[ المولد النبوي من الوثنية للرفض للاستعمار للإعتراض على رأي وحكمة النبي ﷺ ]

‏ليست لدينا إشكالية في الإحتفال بمولد النبي ﷺ فقط!

‏بل لدينا إشكالية في الاحتفال بميلاد أي بشر سواء كان بشرًا عاديًا أم نبيًا، الإحتفال بالميلاد هو عادة وثنية، سواء كان هذا الإحتفال بميلاد عيسى أم محمد أم ما دونهم من البشر.

‏"ولعلّ المسيحية المبكرة لم تتحفل مطلقًا بالعيد لما ارتبطت به من ظروف السريّة والاضطهادات الرومانيّة، ويقول أوريجانوس اللاهوتي أن الكتاب المقدس يذكر أن «المذنبين فقط احتفلوا بأعياد ميلادهم أمثال فرعون وهيرودوس"

‏الموسوعة الكاثوليكية أورجين 1911م

فلم يعرف الإحتفال حتى بميلاد عيسى في المسيحية إلا مؤخرًا لما تلوثت بالوثنية وكان هذا الأمر يعتبر هرطقة توجب التعزير والتأديب وإقامة الحد!

ولم يعرف العرب شيئًا مما يسمى بالاحتفال بالميلاد إلا بعد دخول الدولة الفاطمية الشيعية التي سنت الإحتفال بميلاد النبي ﷺ وعلي وفاطمة والحسن والحسين!

ومع زوال هذه الدولة زالت هذه الظاهرة حتى أعاد إحيائها نابليون بونابارت في مصر، حيث أبدى نابليون اهتمامًا خاصًا بالاحتفال بالمولد النبوي، فقد أرسل في عام 1798م نفقات الاحتفال إلى منزل الشيخ البكري، نقيب الأشراف في مصر!

وبعيدًا عن كل ذلك فقد قال ﷻ

﴿يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون﴾

قال ابن القيم في مدارج السالكين: "ومن الأدب معه ﷺ : أن لا تُرفع الأصوات فوق صوته فإنه سبب لحبوط الأعمال، فما الظن برفع الآراء ونتائج الأفكار على سنته وما جاء به؟!"

فتخيل أن يحبط الله عملك كله وذنبك أنك تعاليت برأيك فوق ما قرره وأتى به النبي ﷺ!

‏للأسف واقع محزن أن ترى الذين يتصدرون لتعليم الناس للعقيدة، هم أحوج الناس لتعلم العقيدة، وبل أن عوام الناس خير منهم في العقيدة!

‏حل هذه الفزورة!

‏المعاملة بمزاجية حادة وعدم اكتراث ومبالاة وعدم اهتمام أو تقدير توجب عليك الهجر الكلي.

لا يلبس عليكم ملبس!

المقاطعة واجب ديني وأخلاقي، والمقاطعة من صميم عقيدة الولاء والبراء فكيف تشرى أمور غالبها من الكماليات من شركات تصرح بكل وضوح بدعم الدولة اليهودية فهذا مما لا يرضاه عابد بقر وشجر فضلًا عن مسلم موحد غيور صاحب خلق دمث!

ولهذه المقاطعة تأثير عظيم على اقتصاد هذه الشركات، وإن لم يكن هذا فأقلها بغض المشرك المحارب والموالي لدولة اليهود بالمال واللسان.

ومثل هذا لا يشترط فيه إذن ولي أمر ولا إذن غفير عمارة، فهذا واجب ديني وأخلاقي متحتم على كل شخص.

‏عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ :

‏" مَنْ رَزقَهُ اللَّهُ امْرَأةً صَالِحَةً، فَقَدْ أعَانَهُ عَلَىٰ شَطْرِ دِينِهِ، فلْيَتَّقِ اللَّهَ فِي الشَّطْرِ البَاقِي".

‏صَحِيحُ التَّرْغِيبِ1916.

من العبارات التي ينبغي أن تُنقش على جدار القلب وأن تكون منار حياة مقولة ابن القيم - رحمه الله - : «من وطّن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق».

‏فعلاً! اتزان المرء مرتبط بتعلّقه بالله، وكلما ابتعد القلب عن الله وتعلق بغيره تشتت وصار إلى الهشاشة أقرب.