هناك صفات كثيرة إذا تجرّد الإنسان منها أصبح لا يُطاق مهما عظُم مقامُه، ومن هذه الصفات صفة الحَنَان التي لا تستقيم الحياة السويّة إلّا بها، فما الفائدة منك إن كنت تملك عقلاً راجحاً ولساناً فصيحاً وروحاً مزَّاحة إذا كان قلبك لا يحفظ من الحنان ذرّة مع الذين هُم…

هناك صفات كثيرة إذا تجرّد الإنسان منها أصبح لا يُطاق مهما عظُم مقامُه، ومن هذه الصفات صفة الحَنَان التي لا تستقيم الحياة السويّة إلّا بها، فما الفائدة منك إن كنت تملك عقلاً راجحاً ولساناً فصيحاً وروحاً مزَّاحة إذا كان قلبك لا يحفظ من الحنان ذرّة مع الذين هُم أولى به.

_ نورا الطوالة.

‏" كُل التنبيهات كانت واضِحة، ولكِني استخدمت غبائي عِدة مرات كي أدافع عن أملي الجبان "

- أسمرلدا

انظر للنّاسِ حولي أنا خارج دائرتهم، لا شيء يعنيني ولم اعنِ شيئًا لأحد.

كان يجلُس في قاعة المهرجان التي تضُم مئات الأشخاص الذين اختلطت أنفاسُـهُم المعطرة بحبِ علي، جال بصرهُ  كل زوايا القاعة متاملاً، لفتت انظارههُ لوحه غطت نصف الجدار المواجه لهُ، كان لونها ازرق وخُطَ عليها بالخِط الكوفي عبارة باللون الأبيض   " على حب علي إفعل كل خير" أحس بِـسعادة غامرة عندما رأى هذه الجموع من الشباب التي تشتتها مفاتن الدنيا وتبعدها عن الغاية التي خُلقِـوا لإجلها ويجمعها حبُ علي، اذهلتهُ هذه الفلسفة كيف لعدة أمتار أن تحتضن هذا الكم الهائل من العشق، الولاء، الألم.
أخرجهُ من دوامة تفكيرهُ  صوت  حمحمة ًإنثويَة ثمّ صوت يصدح في المكان على إستحياء ورصانة "أعـوذُ باللّٰه من الشيطانِ الرجيم" رفع راسهُ بصمت،" بِسـم اللّٰه الرحـٰمن الرَّحـيم" ثمّ إسترسلت بتجويد يلامس الروح لفتهُ إن القارئة تقرأ بمقام النهاوند، كان الصوت يتغلغل الى اعماقهِ دون أن يشعر، أحس إن آيات سورة الإنسان بدأت تلامس قلبـهُ ، شعر بروحهُ تحلق ونفسَهُ تهفو لمصدر الصوت حينها فقط قطع على نفسه إستمتاعها وأخذ يلهي نفسهُ مُحاولاً التركيز على الأوراق في متناول يده، ونفسُهُ لم تنفك تراودهُ كي يلتفت ناحية الصوت أغمض عينيه ونكسَ رأسهُ  والصوت مازال يصدح برأسهِ، السكون يعم المكان لاشيءَ سوى صوت القارئة وصوت نبضيّهِ الأول في رأسه والثاني في قلبهِ، أخذ يستغفِـرُ اللّٰه ويستعيذُ مِنَ الشيطانِ، الذي يتخذ حتى من القرآن سبيلاً ليضل بِهِ العبد. رددّ بإضطرابٍ اماهُ فاطِـمة أدركيني أماه فاطِمة ثبتيني .
مازال مُنشغلًا في تسبيحِـهِ حتى ضجَّ الجموع بالصلوات على مُحمد وآل محمد إنتبه على أثر يدٍ توضع على كتفِـهِ رفع رأسهُ ليجدَ أحمد يُحدق بهِ قائلاً ببشاشة
_هل لازلتَ تحت تأثير الصوت؟
شتَّـت نظراتهِ في الفراغ أخذ ثوانيٍ حتى يستطيع أن يستعيدَ رباطَ جأشه حمحمَ لكي يستعيد صوتهُ الذي فقده ثمّ قال بأقرب ما يكون للهمس
_الإسم؟
قالها وهو يشير الى ورقة ثمّ أضاف موضحًا
_إسم الكاتب.
أشار أحمد لفتاةٍ متشحةٍ بالسواد توليهم ظهرها، تسيرُ   شاقةً الجموع الى زماطين وقال
تلك الهالة التي كانت تتلو على المنصة هي ذاتُـها صاحبة النص.
تمتمَ وهو يخرجُ القلم من جيبه
_ إسمها هالة إذًا.
استدرك أحمد قبل ان يفتح غطاء القلم 
_ بل هذا لقبٌ لها ذات الهالة المقدسة.
_عفوًا؟!
قال وهو يُحدق بهِ بعدم فهم ،شرح أحمد موضحًا أكثر
_أسمها براءة ولكنها تُلقب بذات الهالة المقدسة لأنها الوحيدة التي ترتدي العباءة في الجامعة.
هزَّ رأسهُ بصمت وذيل الورقة بإسمها وهو يهمسُ لنفسه { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}، أكبح جِماح نفسك أنت تنتمي لِعليّ.

#لـ_زهراء_الموسوي

ومَخافة أن ينتهي نوڤمبر دون أن نلتقي،
أودُّ إخبارَك بإنّي أُحبّك،
أُحبّك بحجم تعاسة أيّامي الصعبة،
وبكمّ السعادة التي تملأ قلبي هذه اللحظة.

- مَهْناز.

ومضى كل منهما في طريق والقلب يلتفت.

_ الرافعي.

لك الحمدُ من قاعِ قلبي حتى عرشكَ المقدس..