لَو بَاتَ سَهْمٌ مِن الأَعدَاءِ فِي كَبدِي
مَا نَالَ مِنَّيَ مَا نَالتْهُ عَينَاكِ

خَاصَمْتُ كُلَّ النَّاسِ كَيْ تَرْضَين وَكَمْ
بَعْثَرْتُ عُمْرِي فِي هَوَاكِ لأَجْمَعَكْ
وَشَقِيْتُ فِي صَمْتٍ لَأمْنَحَكِ الهَنَا
مِنْ غَيْرِ مَنٍّ وَانْخَفَضْتُ لأَرْفَعَكْ
وَسَهِرْتُ مُلْتَاعاً لِتَنْعَمَينْ بِالكَرَى
وَظَمِئْتُ كَيْ تَرْوَى وَتَرْحَمَ مُوْلَعَكْ
وَتَرَكْتُ رُوْحِي فِي يَمِيْنِكِ شُعْلَةً
وَضَّاءَةً عَلِّي أُذِيْبُ تَمَنُّعَكْ
سَافَرْتُ نَحْوَكِ بَاحِثاً عَنْ مُهْجَتِي
مِنْ أَضْلُعِي طَارَتْ لِتَسْكُنَ أَضْلُعَكْ

لَا السَيفُ يَفعَلُ بِي مَا أنتِ فاعِلَةٌ
وَلَا لِقَاءُ عَدوَّي مِثلَ لُقياكِ

أَنَا مُذْ رَأَيْتُكِ غَابَ عنّي مَنْطقي
حتَّى القَصَائِدِ خانهَا التَعبِيرُ

إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً
فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ
وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جَفا
فَما كُلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ
وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَفا
إِذا لَم يَكُن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً
فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّفا

هاتي يدَيكِ فإِنِّي تُهتُ دونَهُما
‏ لا الأرض أرضِي وَلا الخِلَّانُ خلَّانِي

مُعَذِّبَتي رِفْقًا
بِقَلبٍ مُعذَّبِ وإِنْ كانَ يُرْضِيْكِ العَذابُ فَعَذِّبي

أُغالِبُ فيكَ الشّوْق وَالشوقُ أغلبُوَ
أعجبُ من ذا الهجرِ والوصل اعجبُ

ماذا عَلَيَّ.. إذا أَتَيتُ لِأَسأَلَكْ
وشَكَوتُ قَلبًا بَعد هَجرِكَ قَد هَلَكْ
مَن يُقنِعُ الآمالَ أنَّكَ لستَ لي
أو يُقنِعُ الآلامَ أنِّي لستُ لَكْ