أنظرُ لكل ما شَغَف قلبي واستعصى حتى زهدتُ فيه، وأكثر ما انتظرته وهو يلوح ولا يحدث حتى تحرّرتُ منه، وأشدّ ما رفضتُ وجوده وفُرِض عليّ حتى نضجتُ به.. وأدرك الآن أنه مهما ساء الأمر سيغدو يومًا مجرد حكاية، حتى أنا سأصبح شخصًا آخر.. أقصى رجاءاتي أن يكون أفضل.!

لي صديق يشتري كماليّات رديئة، محارم ورقيّة، علكة، عيدان فلّ ذابل، أشياء لا جمال فيها، فقط يتهلّل وجه الباعة عندما يشتري منهم كميّة كبيرة، وينفحهم إكراميّة تعفيهم من وقفة يوم حارّ.

لي صديق يسمع  ذات الحكاية بذات الحماس كلّ مرّة ولا يُخبر مُحدّثه أنّه رواها له قبلًا، يتكلّف الذهول كلّ مرّة، ويتلهّف قُرب النهاية، ويمنح توقّعات زائفة، فتلمع عين الراوي أكثر قبل أن يسطّر نهاية موقفه التي لم يرقي لها صديقي بتوقّعاته، أحدهم يحتاج استعراض بطولة له علىٰ مسامع مُحبّ، يحتاج أن يُري جميلًا، يحتاج جمهور للحظة مسرح، ولو كان جمهوره صديق واحد سمع روايته ألف مرّة.

لي صديق يعيد ترميم روايتي المُرتبكة كلّ مرّة، قلبه مثل هارون، وزيرًا لي، هو أفصح منّي لسانًا وأوثق قولًا، وإن كان المرء موسويًّا، فهو يحتاج من يلفظ جماله للعالم، غير مرتبك، غير مُبعثر، غير خائف، يُسخّر صديقي جزالته لتمرير كلّ رواية مُبعثرة للنور، ليمنح حضورًا لكلّ من حبس جمال قلوبهم عُقدة ألسنتهم.

لي صديق يواظب علىٰ تحيّة الصباح لسائق الحافلة وعامل النظافة وحارس العقار والإسكافيّ، كلّما كان المرء منسيًّا أكثر في كادر مُزدحم، لا يُرىٰ، يدهسه حضور الآخرين الطاغي، يُخرجه صديقي بتحيّته للنور، يجعله مرئيًّا، وفاعلًا في كادر مُزدحم.

أخبرتني أمّي مرّة أنّ البشر حاويات قابلة للكسر، لكنّها لا تحمل محاذير الهشاشة تلك مثل المطبوعة علىٰ صناديق الزجاج والأثاث التي تجبرنا مُلصقاتها علىٰ أن نحملها برقّة، وأنّ الجمال في العالم -رغم هشاشته- يُحفظ بمجهولين مُسخّرين في كلّ زحام لجبر خواطر هشّة، لرتق ما يوشك أن ينفرط عقده، لتطبيب جروح توشك أن تنفتح، يسير المرء جابرًا بالخواطر، فيحمي الجمال في العالم ويمنحه موطئ قدم وسط البلادة، مجهولين يسيرون في الخلق يجبرون الخواطر مثل القشّ حول تُحف جميلة في دنيا مثل عربة تهتزّ بلا هوادة، قشّ لا تلتفت له، لكنّه حافظ علىٰ الجمال في عربة لا تهدأ عن تحطيم حمولتها ألف مرّة..!

ليس إنجازًا أن أكون صاحبة فكرٍ مختلف، الإنجاز هو ألّا أضع عقيدتي على المحكّ، وألّا أقدّمها قربانًا رخيصًا بدعوى التميّز المبتذل..!

الرد على المرتزقة أحيانا يحسه الواحد استنقاص لنفسه وشخصيته وعقله والله حقراء ومنحطين لدرجة تحس إنك أهنت نفسك لو كلفت نفسك تذكرهم أو ترد عليهم.!

#تفه ? وبس

لم نضرب
لكم موعدًا حتى يقال: تأخر الردّ..!
لم نعتنِ بعوائكم كي نعتني بالبغاء..

لستم رقمًا في معادلة الصراع
ولستم في حسابات الحرب كتيبة..!
أنتم مجرّد هواء خواء وإذا اجتمعتم قد تبلغون حدّ الطلاء..!
كل من يؤذيه الوصف مقصودٌ به فانظروا في المرآة وغضّوا أبصاركم عمّا بدا لكم..!

..للمستعجلين من جمهور المحور :

"الردّ فرصة وفرتها حماقة العدو المتوتر وعلينا أن نصنع منها فرصة أكبر لا أن نستهلكها بحماسة المستعجلين"

اللهم وهذه ساعة استجابة

اكسرْ بنا شوكة اليهود الصهاينة
يارب
نكّسْ بنا رايتهم
أذلَّ بنا قادتهم
حطّمْ بنا هيبتهم
أزلْ بنا دولتهم
اللهم اجعلنا وعدَ الآخرة
لنسوءَ وجوههم
ولندخل المسجد كما دخلناه أول مرة ?

مما يُفقِر الإنسان روحيا أن يعيش حياة ذات بُعد واحد حياة منزوعة التنوع يتعلق بفرد يستهلك طاقته على عمل واحد لا يمارس أكثر من هواية الاقتصار على شكل واحد من أشكال العيش والتعويل على الحد الأدنى من الأشياء يضيّق الحياة ويستنفد المشاعر ويحرم الإنسان من وجود أعمق وأكثف..!

ماذا عسايَ بماء حرفي أنثني؟!
وبماءِ رفْقِكَ كل حرفٍ : كوثرُ.!

ياسيّد الحوض امتداحك وجهتي
ومعينُ كأسكَ للمسافرِ : أنهرُ.!

ثغرُ الصلاةِ عليك يسكب شوقهُ
فيعودُ حقلًا بالمكارمِ يُــزهرُ..! ?

تتعافى حين تبكي نُسختك الواعية مشقّة الوعي وقسوته على كتف نُسختك الأقل وعيًا، أخيرًا دون أن تُعاتب إحداهما الأخرى وتُلقي باللوم عليها وبدلًا عن ذلك، تتفقان على امتزاجٍ يُشكّله الأفضل من كل واحدة فتنتج نسخةٌ ثالثةٌ بديعة الجمال ما كان لها أن تكون لولا فضل الله ثم جميع ما مررت به..!

جملة قيلت .. ولكنْ
تشبه الموت مصيرا

"إضحكوا الآن قليلًا
سوف تبكون كثيرا" ..!