•

أقسم لكم برب العزة ﷻ أن قيمة الجهاد الحقيقية ليس ما شهد به البشر للبشر.. بل ما حكم به الله تعالى لعبده.
حين تنخرط في عمل جهادي من أي نوع.. سواء جهاد مال، جهاد بندقية، جهاد قلم ولسان، جهاد قلبي بالدعاء.. لا تنتظر الهدايا والجوائز وتصفيقات الجماهير وشهادات التكريم وأوسمة الشرف والمزاحمة بالصور لإثبات فاعليتك ووجودك وعملك وغيرها من بهارج صارت تغر الكثيرين وتورث حب الظهور والرياء فتضيع الأجور وقيمة العمل!

طوبى لمن يموت في سبيل الله تعالى مجهولا لا يعلم بأمر جهاده إلا الله، أو إذا كُتب أن يُعرف بين الخلق.. كان له من البذل في السر أضعاف ما يُعرف عنه في العلن. فيكرمه الله بستر خبيئاته، ويرزقه الثبات ويقي قلبه من أثر كثرة المدح ويعافيه من بلاء داء الرياء الذي يفتك بالنفس والقلب الذي يمرض ويصبح لحوحا في طلب لذة الإطراء فتفسد النية ويضيع أجر العمل.

في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجلٌ استشهد فأُتيَ به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال هو جريء، وقد قيل، ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن فأتي به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال كذبت، ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل ثم أمر به فسُحبَ على وجهه ثم ألقي في النار». [رواه مسلم].

قال الإمام النووي:
«قوله ﷺ في الغازي والعالم والجواد وعقابهم على فعلهم ذلك لغير الله وإدخالهم النار دليلٌ على تغليظ تحريم الرياء وشدة عقوبته وعلى الحث على وجوب الإخلاص في الأعمال كما قال الله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين}، وفيه أن العمومات الواردة في فضل الجهاد إنما هي لمن أراد الله تعالى بذلك مخلصاً، وكذلك الثناء على العلماء وعلى المنفقين في وجوه الخيرات، كله محمولٌ على من فعلَ ذلك لله تعالى مخلصًا». [شرح النووي على صحيح مسلم 5/46].
••

لهذا.. من طلب الجهاد في سبيل الله مخلصا.. ليعمل فيما استطاع.. ولا يعنيه أن يُذكَر أو يُشكَر أو يُشار له بالبنان. بل ليسأل الله الستر ويشتعذ بالله من الإطراء والمدح لما فيهما من مفاسد للقلب.

وليتدبر:
عن شداد بن الهاد رضي الله عنه: أنّ رجلًا مِنَ الأعرابِ جاءَ إلى النَّبيِّ ﷺ فآمَنَ بِهِ واتَّبعَهُ وقالَ: أُهاجرُ معَكَ فأوصى بِهِ النَّبيُّ ﷺ بعضَ أصحابِهِ فلمَّا كانَت غزوةٌ ، غنِمَ رسولُ اللهِ ﷺ فيها أشياءَ ، فقَسمَ وقسمَ لَهُ فأعطَى أصحابَهُ ما قَسَمَ لَهُ وَكانَ يرعى ظَهْرَهُم. فلمَّا جاءَ دفَعوا إليهِ فقالَ: ما هذا ؟ قالوا: قَسْمٌ قَسمَهُ لَكَ رسولُ الله ﷺ. فأخذَهُ فجاءَ بِهِ النَّبيَّ ﷺ فقالَ: يا مُحمَّدُ ، ما هذا ؟ قالَ: قَسمتُهُ لَكَ. قالَ: ما على هذا اتَّبعتُكَ ، ولَكِنِّي اتَّبعتُكَ على أن أُرمَى هاهُنا [وأشارَ إلى حلقِهِ] بسَهْمٍ فأموتَ وأدخلَ الجنَّةَ. فقالَ: إن تَصدُقِ اللَّهَ يَصدُقْكَ. فلبثوا قليلًا، ثمَّ نَهَضوا إلى العدوِّ ، فأتى بِهِ النَّبيُّ ﷺ يُحمَلُ، قد أصابَهُ سَهْمٌ حيثُ أشارَ. فقالَ النَّبيُّ ﷺ: أَهوَ هوَ؟ قالوا: نعَم. قالَ: صدقَ اللَّهَ فصدقَهُ. وَكَفَّنَهُ النَّبيُّ ﷺ في جُبَّةٍ، ثمَّ قدَّمَهُ فصلَّى عليهِ. فَكانَ مِمَّا ظَهَرَ مِن صلاتِهِ عليهِ: اللَّهمَّ إنَّ هذا عَبدُكَ ، خرجَ مُهاجرًا في سبيلِكَ ، فقُتلَ شَهيدًا، أَنا شَهيدٌ علَيهِ.
••
هي هجرة إلى الله ورسوله.
هي لله هي لله.. له ﷻ وحده،
لا شيء إلا ليرضى الله جل في علاه.

