وإنما كان قصد الشيخ الفوزان الحيطة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا يدخل في هذا الباب من ليس أهلا لذلك ومن لا يحسن هذا الباب وهو يظن أنه من المحسنين له كما هو حال المتصدرة المتعالمة فتفسد أحوال كثير من الناس ويقل الاهتمام بكلام الأئمة والعلماء الراسخين في العلم..
ومثل هذا الاحتياط لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فعله كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله عمر رضي الله عنه في مواطن كثيرة بل كان ينهى عن كثرة الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال في سبب ذلك:خشيت أن ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مالم يقله..
فوضع الاحتياط لابد منه ونحن نعيش في زمن كثر فيه المتصدرون قطاع الطرق لاسيما في باب الجرح والتعديل..نعم لا أحد يقول بسد هذا الباب أو الصد عنه ولكن الحيطة وسد الذرائع على وجه هؤلاء المتعالمة لابد من هذا حتى يسلم الدين وتسلم سنة سيد المرسلين من العبث والتطاول وأيضا تحفظ بذلك الأعراض البريئة من أعراض العلماء والأئمة والدعاة وطلبة العلم.
فهذا بعض ماظهر لي مما عناه الشيخ الفوزان.

كتبه/محمد عمر محمد الفلاني خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية كلية الحديث والدراسات الإسلامية..
من العاصمة السودانية المثلثة(الخرطوم)
لتاريخ/19ذي الحجة:1442للهجرة.
الموافق/29/7.2021الميلاد.

[أوضح البيان لمن سأل عن كلام الشيخ صالح الفوزان]

