برعاية الأمين العام لحركة الجهاد والبناء، الحاج جواد رحيم الساعدي، نظم مكتب الكفاءات والنخب في حركة الجهاد والبناء بالتعاون مع مركز البناء، ندوة فكرية تحت شعار “46 عامًا صمود وثبات”، بمناسبة الذكرى السنوية الـ 46 لانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية.

استُهلت الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم افتتحها الأمين العام للحركة، الحاج جواد رحيم الساعدي، بكلمة أكد فيها أن الثورة الإسلامية الإيرانية واجهت منذ انطلاقتها تحديات كبرى من المعسكرين الشرقي والغربي، اللذين سعيا لإضعافها وإنهائها، إلا أنها صمدت بفضل العقيدة الراسخة للإمام الخميني (قدس سره الشريف) ورؤيته السياسية الثاقبة، التي جعلت منها نموذجًا لحركات التحرر والمقاومة. كما أشار إلى أن الثورة الإسلامية وقفت بقوة في مواجهة الاستكبار العالمي، ممثلًا بالولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وحلفائهما، ولم تتهاون في دعم قضايا الشعوب المستضعفة وحقوق الإنسان.

بعد ذلك، تحدث الباحث والمفكر الإسلامي السيد محمد صادق الهاشمي، الذي أكد أن الإمام الخميني (قدس) لم يكن مجرد رجل دين وفقه، بل كان قائدًا سياسيًا بارعًا استطاع أن يحقق رؤية متكاملة لثورة مستقلة لا شرقية ولا غربية، وإنما إسلامية خالصة. وأوضح أن الثورة تحولت من مجرد حركة إصلاحية إلى قوة عالمية دعمت حركات المقاومة والتحرر، وأسست ما يُعرف اليوم بمحور المقاومة، الذي يضم العراق ولبنان واليمن وفلسطين، وتتصدره الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

كما قدم الدكتور عاشور الساعدي، مسؤول مكتب الكفاءات والنخب في حركة الجهاد والبناء، مداخلة تناول فيها التحديات التي واجهتها الثورة الإسلامية في بداياتها، بما في ذلك العمليات الإرهابية التي استهدفت قادتها، بما فيهم رئيس الجمهورية آنذاك، ورغم ذلك استطاعت الصمود والانتصار. وأشار إلى أن الثورة استمرت طوال 46 عامًا في تحقيق الإنجازات والتطور، رغم محاولات القوى الكبرى لإضعافها.

شهدت الندوة حضورًا نخبويًا متميزًا، بمشاركة أساتذة جامعات، محللين سياسيين، إعلاميين، وأكاديميين، الذين أثروا النقاش بمداخلاتهم القيمة. وقد تميزت الجلسة بطرح رؤى تحليلية معمقة حول أثر الثورة الإسلامية في مسار المقاومة والتحولات السياسية في المنطقة.