اعذروني لهذا الكلام..

طالب العلم إذا زها وأعجب بنفسه واغتر بهذه الفجاجة، وصار علمه وبالاً عليه ولم يعتبر بمن انحط حاله من الهدى والاستقامة وعفة اللسان = هلك.. وجعل الله فرحته وبالاً عليه.. وجعل أعز ما يملك ذلاً له..

المزاج التشكيكي حين لا يجد إشكالاً حقيقياً أو مَهْمزاً فإنه يصطنع من الوهم بنياناً متخيلاً ليضمن حالة التشغيب على الشريعة الغراء ولو كان بغير مشغب لتستمر حالة الدفع وخطوط الإنتاج العبثي التشكيكي..

ودور حراس الفضيلة كشفُ الزيوف، وفرز خيوط الاشتباه، وفحص الركام والأخلاط بأدوات علمية، تنفي الزيغ، وتحجز الزائغين..

حتى لو كانت شبهتهم متهافتة أو أقل من شبهة وأهوى من هباء.. فهي ردٌّ، ودرسٌ، ودربة، وقطعٌ على المفسد، وهدايةٌ إن شاء الله.

1-مقالات في تناقضات الأشعرية

بمناسبة الهنود في السعودية، من العلماء الهنود الذين قابلتهم واستفدت منهم في السعودية:

- الشيخ عبدالرحمن بن عبدالجبار الفريوائي. ولي إجازة منه.

_ الشيخ وصي الله عباس. درسنا عليه نزهة النظر، وبعض مجالس شروح السنة.

-الشيخ محمد عزير شمس. مقدمة تهذيب اللغة للأزهري، وعدة مجالس في شرح أدب الكتاب لابن قتيبة. رحمة الله عليه.
وله تعليقات مكتوبة بخطه على كتابي مدارج التعلم.

الجهمية بشعبها التعطيلية والعقلانية وغيرها = وجدت من يبعث روحها في سوق علمانية عصرية..

فهي تجتزيْ منها أسوأ ما فيها، بلباس معلمن حداثي عقلاني، عبر بعض المراكز البحثية المدعومة.

وحاولوا تعميم هذه الصورة المتخيلة وجعلها صورة الفكر الإسلامي والعقيدة الإسلامية.

كما حاولوا بأبحاثهم وبرامجهم وفوازيرهم وأفلامهم جعل (ألف ليلة وليلة) صورة حقيقية للمجتمعات.

وحاولوا أيضاً جعل الصورة المشوهة التي زوروها عن هارون الرشيد صورة لخلفاء المسلمين وقادتهم المجاهدين..

وإنما هي بهارج وأكاذيب؛ تروج على من سلَّم لهم، وألقى عن نفسه عناء البحث والتعقل فيما يلقونه، ومن تغافل عنهم وعن فسادهم وأفكارهم ومن يمولهم..

المرء إذا لم يحط بالمعتقد الخبيث دراية، فإنه تنطلي عليه تشكلاته وألوانه واستمداداته.

وذلك أن سنة البدع مهما عظم خطرها لا يلزم من فسادها وضلالها = أن تكون فاسدة كالحة من كل وجوهها الظاهرة والباطنة وما يلزم منها.

وقد تحمل البدع والضلالات الكبرى وجهاً حسناً ولو ظاهريا فقط، في مقابل سيئات وفساد طافح.

فتنبه لهذا ولا تغرنك المظاهر، كمن يلبس ضلالاته ثوب الولاية، ويروج شركياته ثوب التعظيم للصالحين وأهل البيت..

مكنز (إحسان) لنقد الصوفية والتصوف

إشراف/ محمد عبد الله المقْدي

التوظيف البدعي لحديث الولي

المؤلف : د السعيد صبحي العيسوي

القيمة المضافة : محاولة تطبيق الإعتراض الأصولي ( قلب الدليل على المخالف ) على مسألة عقدية

وهو من المباحث النافعة الباعثة للثقة بمنهج أهل السنة حيث ( جعل حجة المبطل بعينها دالة على فساد قوله وبطلان مذهبه )

ابن القيم ، إغاثة اللهفان( ٢٥٤/٢) ، فجمع المؤلف بين التنظير الأصولي للإعتراض بقلب الدليل والتطبيق على الأدلة في العقيدة

حديث الولي أشرف حديث روي في ذكر الأولياء ، وذكر صفتهم، وهو أصل في السلوك إلى الله عز وجل والوصول إلى معرفته ومحبته، ولعظم هذا الحديث الشريف الإلهي "حرام على غليظ الطبع كثيف القلب فهم معناه والمراد به"

لذا شعب على فهمه المشعبون، وحاول بعض أهل البدع والضلال قديما وحديثا توظيفه في بدعهم وتضميه في مقدمات استدلالاتهم، كسائر نصوص الوحي التي حاولوا الانتصار بها والتقوي بها؛ لبستروا حقيقة الوجه القبيح لما أحدثوه ودعوا إليه.

ولا شك أن هذا النص لا سيما مع محاولات التوظيف البدعي - "من جملة الأحاديث التي تحتاج - ككثير من آيات القرآن إلى تفسير، وقد فشره أهل العلم ولم يدعوا مقالة لقائل، والحمد لله رب العالمين.

وان من نافلة القول تقرير أن ضبط فهم حديث الولي والتنبيه على مزالق الفهم البدعي والتوظيف الخاطئ له لما هو صبانة لجماب الشريعة ومعاني الإيمان أن تدنس أو تعبب باسم (الولاية) و (محبة الأولياء)، أو تكون وسيلة إلى نشر المعاني (المحلولية) و(الباطنية)، وعدم تقدير العبادات الشرعية قدرها، وليس هذا تضبيبقًا لأمر وشعه الله، أو رغمة عن ديي : شريعة الله، كما قد يفهمه من استرسل في المعاني المحدثة ولم يفطر لأشرافها وجُرم لازمها، فسعى في الصافها بالنصوص الشرعية، بلا حصانة من معاني الوحي الواضحة.

لذا كانت هذه المحاولة لدفع بعض الإشكالات البدعبة التي أنبطت بحديث الولي زورا، وهي فرصة كذلك للتنبيه على بعض معتقدات السلف حول القضايا القريبة، وتحلبة بعض المزالق الضالة التي سقط فيها القوم.

نسخة pdf من كتابي: التوظيف العلماني للمضامين التراثية: قراءة حول استفتاء القلب والوازع الأخلاقي والضمير. السعيد صبحي العيسوي.

تلاوة مميزة، رائقة... أحتفظ بها منذ عدة سنوات..

«وحكي أن فتوى وردت من السلطان إلى أبي جعفر: محمد بن جرير الطبري لم يكتب له الدعاء فيها ، فكتب الجواب في أسفلها: لا يجوز ، أو كتب: يجوز ولم يزد على ذلك ، فلما عادت الرقعة إلى السلطان ، ووقف عليها ، علم أن ذلك كان من أبي جعفر الطبري ، للتقصير في الخطاب الذي خوطب به ، فاعتذر إليه».

«الفقيه والمتفقه - الخطيب البغدادي» (2/ 383)