تذكير

اثنين انتبه منهم في الكلام عن التاريخ: اللي يجيك مركز بس على السير الذاتية والمذكرات دون مصادر ثانية واللي يجيك يصدق الروايات التاريخية للسينما والأفلام.

في كتاب أفول أهل السنة تشير ديبورا آموس لبنية الحسد في الشخصية الشيعية العراقية والتي تضمنت مصادرة اثاث بيوت السنة العراقيين بعد ٢٠٠٣ والسيطرة على مساحة بيوتهم واحيائهم.

وتفكيك الطبقة الوسطى السنية ذات الخبرة الإدارية والتقنية بسبب التهجير والقتل والتي شكلت مجموع الإدارة الحكومية قبل ٢٠٠٣ وهي مسألة شكلت أزمة في الإدارة الحكومية بعد ٢٠٠٣.

‏هوامش حول افتتاح الألعاب الأولمبية في فرنسا:

اغلب من حلل افتتاح الألعاب الأولمبية في فرنسا والسخرية من المسيحية تجاوز مسألة لها أهميتها وهي دور المسيحية وعلاقتها بالفن في تشكيل تحولات في التصورات حول المسيح داخل المسيحية وتراكم التاريخ الفني حول المسيح وعلاقته في زعزعة منظومة الهيبة حوله.

هناك ارتباط بين التاثير الديني والفن من خلال التماثيل والبنايات والموسيقى والشموع والبخور والتحكم في الضوء داخل المعبد والمسيحية.
والتي عرفت تأثير ذلك مبكرا بسبب التنافس مع الرومان ودور المنحوتات في الترويج للمسيحية بين الوثنيين بحسب ادوارد غيبون.

هناك مسألة مهمة داخل الفن المسيحي وهي قيام القديس كليمون الإسكندري بإعطاء قائمة الرموز المسموح تصويرها في الفن المسيحي والتي تشمل رمز اليمامة والصيد والمرساة وبعض الرموز الوثنية مثل العنقاء.
كان تحديد كليمون مفصل في تاريخ موضوعات الفن المسيحي.

نستطيع اعتبار ماني الفارسي مؤسس الديانة المانوية أكثر من كشف تأثير الفن من بعد المسيحين، فقد كان يعتمد على زخرفة كتبه الدينية بشكل فني عالي من خلال التأثير البصري مع الكلمات المكتوبة.

اللوحات القديمة في المسيحية عن المسيح تعود للقرن الثاني والثالث والرابع وتعرف باسم لوحات السراديب الرومانية وكانت تركز على قصة التعميد والمسيح الراعي والعذراء والمسيح الطفل ووضع صورته على لوحات المتوفين من المسيحين.

وكان المسيح في لوحات السراديب الرومانية بدون وجه وكان يتم تصويره المسيح في هيئة غير جميلة كنوع من مقاومة فكرة الجمال الإغريقية-الرومانية وثم حصل التحول مع الفن البيزنطي من خلال تصوير المسيح في هيئة جميلة استنادا على تحولات القصة الإنجيلية.

ويعتبر منديل الرها هو العمل الفني المركزي في الأعمال البيزنطية المسيحية.

ولم تخرج السينما عن الفن المسيحي ورغم تعدد الإنتاج والافلام الا ان فيلم (The Passion of the Christ)
للمخرج ميل غيبسون يعتبر من أشهرها بسبب مسألة التمثيل والتعذيب الحقيقي الذي وقع على الممثل واللغة الآرامية في الحوارات.
اعتمد الفيلم على النصوص المنحولة في اناجيل الصلب التي كانت منتشرة بين جماعات المسيحية المبكرة والتي توسعت في حوارات بيلاطس.

الفن في المسيحية يعتبر وسيلة وعظية وتبشيرية من ناحية التأثيرات والعقائد ولكن إشكالية الفن المسيحي هي سهولة ادعاء الالوهية في التاريخ الحديث خصوصا بسبب التشابه بين ملامح المدعي وبين اللوحات التي تصور المسيح.

والإشكالية الأخرى ترتبط بتحكم المعايير الجمالية في حقبة تاريخية معينة بأشكال المسيح والعذراء وفي ذلك يشير يوهان هويزنجا إلى ان لوحة العذراء لجان فوكيه كانت تعبير عن المعايير الجمالية لعصر الرسام من خلال فكرة الخصر النحيل والجبين البارز ورسم أجزاء في الجسد بطريقة شهوانية.