إن أحبك الله ورضي عنك وقبِل عملك وكتبه لك مأجورا.. فذلك الفوز العظيم، وتلك الشهادة الأشرف، وذلك الوسام الأغلى، والجائزة الأعز، والهدية الأثمن، والصورة الأجمل، والتكريم الأسمى!
••
— جهاد حَجَّاب •

'

•

كأنما فقدنا أبًا.
يا الله... ما أقسى هذا الشعور.
ألم حقيقي يا جماعة.. لا إله إلا الله.

المقاومة لا خوف عليها بإذن الله.. مصونة تُصنع على عين الله ﷻ، واللهُ متِمٌ نوره بقوته وجبروته.. تحرير فلسطين قدر محتوم مكتوب في سابع سماء قبل أن تُخلَق الأرض.

إنما.. القادة هم رموز ومنبع لدعم معنوي عظيم.. فقدهم كأنما فقد قطعة من القلب.. فلا يعود القلب بعدها كما كان.

بين الساعة والساعة يهدأ قلبي كلما انشغلت بشيء.. ثم سرعان ما يعود الدمع للانسكاب!
كل رضا بإذن الله.. إنما تدمع عيناي دون إرادتي.

اللهم تقبل سيدي القائد محمد الضيف في الشهداء والصديقين.. اللهم ومتعه وإخوانه بمشاهد النصر العظيم وهم عندك في عالم الغيب.

اللهم نجدد لك الحمد..
الحمد لله.. الحمد لله.. الحمد لله.. الحمد لله الحمد لله.. الحمد لله.. الحمد لله حتى ترضى اللهم.

ألحقنا بهم عاجلا رباه.
••
— جهاد حَجَّاب •

'

• مصدر طبي للجزيرة: نحو 2000 شهيد و6000 مصاب في العملية  الإسرائيلية المستمرة على جباليا وشمال غزة منذ 41 يوما. '

•

مصدر طبي للجزيرة:

نحو 2000 شهيد و6000 مصاب في العملية  الإسرائيلية المستمرة على جباليا وشمال غزة منذ 41 يوما.

'

•

حين أغيب عن النشر تأكدوا أن هناك ظرفا قاهرا أو مانعا صحيا.

دعواتكم أحبتي.. وثبتكم الله على درب الاستقامة والرباط في سبيل الله.

•

•

لا مجال للتوقف عن تكثير سواد الدعم للقضية والمقاومة..

العدو يراهن على استسلام الناس بتقادم الزمن فيضاعف شره وعذابه على المستضعفين في فلسطين.

هذا الدعم والله مش لأجل المقاومة المنصورة بالله.. هو من أجل أن ننجو نحن ولا نُكتَب عند الله من القاعدين والمتخاذلين في منتصف الطريق.. قنُثبَّط بعد ثبات فننتكس!

وهي تجارة مع الله.. لا تحتاج إشادة من الخَلق.. فمن كان ناصرا للقضية إنما ينصرها مخلصا لربه.. فإن تقبل الله عمله.. ما ضره أن يقول الناس عنه ما شاؤوا.

وما أصبر المتخاذلين والمستسلمين على النار.

••
— جهاد حَجَّاب •

'

•

اللهم إنّا نبرأ إليك من التهريج الذي سيحدث اليوم باسم النوفمبرية والناس في غزة تموت.
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من ترك أهلنا في غزة وانشغل بالاستعراضات والعبث وصرف الملايين على التهريج.

رحم الله الشهداء الذين ما ماتوا لأجل هذا ولا يرضيهم هذا العبث باسمهم. لقد ماتوا في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ولكي لا يُضهد أحد من بعدهم في هذه الأمة.. لكن ابتُلينا بالطُغيان والفساد والفجور وقت الإبادات!

حسبنا الله ونعم الوكيل.

'