضي الله عنه، فقد كان جليبيب فقيرًا، بلا مال ولا جاه، ولم تكن قيمته في ما يملكه من مال أو مكانة اجتماعية، بل في نقاء روحه وحبّه وإخلاصه، وهو ما جعله محل حب وتقدير النبي ﷺ.
وعند وفاته، أظهر النبي ﷺ حبه العظيم له بقوله: «هذا مني، وأنا منه».
ليؤكد أن قيمة الإنسان الحقيقية تكمن في ما يحمله من إخلاص وفضائل، وليس في ما يملكه من متاع الدنيا!

في كل مرة يحكي فيها الشيخ أبو إسحاق الحويني قصة جُليبيب تأخذه العبرة وتُبكيه
قصته مُلهمة ومُبكيه رضي الله عنه..

**إذا أرادتِ الأمُّ أن تصلح بنتها، فلتصلِحْ أولًا نفسها، ولتُطِعِ اللهَ في لباسها، فلا تلبَس ما لا يرتضيه الشرع، ولو جاءت الموضة واتفق عليه الناس.

‏علي الطنطاوي- رحمه الله.**