ولوحة جان فوكيه كانت من تمويل "اتيان شفالييه" والذي جعل إحدى عشقياته هي النموذج المستخدم في الرسم.
ويرى يوهان هويزنجا في كتاب اضمحلال القرون الوسطى انها ظاهرة شكلت أزمة المسيحية الأوروبية.

في كتاب هجرة الأفكار يلاحظ جلبرت هايت تأثيرات انتقال الأفكار ويشرحها في تأثيرات الفن والنحت الإغريقي في ظهور الحالة الصنمية في المسيحية:
"ولكننا لا نعلم ما الذي دفعهم إلى محاولة رسم المسيح وقصة المسيحية، إلا انه من الجائز رجوع ذلك الى تضاؤل نفوذ اليهودية وازدياد قوة الأفكار الإغريقية".

هشاشة المسيحية تعتمد على التأثيرات الفنية، وفكرتها عن اكتساب الأتباع بأي وسيلة أثرت في أهمية دور الفن في التاريخ المسيحي فلا يهم ان يصبح الوثني جزء من المسيحية طالما انها وسيلة ناجحة في جذب الاتباع.

يشير زيجمونت باومان في كتاب الحداثة السائلة إلى ان من يحكم في عالم الحداثة السائلة هم الذين يتحركون بلا مراعاة القيود ولا أعراف، فلا يمكن التنبؤ بسلوكهم ويتمتعون بحرية الحركة من دون إشعار. وعندما نحاول قراءة المتحول جنسيا من خلال ملاحظة باومان نلاحظ انه كائن…

يشير زيجمونت باومان في كتاب الحداثة السائلة إلى ان من يحكم في عالم الحداثة السائلة هم الذين يتحركون بلا مراعاة القيود ولا أعراف، فلا يمكن التنبؤ بسلوكهم ويتمتعون بحرية الحركة من دون إشعار.

وعندما نحاول قراءة المتحول جنسيا من خلال ملاحظة باومان نلاحظ انه كائن سائل لديه مراوغة على الحقائق الطبيعية والمرجعيات الأخلاقية ويتحرك دون مراعاة للقيود والأعراف ويتمتع بحرية الحركة الطبية والنوعية فلا يمكن التنبؤ بسلوكه.

وبسبب الانتقالات الطبية والنوعية تشير
جوانا ويليامز في كتاب (The Corrosive Impact of Transgender Ideology) إلى قوة حركة المتحولين في النواحي السياسية ونفوذهم بسبب تحركهم المتحرر من القيود السياسية والاجتماعية.

تتداخل حالة المتحولين مع تحليلات دايفيد لوبروتون حول الأنانية الحديثة والجسد.

ترتكز الأنانية الحديثة على وهم الاختيار الشخصي وانتاج القصة ويرتكز الجسد الحديث على انه مساحة الاهتمام والانتباه وبذلك يجب اعادة تشكيله بشكل دائم.

التحول الجنسي مرتبط في أكثر حالاته بوهم الاختيار الشخصي ويترافق معه قصة كفاح وتضحية ومعاناة
وجسد المتحول جسد يبحث عن الانتباه وعن التجربة الجديدة والتي يعدها جيل ليبوفتسكي جزء من (الأنانية الحديثة).

وحول مسألة انتاج القصة في اطار حركة المتحولين يقول ديفيد غرين ان الضحية كحالة سياسية هي أفضل ما يمكن القيام به من قبل المجموعات حتى تحصل على معاملة تفضيلية.

المتحول جنسيا يعتمد على الطب في مسألة انتقاله ويتداخل ذلك مع نقد ميشال غيو للطب الحديث والذي صنع بحسب غيو (الانسان المُرَمِّم) عبر اعادة تكوينه من خلال تجميع اعضاء غير مترابطة مع الحقيقة الجسدية وعدم وضوح دلالته على مستوى بشريته.

تأملات العبور في الترحال والشُقَقٌ.

**عندما تطلب من الطفل أن يرسم بيته فإنك تطلب إليه أن يكشف لك عن أعمق حلمٍ للملجأ الذي يرى سعادته.
إذا كان الطفل سعيداً فسوف يرسم بيتاً مريحاً تتوفر فيه الحماية والأمن، بيتا مبنيا على أساساتٍ عميقةِ الجذور.

