هذا الرجل لخّص جميع مخاوفي من المستقبل. لقاء غاية في الجمال

لدى كثير من المثقفين الشباب شجاعة من ذلك النوع الذي يصفه سلافوي جيجك بشجاعة اليأس (توقع النهاية السيئة) يميلون إلى التبشير بأنه ليس علينا أن نهتم بأي فعل يبدو كأنه نوع من الإصلاح، وكأن الممارسات الفاعلة في مجالات مختلفة هو وصم يجب التبرأ منه..

وبالتالي ينظرون إلى أصحاب المشروعات التنموية بنظرة استخفاف وتعالي كونهم أناس متأثرون بالفكر الإصلاحي/ التفكير الاستراتيجي .. وغيرها من المسميات المشابهة. ويبدو أن هذا التفكير متأثر بذاكرة وتجربة عشناها جميعًا بسبب ممارسات حركات الإسلام السياسي وتأثيرها على العقل الجمعي.

الغريب أن المثقف تحديدًا لديه أدوات تحليل تمكنه من عدم الوقوع في فخ التأكيد التحيزي وقراءة التطورات وديناميكية التغيير. ومع ذلك تجد صورة يتم تصديرها في خطابهم بشكل مباشر وغير مباشر يضع الممارسات الفاعلة في المجالات المختلفة سواء في التنمية، البيئة، الصحة، .. إلخ في مربع واحد قادم من خلفية (إصلاح العالم) و (التغيير المنشود) و (البحث عن الجنة في الأرض) وأنهم بالضرورة متأثرون بالمنهج الإصلاحي لدى حركات الإسلام السياسي.

هذه النظرة المراهقة متأثرة أيضًا بصورة يوتيوبية للعدمية، عالم من البشر لا يشتبكون مع الحياة ويتركونها كما هي تسير إلى النهاية!

وتم وضع العلوم التطبيقية في مصاف العلوم الساذجة التي لا ترقى لمجتمع المثقفين، وكل ما دونها كالعلوم الاجتماعية والسياسية والفلسفة والأثربولوجيا علوم أرقى تليق بهم..

في بعض الأحيان أظن أن الانشغال بالترجمة، والانغلاق في زاوية تحليل الأحداث الآنية هو نوع من التطهر من كل ما يجعلهم في موضع انتقاد، والخوف من الاشتباك الحقيقي، وبناء تصورات مستقبلية، ربما كونها مساحة آمنة بعيدة عن القتل المعنوي الذي يُمارس لأي محاولات جادة سواء كانت ناجحة أو فاشلة.

المسألة تتعلق بنمط الشخصيات، فهناك شخصيات تميل إلى التفكيك والتحليل، وأخرى تميل إلى التركيب والإنشاء. ولكن عدم استيعاب ذلك التنوع في النشاط البشري لدى فئة من المثقفين غريب وغير منطقي وخاصة عندما يتجاهل - بدون قصد- كونها ميول ونمط شخصي، ويتعامل معاها كوجهة نظر . فيتم وصم من يميل إلى التركيب وبناء التصورات وإيجاد الحلول بقصر النظر.

ومع مرور الوقت يزداد انفصالهم عن المجتمع باعتباره تافهًا لا يستحق مناقشته والترفع عن الاشتباك معه.

أظنها أيضًا من ارتدادات هزيمة الربيع العربي، وكأن شجاعة اليأس لدى كثير من المثقفين نوع من الآليات الدفاعية لتجنب المساحات التي تتطلب جرأة وكونها معرضة للانتقاد.

وبعيدًا عن التفكير الاستراتيجي والإصلاح، فأظن أن مثقفي مابعد هزائم الربيع العربي بحاجة إلى التخلي عن وصم غيرهم بالسذاجة ويتعاملوا مع المسألة على أنها اختيارات شخصية للتفاعل مع الحياة ومتغيراتها وأن الحياة حتى في عدميتها وكونها ليس مصدر سعادة أبدي لن تستمر بمثقفين ينتظرون قيام القيامة وحدهم.

كنت أتخيل أن المثقف شخص يتفهم جميع أنماط التفاعلات البشرية، فيستقبل المحاولات الرصينة بالتحليل والنقد وليس بالإزدراء أو تأصيل عدم جداوها بلغة فلسفية تؤتي أكلها في زمن يميل إلى اللايقين والعدمية.

أ. هبه عبدالجواد

https://on.soundcloud.com/jF1gVenMi9sFbgyf8

SoundCloud

السيرة ليست مشهدًا | محمد مصطفى عبد المجيد

فائدة من مجالس التعليق على تهذيب سيرة ابن هشام

اشراقات قرآنية | سورة الحديد | سلمان العودة

حلقات مهمة ودسمة وتاريخية، تستحق المشاهدة ?

https://youtu.be/UpkaJrujlNc?si=-W5FY0tLyLlX8LiC

YouTube

شرفة في السيرة | تثوير السيرة النبوية مع د. محمد الطريّف

ضيفنا لهذه الشرفة د.محمد الطريف باحث ومهتم بالسيرة النبوية. ناقش الطريف أهمية أن نقرأ السيرة النبوية وننغمس فيها حتى نتشرب شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم فنُحاكي أفعاله في حياتنا. وذكر العديد من المصادر المهمة لتلقّي السيرة الصحيحة والتي تتناولها من زوايا…

كتاب جيد في مثل هذا الزمن الذي نعيشه

«عندما يعيش المرء طويلًا مثلما عشتُ ٤٥ عامًا من الحياة الواعية، يمكنه أن يفهم زيف كافة المحاولات التي يبذلها من أجل التكيّف مع الحياة واستحالتها. لا شيء راسخ في الحياة. الأمر يشبه أن يحاول المرء التأقلم مع مياه جارية. الجميع؛ الأفراد والأسر والمجتمعات، يتغيرون وتذوب أطرهم ويعيدون تشكيل أنفسهم من جديد، كما تفعل السحب، وما إن يحاول المرء أن يتأقلم مع حالة المجتمع حتى يجدها قد اختفت وأصبح هذا المجتمع في حالة أخرى جديدة».

(ليف تولستوي ت1910)

فإن الإنسان إذا خاف من إظهار قولٍ؛ كَتَمَه. أما إظهاره لقول لم يُطلب منه وهو باطل عنده فهذا لا يفعله أقل الناس عقلا وعلما ودينا. ابن تيمية

السنن الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد | د. عبدالكريم زيدان