لا يفلح من إذا مسّه طائف من همٍ أو حزن ناح وشلّت روحه؛ لذا كان من خير النعم أن يؤتى المرء قلبًا لا تعطله الأحزان عن السعي النافع..

- أ. بدر آل مرعي.

حين تتحول تعاملاتك مع الناس إلى عطاءٍ دون انتظار -نظراً لتمكن الإخلاص من قلبك- ستكون نبيلا، حتى الشخص الذي سيقصر في شكرك لن تعتب عليه؛ لأنك جعلت شكره أمراً ثانوياً، سترى أنَّ المهم أن يرضى الله عنك، المهم أن تكتب لك حسنة، فإن شكر فالحمد لله وإن لم يشكر فالهدف الأساسي رضى الله.

-ا. بدر آل مرعي.

من المعاني التي يخرج بها الإنسان من رمضان أن قوله تعالى "من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة" ميزان السعادة؛ فالعبادات والاستكثار منها قد تغير حالك الظاهر إلى أنعم من حالك السابق، وقد يستمر ظاهرك بينما يعتمل التحول داخلك، فتصبح ألطف حساسية تجاه النعم، فيريح قلبك تذكر نعمة النَفس، والنطق، والأصدقاء؛ وغيرها مما كنت محجوبًا عنه بالإلف والاعتياد .
فهناء الروح وراحة البال ثمرة التعبد المرقق لقلبك، ورقة القلب تجعلك أقدر على تلمس النعم فيما حولك؛ وبذا تحصل الحياة الطيبة ولو ضاقت معايشنا .
وهذا السر يجعلنا نفرق بين "السعادة" و "الحياة الطيبة"؛ فالسعادة في القرآن لم تذكر بلفظها إلا في موضعين :
"يوم يأتِ لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد"
و
"وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها"

فالسعادة ثمرة نهائية لا تكون إلا في الجنة، بينما الحياة الطيبة شعور داخلي يجعل النعم في عينيك أجل، والإحساس بالامتنان لوجودها أقرب؛ فتكثر في عينيك المباهج، وحين تأتي البأساء تجد أمامها طوفانًا من الرضا وهدأة الروح الذي شعرت به لرقة قلبك؛ فتتلاشى .

- ا. بدر آل مرعي.

الشاطئ الممتد:
——————-

منذ بداية رمضان ونعمةٌ تعاود تردادها علي، كلما فتحت مصحفي غشيني شعور الامتنان لوجودها، أحس بعظمتها يومًا بعد يوم؛ ألا وهي نعمة : الإيمان المطلق بالقرآن .
يغمرني أمان عظيم حين أمرّ بآيات كقوله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" وقوله سبحانه "واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته" وقوله جل وعز "وإنه لكتاب عزيز* لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه" وقوله تقدست أسماؤه وصفاته "ذلك الكتاب لا ريب فيه".
أنا مؤمن بصحة القرآن بأثبت ما يتحصل لمؤمن من براهين؛ لكن قراءة التطمينات لها وهج آخر، أحب أنوار اليقين التي تطوقني حين أرى معاني تعزز صدقية الوحي بصورة مباشرة؛ هي تحدٍ للخصوم، لكنها لنا شواطئ أمان، نعلم بها أن تلك الأمواج التي تضطرب بدواخلنا ستهدأ حين نصل ذلك الشاطئ الممتد، حين نفتح مصاحفنا بروح المتعب المرتمي الواثق بالأمان؛ يارب لا تحرمنا الأُنس بكتابك .

- أ. بدر آل مرعي.

‏لن يسلمَ لعبدٍ تدينه حتى يدعَ بعض ما يرَاه مباحًا دون منةٍ ولا مُفاخرة، ولن يتمَّ له وصفُ حسنِ الخُلق حتَّى يرَى النَّاس أن إحسانَه لهم جزءٌ من حقوقِهم، ولن تصفُو له الحياةُ حتَّى يحافظَ على مسافةٍ مُناسبة بينَه وبين من يحبّ؛ فقانونُ الأرواحِ أنَّك كلما تلذَّذت بالقُرب زَادت فاتُورة آلامِك التي ستدفعُها عندَ البُعد!

- بدر الثّوعي.

‏الخلق الحسن قائم على معادلة كبح ما تستطيعه لما ترتجيه، فمثلًا: أنتَ تكبح نفسك عن ما تستطيعه من انتصار لفظي لما ترتجيه من أجر لكظم الغيظ.
التحدي الأخلاقي أن يكون ما تستطيع فعله خفيًا عن الناس؛ لذا حين لا نرى تقديرًا لصنيعنا نظهر طرفي المعادلة ونقول: كنا نقدر على صنع كذا وأمسكنا.

أ. بدر آل مرعي.

‏كُلّ إصلاحٍ لا يبدأُ من القُرآن لا مُعوّل عليه.

أ. بدر آل مرعي.

‏ما عرفت لذة الإنجاز وجمع القلب حتى توقفت عن إبداء الرأي بكل حادثة، ويقيني الراسخ أن القضايا الصغيرة تستهلك ذهنك حتى لا تُبقي إلا فتات تركيز.

أ. بدر آل مرعي.

النجاحُ الحقيقي هو الوصُول إلى الجنة والزحزحة عن النّار وإن اختلفت الطُرق.

أ. بدر آل مرعي.

‌‏إنّ للّه عبادًا كأنّهم لفرط يقينهم عاينوا الآخرة، فهي مبتدأ قصدهم، وميزان فعلهم، تغشاهم الفتن فإذا هم كالجبال يثبتون ويثبت الناس بهم.

أ. بدر آل مرعي.