غاستون باشلار-جماليات المكان-ص٨٦.**

تشكل الأماكن جزءً من التاريخ النفسي لشخصياتنا من حيث أنها ترسم كل مواقف حياتنا:السعادة والشقاء،الخوف والأمن، الفرح والحزن بحسب "ميشيل دي سيرتوه" وكل تلك الأماكن ومشاعرها تتمركز في مكان واحد وهو (البيت) الذي يقول عنه باشلار بأنه ركننا في العالم الذي يعيش معنا طيلة الحياة و كوننا الأول الذي يمدنا بصور متفرقة،وفي الوقت ذاته يمنحنا مجموعة متكاملة من الصور.

"**أن التنقل بين الشقق يخلق عاصفة كاملة من التعاسة"

"ميلودي وارنيك"**

البيت معنىً ثابت في شعور كل منا مقابل الشقة التي تعتبر تحرك ممزق من ناحية ارتباط الشقق "بالإنسان المتحرك" والذي يلاحظ الفين توفلر أن الإنسان المتحرك دائما في عجلة من أمره ولا يتمكن من إرساء جذوره في مكان ما؛ لأن المعيشة في شقة هي معيشة الوافد.

فإذا كانت الشقة وعوالمها تخص حياة الإنسان المتحرك في ملاحظة الفين توفلر فإن البيت يعبر عن أرض الطفولة غير المتحركة، غير المتحركة كالذكريات في رؤية "باشلار" وشرط هذا البيت يرتبط بالفرح والألفة، مكانٌ يستقطب الألفة ويكثفها ويدافع عنها.

مقابل الشقة المرتبطة باحتماليات الرحيل عنها، الشقة تكثف لحظة العبور، لان الشقق عبارة عن تكديس للناس والأشياء في مساحات متغيره من شقة لشقة، الشقق تشكل مشكلة مع المساحة ومشكلة مع الإستقرار.

قلق الاستقرار يصبح جزءً من البنية النفسية لساكن الشقق الذي يعيش تقلص المساحات ومشكلة مرافقة المكان ومجهولية الجيران.
تشير "ليز غريني" أن الانسان المتنقل يعاني مشكلةً في إنشاء رفقة مع المكان؛ لأن الاماكن المألوفة في قلبه تتنأثر في ترحيله الذي لا يتوقف ويستمر حتى النهاية أما عبر الوفاة أو امتلاك المنزل الخاص.

حتى العلاقة مع المكان أصبحت واهنة وزائلة بسبب أن التنقل والانتقال أصبح بمثابة طبيعة ثانية، أي أننا تستهلك الأمكنة في حقبة تشهد اضمحلالا تاريخيا لقيمة المكان في حياة الإنسان بحسب  توفلر.
واضمحلال المكان يطلق عليه "بول فيريليو "الاستيطان السائل"الذي يدور حول مستقرات متنقلة الذي جعل من سكان المدن بمثابة بدو مستقرين.
وبما أن المدينة فضاء ممتلئ ويمتلك وفرةٌ بالأمكنة يمكن أن نعتبر المقيم في المجتمعات الحضرية الكبرى رحالة دائما.

يلاحظ توفلر في البدوي القديم أنه يتحرك تحت الرياح الباردة وحرارة الشمس المحرقة يطارده الجوع، ولكنه كان يحمل معه خيمته وأسرته وباقي القبيلة؛ كان يحمل بيئته الاجتماعية معه، وغالبا البنية المادية لما يسميه بيته.
وعلى العكس من ذلك فإن الرحالة المعاصرون يتركون هذه البنية المادية خلفهم ما عدا أسرهم.

**قال أبو عبدالله محمد بن سعيد القرشي:

"إنما يفهم عنك من أشرق فيه ما أشرق فيك".

احمد زروق-عدة المريد الصادق-ص٢٥٢.**

عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير.

اذ فيه احد له اهتمام بترجمة كتاب في القناة ويعرف يترجم ويكون كتاب مهم في اطروحته فاذا عندي توصية بذلك فبتكون لكتاب الراسمالية والعبودية لايريك ويليامز وهو من مفكرين المدرسة الكاريبية التاريخية والكتاب يوضح كيف تطورت الاقتصاد الاوروبي من خلال ثروات تجارة الرقيق والكتاب من الاطروحات الكلاسيكية.