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم واقتفى بأثرهم إلى يوم الدين والجزاء..
فقد سألني بعض الطلاب الحريصين على الاستفادة عما جاء في كلام الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى ورعاه فأقول:
ما هي الشروط التي ينبغي أن تتوفر في من تصدى لعلم الجرح والتعديل؟
والتي ذكرها الإمام الذهبي رحمه الله تعالى.
--هل كل من عرف بالحديث وطلبه وحفظه يكون من أهل الجرح والتعديل؟
أم أن مقام الجرح والتعديل يحتاج إلى درجة زائدة من معرفة الرواة ووفياتهم وسبر أحوالهم وحفظ الكثير من أسماءهم ومعرفة الطبقات والتمييز بين أهل البلدان في ذلك ومعرفة تفاوتهم في الحفظ ومن يهم منهم ومن ساء حفظه ومعرفة المختلطين من الرواة وغير ذلك مما يطول ذكره فيما ينبغي أن يتصف به من يتصدى لهذا الخطر.
--هل قرأ هؤلاء كتاب:(ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل) للإمام الذهبي رحمه الله تعالى واذا قرأوه فعلا فما مدى الاستفادة منه إن كانوا صادقين؟
فنقول من هو أهل الكلام في هذا الباب الخطير؟
هل كل من هب ودب ومرج له أهلية للكلام فى باب الجرح والتعديل..لأن الراوي الذي أريد مثلا أن أتكلم فيه وأطلق عليه الحكم بجرح أو تعديل يحمل عددا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحمل مجموعة كبيرة من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلامه فعليه يجب على من يدخل هذا الباب أن يعرف هذا الأمر وخطورة ما هو مقبل عليه وأنه ليس بالأمر الهين وبابه ليس كبقية أبواب العلم أو أبواب الفقه التي من أخطأ فيها كان خطأه قاصرا عليه..
وإنما هذا الباب أعني باب الجرح والتعديل باب يجب التحري فيه غاية التحري لأن الخطأ فيه ونتائجه الوخيمة وسلبياته السيئة كل ذلك راجع على الأمة الإسلامية بأسرها وعلى دينها وعقيدتها ومنهجها جميعا..
فهو بعمله هذا العشوائي الفوضوي في كلامه في حملة السنة النبوية الشريفة قد يهجر الشيء الكثير من سنة سيد المرسلين فيكون داخلا فيمن تقول على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم إذًا فالأمر ليس بالهين كما يرى فئام من الناس ممن لم يتمرن في باب الجرح والتعديل بل في سائر علوم الحديث ومصطلحه عموما ..فتراه يجرح كما يريد ومتى يريد ومن يريد جرحه..
ومما يزيد الطين بلة أن ينسب فعله هذا الشنيع للعلماء والأئمة لاسيما المعاصرين له..هذا..وقد دخل في هذا الفن--كغيره من الفنون--دخلاء كثر فأفقدوه هيبته وهيمنته واذهبوا بجماله الرائع الذي كان في السابق رمزه من بين العلوم كلها..فكان الجارح يعرف كيف يجرح ولم جرح ومن جرح وهذا بخلاف حال كثير من الدخلاء والأجانب الوافدين على هذا الباب فأفسدوا أكثر مما اصلحوا ورأوا أن كل متطفل له حق الجرح والتعديل أما بعد:
فبعد هذه المقدمة أقول: إن كلام العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى ورعاه واضح وبين لايلتبس على طالب الحق والدين المتين...فمما جاء من كلامه حفظه الله تعالى ورعاه ما يلي:
--أنه قال: ...الجرح والتعديل من علم الأسانيد..
--أما أن يجلس أناس يتكلمون في الناس فهذا غيبة أو كما قال حفظه الله
--أنه عندما سئل عن وجود علماء الجرح والتعديل في عصرنا هذا؟
فقال: علماء الجرح والتعديل في القبور وعلومهم في الكتب..إلخ..
فإذا تأملنا كلامه هذا نجد فيه ما يلي:
أولا: إن قوله: الجرح والتعديل من علم الأسانيد كلام صحيح ودقيق للغاية لأنه لا سبيل لأحد للتوصل إلى جرح راوي أو تعديله أو الكلام فيه إلا عن طريق دراسة ترجمته وسبر حاله كما ينبغي وهذا هو علم الأسانيد الذي عناه الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى ورعاه..فمن لم يفعل هذا وجلس يتكلم في الناس عن جهل وهوى فهذا هو الذي ذمه الشيخ الفوزان وهو الذي يوصف بالغيبة لا من تكلم عن علم وورع وتقوى كما بينه الإمام الذهبي رحمه الله تعالى فى شروط من يتصدى لجرح نقلة الحديث والأخبار كما تقدمت الإشارة إلى ذلك في كلامنا السابق في المقدمة.
أما قوله حفظه الله:..علماء الجرح والتعديل في القبور...إلخ فهذه العبارة قد سبقه إليها الإمام الذهبي رحمه الله تعالى حيث قال في مقدمة كتابه(تذكرةالحفاظ)عند ما تكلم عن ندرة الحفاظ والأئمة..فقال:لا أكاد أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب.
فقول الذهبي رحمه الله:
أو تحت تراب يعني به في القبور وهو ما قصده الشيخ صالح الفوزان..
خلاصة كلام الشيخ صالح الفوزان وبيانه: أنه لم يقصد صد الناس عن الإستفادة من كتب الردود أو الصوتيات في ذلك لأننا وجدنا من كلامه الكثير السابق قبل سنوات عديدة يحث على قراءة كتب الردود المفيدة التى كتبها العلماء والأئمة الأجلة من أمثال كتب الشيخ الربيع وعبيد الجابري والشيخ عبد الله البخاري حفظهم الله تعالى وغيرها من الكتب المفيدة في هذا الباب وفيها علم متين قوي الحجة والبرهان، ومما لا يخفى على الشيخ صالح الفوزان وجود في هذا العصر علماء الجرح والتعديل مثل الشيخ الربيع حامل لواء الجرح والتعديل وغيره

شرح كتاب الموقظة في علم الحديث للحافظ الذهبي -رحمه الله-

المجلس الثاني عشر

عُقد المجلس بعدَ عصر الجمعة
29/جمادى الأولى/ 1446 هجري
الموافق 1/ ديسمبر/ 2024 نصراني

شرح كتاب الموقظة في علم الحديث للحافظ الذهبي -رحمه الله-

المجلس الحادي عشر

عُقد المجلس بعدَ عصر الجمعة
28/جمادى الأولى/ 1446 هجري
الموافق 30/ نوفمبر/ 2024 نصراني

صوتية للشيخ عبد السلام نقاش في التعليق على صوتية الشيخ محمد عمر الفلاني-حفظهما الله ورعاهما- في الرد على مزمل فقيري وزمرته.

https://l.top4top.io/m_3222ad4io1.mp3

تحذير الأمة التشادية من مزمل فقيري وزمرته

مقطع صوتي للشيخ:
محمد بن عمر الفلاني -حفظه الله ورعاه-

بتاريخ:
20/ ربيع الثاني/ 1446 هجري
الموافق 23/ أكتوبر/ 2024 نصراني

رابط الملف الصوتي:

https://j.top4top.io/m_32188v7mq1.mp3