سامِحني، عندما آثَرتُ حظَّ نفسيَ والهوى على مرحَمةِ الشَّرع. وظننتُ أنَّ تخطيطَ المرءِ قد يُنجِيه، فغفلتُ بعدَ ذلِكَ عن قُدرتِك، وقوَّتِك، وهوانِ الدُّنيا بمن فيها علَيك، ما خلا الصَّالِحين. الأيَّامُ تُتَداوَل على نفسِ الوَتيرة، والجديدُ لم يعُد مُبهِجًا كعادتِه، وعلا صوتُ الضَّحِك، ليُخفِيَ صوتَ البكاء، ليس الكلُّ مسرورًا لكن بالتَّأكيد جميعُهم حَزانى، ويحمِلونَ سرًّا ما، وجُرحًا ما، يُفتَحُ من أيِّ شيء، من مَزحة. سُبحانَك، خلقتَ السَّماواتِ والأرض، وخلقتَ السَّرَّاءَ والضَّرَّاء، توجَّهتُ إليك، ونيَّتي أن أمضِيَ في طريقٍ جديد، وأنتَ صاحبُ الطَّريقِ والمُستَقَر، فاجعلْ خاتمةَ الطَّريقِ خَيرا. سُبحانَك، النَّاسُ في وادٍ وأنا في واد، والنِّداءاتُ تتَلاشى بين صدى السَّماوات، إلَّا من صوتٍ ناجاكَ فصدَق. لا تجعلْ قلبيَ ينزلقُ للدُّنيا، وينسى ما قد خُلِقَ لأجلِه. كلٌّ يسيرُ إلى مُستَقَر، وأنا أسيرُ على غيرِ هُدى، إلَّا من نورِ يقيني بِك، وحُسن ظنِّي إلَيك، ورجائيَ بأن تستَجيب، ما كان خيرًا لي، حيثُ اختَرته، ولم تخيِّرني به. سُبحانَك، دبِّر أمري، حين آتي بابَكَ العالي لِترضى.

عابدَة أحمَد كدُّور |🕯️

تخيَّل أنَّك بنقرة زرٍّ من طائرة حربيَّة تصبح لا شيء! كنت أتخيَّل ولا أستوعب، وأنَّى للاستيعاب أن يكون عندما يحضر هاذم اللَّذَّات؟!

والجسد الواحد لا يزال مشلولًا، وأحسبه لن يزال؛ فما أرخص الحياة عندما يخذل المرء أخاه!

ونصر الله آتٍ قريبًا، ولا يؤمِّل عاقلٌ الآن بالحكومات الحاليَّة، والطَّائفة المنصورة وعد الله؛ ولن يخلف الله وعده.

حسبنا أنَّها دُنيا، وعزاؤنا أنَّ الدَّهر صاحب فجعات، والمُلتقى عند الله.

‏ياخيبة المسعى، حين تستوعِب أنَّك قدَّمت كلَّ شيء يستطيع الإنسان تقدِيمه لشخص، وبالنّهاية لم تجد إلَّا التّعب.

يا ربّ يا منّان جُد.

فَتىً ماتَ بين الضربِ والطَّعنِ ميتةً
تَقومُ مَقامَ النَّصرِ إذ فاتَهُ النَّصرُ ..

أريدُ أن أطمئنَّ يا ربّ؛ أنا على قلَق.

-
‏يا ربّ عُمرة
يا ربّ عُمرة
يا ربّ عُمرة
يا ربّ دبّر لي عُمرة، بغير حَول مِنّي ولا قوّة.

ما أتعَسَ من تُبكيهِ الحياة بُكاءَها المُفاجئ على ميتٍ لا يَرجعُ، أو بُكاءَها المألوف على حَبيبٍ لا يُنال!

- الرَّافعيّ.

قَد عَلِمنَا ماهيّة كُلّ أنواع الشَّوق ودرجاته إلّا شَوق المَرء لِنفسهِ وكيف كانَ ومَاذا فَقَد ..

شُعورٌ مُفاجِئ ومُؤلِم!

يقول الشّاعِر:
وأَعنَفُ ما احتوَاهُ اليومَ صَدرٌ
حَنينُ المَرءِ -يا سَلمىٰ- لِنَفسِه.