وإنّي أَغارُ مِن ذَاكَ الذَي يَراكَ
‏بَينَمَـا .. عَينِـي مِنـكَ تُحـــرَمُ

أثقَلُ ما تَكونُ المَحَبَّة.. حينَ يَقعُ في قَلبِكَ هَوَى مُحِبِّك، فيُقيِّدُ الحَياءُ عَن وَصلِه..

اشتَقتُ إلَيك.. كَيفَ تُقال؟
"تَنقُصُني رُوحي، تُؤلِمُني فَجوَةُ الغُربَةِ عَنك."

أجِدُ أنَّ الفِراق هُو أصعَبُ فِكرَةٍ في تاريخِ الوُجُود، فِكرَةٌ تَتَكَرّرُ كلَّ يَوم، كُلَّ ساعَة، بَل كلَّ دَقِيقَة، ومَع ذلِك لَم تَألَفها النُّفُوسُ يَومًا، كل ميِّتٍ يُبكَى، وكلُّ راحِلٍ يُعانَق، حَتى عابِرُ السَّبيلِ يُلَوَّحُ لَه..!

مَرّةً واحدَةً في العُمر..
يَقذِفُ الله في قَلبِكَ حُبًّا بلا أيّ سَبَب لشَخصٍ ما، تَنجَذِبُ إليهِ رُوحُك فتَتَآلَف، ويُوافقُ هَواكَ هَواهُ وإن لَم يَسبِق لكُما تعارُف، تَجد فيهِ الرَاحَة عند اللّقاء، والإشتِياق بعدَ الوَدَاع، واللّهفَة مَع الإنتِظار، فتَشعُر كأنّه أنتَ كُلّك، لا تَمَلّ مِنه أبدًا ولا يَمَلّك، فإن تَكلّمتَ إنسجَمَ مَعك، وإن صَمَتَّ بعُيونِهِ حَدّثَك، وإن تَعِبتَ فَرشَ لكَ قَلبَه، ومَدَّ يدَه، وتَركَ العالَمَ خَلفَه بلا أدنَى تَفكيرٍ مِن أجلِك.. مَرّةً واحِدَة لا أكثَر، تَجِدُ مَن يَشبَهكَ فتَطيبُ رِفقَتُه، وتَبقَى عِشرَتُه.

لا يُوجَد شَخصٌ رائِعٌ طَوالَ الوَقت، ولا يُوجَد شَخصٌ كامِلٌ فوقَ الوَصف، بل هُناكَ فَراغٌ يُملَئ، وألَمٌ يُدَاوَى، وعَيبٌ يُستَر، وخَطَأ يُنسَى، وهَفَواتٌ يَلزَمُها تَغافُل، ولَحَظاتُ ضِيقٍ في صَدرِ طَرَفٍ يَحتَويهَا إتّسَاعُ صَدرِ الطّرَف الآخَر، قَد يَبدَأ الحُبّ
بِسَهمٍ مِن سِهامِ العَينِ يُلقَى فِي الفُؤاد، لكِنّهُ لَن يَكتَمِل إلّا بالعَقل..

اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن بَردِ اليائِسين، ومرارةِ المُفارقين، والوُقوفِ على طَلَلِ الآفلين.. ومِن خيبةٍ لا يَنسَخُها فَرَحٌ ولا يُنسِيها تَرَح، ومن حُزنٍ مُطبق، ونظرةِ مُشفِق..

الغريب في الامر
ان فلسفتك حزينه ووجهك بشوش وتحب الصباح ولا تفوت السهر قلبك يغلي وافعالك بارده.