‏«‌‏دخل شهر شعبان، وهو بوَّابة رمضان، واللبيب يزيد من إيمانه ليتهيّأ لرمضان، ويستعد استعدادًا حسنًا يليق بخير الشهور، فيزيد في ركعات وِتره، ويزيد في أيام صومه، ويزيد من وِرده، وهكذا حتى يدخل رمضانَ بقلبٍ مُقبِل، ونفس مسارعة للخيرات»

‏«‌‏مِن الراحة أنْ تَعلَم أن الحياة لم تُطبع على الراحة، ﴿لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ في كَبَدٍ﴾
وألذُّ ما تكون الراحة بعد تعب.
ولا راحة تمامّة ودائمة إلا في الآخرة وذلك لِمن تعب في الدنيا بطاعة الله، ﴿كُلوا وَاشرَبوا هَنيئًا بِما أَسلَفتُم فِي الأَيّامِ الخالِيَةِ﴾
ومِن المفارقات أنّ أتعاب الدنيا لطلب الدنيا الفانية أكثر وأثقل من أتعاب الدنيا لطلب الآخرة الباقية.
ألا ترى أن الله لما حذّر أبانا آدم من إبليس لئلا يخرجه من الجنة للدنيا قال له: ﴿فَلا يُخرِجَنَّكُما مِنَ الجَنَّةِ فَتَشقى﴾، ولمّا أنزل القرآن على رسولناﷺ للعمل به في الدنيا قال: ﴿ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقى﴾»

‏«ولمَّا قست القلوب بفعل الذنوب
غفلنا عن استحضار الموت!»

اجعل غايتك الأسمى والعظمى صلاح هذه المضغة التي بين جنبيك، وأكثر من سؤال الله أن يهبك قلبًا سليمًا، فمتى ما صلُح قلبك تبعه صلاح الجوارح لزامًا، وكنت في أعمال البر إمامًا، ويرفعك الله بما انطوى عليه قلبك من خيرٍ مقامًا، فالقلب شأنه عظيم ومتى ما كان سليم فليبشر الخير من الكريم.

ينشأ غالب الخلط والغلط عند الخائضين في العلوم الشرعية من جهلهم بلغة العرب وأساليبها، فتراهم يستشكلون ما ليس بمشكل، ويوردون التناقض فيما يكون غاية التوافق وهلمّ جرا.. وما ذاك إلا من عجمتهم وعدم فهم لأساليب العرب ولغتهم، وطرائق الأصوليين في فهم النص وتخريجه.
ولو تأملتَ فيمن نزل فيهم الوحي وقد كانوا أفصح ألسنة، وأقوى عقولا، وأسلم فطرا، ما كانوا يستشكلون ما يُظن اليوم عند بعضهم أنه مشكل متناقض.. بل الكفار أنفسهم مع شدّة عداوتهم للوحي ما كانوا يستشكلون ذلك، ولو كانوا يستشكلونه لكانوا أحرص الناس على أذية الرسول وما جاء به!

«‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏الشهرة صنم العصر، تُحرَق عنده قرابينُ المروءة، ويُضَحَّى من أجله بالشرف والستر، ويُهتَك العقلُ في محبته! العقلاءُ حرّاصٌ على ألّا يُعرَفوا ولو بالحقّ، والسفهاءُ يتهالكون على أن يُعرَفوا ولو بالباطل.
رُوي عن سفيان الثوري: وددت أني جلست حيث شئتُ، لا يعرفني أحد.»

المؤمن التَّقي من يحافظ على توهّج جذوة الاستنكار وبغض المنكر في قلبه من الانطفاء؛ وذلك في خضم سيل جارف من أصناف الفتن التي تعرض له ليل نهار! فحاله في جهاد مستمر في دفع ما يستطيع دفعه؛ خوفًا من أن يتشرب المنكر قلبه، وهو في هذا ليس يريد إلا رضا ربّه، ويا لله ما أعزَّ التقوى في زمننا، وما أقلَّ أهلها ممن أدركوا أنَّ سلعة الله غالية!

«‌‌‌‌‌‏لا يجتمع التعصب مع اتساع العلم، وكمال العقل، وسواء النفس، وخلوص القصد، وإنما يؤتى المتعصب من نقص إحدى هذه الخلال أو جميعها، فمستقلٌّ ومستكثر.»

« ليـس على المَّـرأة بعـد حـق اللّٰـه ورسـوله ﷺ
أوجـب من حـق الـزَّوج »

- ابن تيمية | مجموع الفتاوى (۳۲ /٢٦٠)

«‌‌‌‏الحرمان من الدعاء أشد من حرمان إجابته، لأن الدعاء حقّ الله، وإجابة الدعاء حظّ العبد، ومن قرّت عينه بالله كان قيامه بحق ربّه أحب إليه من حصول حظّ نفسه، ومن ذاق لذّة المناجاة تصاغر في عينه كل مطلوب!»