ليس مع العزاء مصيبة، ولا مع الجزع فائدة. الموت أشدُّ ما قبله، وأهونُ ما بعده. اذكروا فَقْدَ رسول الله صلّى الله عليه وسلم؛ تَهُنْ عندكم مُصيبتُكم. صلّى الله على محمد، وعظّم أجركم.

• سيدنا أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه- مُعزِّيا

أأهربُ عنكِ؟ وأنتِ نصيبي من الأرض والشمس والقمر المتلألئ في وطني واغترابي، ولون اكتئابي وضحكي، وبيتي ومقبرتي وسحابي، أنا أنتِ، هل تذكرين؟ أنا أنتِ وضاح.. يا شعر وضاح. يا قلبَه القرويّ اليمانيّ المعلّق في الأرض، لم يغتربْ ظل الشمس... تحت جلدي تعيشين، نبكي معا ونصلّي.. جئتُكِ منفردا في بساط من الدّمع والشوق، شِعري سلاحي..

• ع. المقالِح

كان من دعاء سيّدنا النبيّ ﷺ:
اللهمّ إنّي أسألك التوفيقَ لِمحابّك من الأعمال، وصدقَ التوكل عليك، وحسنَ الظنّ بك.

قبل فترة ليست بالقصيرة؛ اعتدتُ مشاهدة المقطع المرئيّ الذي ألقى به الأميرُ وصيّته، وكنتُ لا أكتفي بمشاهدةٍ يتيمة، بل أعيدُ المقطع مرتين أو أكثر، تأهبتُ في حضرة صوته المُزيّا بالصّدق، رأيتُ تجسيده رأي العين في صورة هذا المجاهد الشرس الذي أحيا في طولكرمَ كتيبةً…

قبل فترة ليست بالقصيرة؛ اعتدتُ مشاهدة المقطع المرئيّ الذي ألقى به الأميرُ وصيّته، وكنتُ لا أكتفي بمشاهدةٍ يتيمة، بل أعيدُ المقطع مرتين أو أكثر، تأهبتُ في حضرة صوته المُزيّا بالصّدق، رأيتُ تجسيده رأي العين في صورة هذا المجاهد الشرس الذي أحيا في طولكرمَ كتيبةً ردُّها يسرِّعُ زوالَ المحتلّ وأفولَه.
علِقتْ في ذهني كلماتُه التي ميّزتها به، فجعلتُ منها معجما خاصا يتفرّد به هذا الأمير.

مُقاتلٌ صدق الله فصدَقه، كان أميرٌ، ويعزّ علي أن أحدِّثَ عنه بصيغة الماضي، إذْ لم يكن ماضيا قطُّ، كان ولا يزالُ حاضرا في كلِّ مقاوم رسم طريقه مستبسلا، مدافعا عن دين الله، مسطّرا بنبرته الجهاديّة صدًى لا يموتُ رجْعُه في نَفْسِ كل مَنْ وضع قدميْه على آثاره.

قلتُ في سرِّي؛ إنّ تلكم الوصيّة يجب تخليدها، وما وجدتُ إلا بتحبيرها، وسيلةً لبقائها حاضرة في ذهني، أكررها إذْ أخلو إلى نفسي -مع تغبيضٍ جلّ أن يوصف- وأتذكّر يوم اغتياله، الأوّل من رمضان [1444هـ]، إذْ أنكر المغضوبُ عليهم على أمير بعد سحوره الأوّل؛ فقاتلهم، وظفرَ بفطور عند سيّد الأنام محمد ﷺ.

تمرُّ أمامي سلسلة من الشهداء مع الأمير، لعلّ من أظهرِهم؛ محمود النخّالة، هذا الشابّ الغزّيّ المهندس الذي طالما تحدّث عن أمير بطريقته التي جذبتْ الكثير، لم يكن أحدٌ -إلا قلّة قليلة- يعرف أن هذا الفتى الصغير الذي يضعه محمودٌ صورةً على بعض حساباته الشخصيّة؛ هو أمير أبوخديجة.

هكذا هم الشهداء؛ يتشابهون،
يؤلِّفُ بينهم شيء مشترك، لا نعرفه ولا نجهله، لكننا على يقين أن الله أعدّ لهم جنّة من أنهار ولبن، ومقعدَ صدق عند ملكه؛ جلّ شانه :)

اللهم ألحقنا بهم، ولا تفتنّا بعدهم!

اللهمّ أعنّا على صيامِه وقيامِه، وتقبّل منّا خيرَ الأعمال فيه، وأعده علينا وعلى ديار المسلمين بكلّ خير، ربّنا وأرنا بأسك بمن أخرجوا عبادَك من ديارهم بغير حقّ، واستباحوا دماءهم، ربّنا اجعلنا نشهدُ في هذا الشهر المبارك ما وعدتَ به الذين يقاتلون في سبيلك مِنْ نصر وتمكين!
اللهمّ بلِّغْ إخوتنا في بلاد المسلمينَ، رمضانَ مجبورينَ منتصرينَ، آمنينَ في ديارهم!

لولا أن أسير في سبيل الله، وأضعَ جبهتي لله، وأجالسَ أقواما ينتقون أطايب الحديث كما ينتقون أطايب التمر، لم أُبال أن أكونَ قد متُّ.

• يُنسب لسيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-

[ترك ابن زُريق بغداد، وترك فيها زوجتُه التي أحبّها كثيرا، وفي النهاية؛ مات ابن زريق كمدا في الغربة، وعند وسادته عثروا على قصيدته التي يتحرّق فيها شوقا إلى الحبيبة التي اضطر إلى هجرتها تحت وطأة الفقر و... ]

[ترك ابن زُريق بغداد، وترك فيها زوجتُه التي أحبّها كثيرا، وفي النهاية؛ مات ابن زريق كمدا في الغربة، وعند وسادته عثروا على قصيدته التي يتحرّق فيها شوقا إلى الحبيبة التي اضطر إلى هجرتها تحت وطأة الفقر و... ]