تلكَ الفرحة هي حقّنا بما وفقنا الله له من شهود يوم عرفة، ومن ختام مناسك الحج، وبذا تنقل لكم "عقول نيّرات" أنقى تهانيها بعيد الأضحية.
تقبل الله منكم وكل عام وأنتم بخير??

#بِعُقُولٍ_نَيِّرَة_تُبْنَى_الأُمَم
#AwareMinds

فاشدُدْ إزارَكَ ثلمّ شمّر واجتهدْ▪︎ما للعزيمةِ مِن ضنًا هدّامُها
لمسلم على نفسه حقُّ أن يُجهّزها بِجهازها لكُل موسمٍ من مواسم الله، فإنما اشتركت ليلة القدر ويومُ عرفة في كثيرٍ من السّمات، ولعلّ من أبرز تلك السّماتِ أن يكون كلاهما بعد رحلة تزكوية؛ حيثُ إن المسلم في رمضان يرتحِلُ أسابيعَ من التزكية والإيمان حتى يلقى ليلة القدر وهو في أحسنِ حُلّة، وكذلك الحال في عرفة، حجٌّ وخلاءٌ من الدنيا، أو أيامٌ من التزكية تُتوّج بيوم عرفة العظيم.
فلنتجَهز فيما تبقّى من ساعات رجاءَ أن نلقى عرفةَ بنفوسٍ زكيّة.

في أي بقعة حللتَ، فإن عقول نيّرات تخبِرُك بأن العيدَ فرحةٌ، وأن الله نظرَ إلينا حينَ انفضّت الصلاةُ وهو يشهدُ الملائكة فقال: "غفرتُ لهم"
بمثْلِ هذا وبغيرِه؛ فافرح فهو خيرٌ مما يجمعون!

كل عام وأنتَ بخيرٍ أيها العقل النيّر.?

#بِعُقُولٍ_نَيِّرَة_تُبْنَى_الأُمَم
#AwareMinds

قلوبُ المتَّقين إلى هذا الشهر تحِنُّ، ومن ألم فراقه تئنّ.

دهاكَ الفِرَاقُ فما تَصْنَع … أَتَصْبِرُ للبِينِ أمْ تَجْزَعُ
إذا كُنْتَ تبكِي وهُمْ جِيرَةٌ … فَكَيْفَ تكونُ إذا ودَّعُوا

كيف لا يجري للمؤمن على فراقِه دموعٌ، وهو لا يدرِي هل بقي لَهُ في عمره إليه رجوعُ!

تذكَّرْتُ أيَّامًا مَضَتْ وَلَيَالِيا … خَلَتْ فَجَرَتْ مِن ذكرِهِنَّ دُمُوعُ
أَلَا هَل لَها يومًا مِن الدَّهْرِ عَوْدَةٌ … وهَلْ لي إلى وقتِ الوِصَال رُجُوعُ
وهَلْ بَعْدَ إعْراضِ الحبيبِ تَوَاصلٌ … وهَلْ لبدورٍ قد أَفَلْنَ طُلُوعُ.

عبادَ الله! إنَّ شهرَ رمضانَ قد عَزَمَ على الرَّحيل، ولم يَبْقَ منه إلَّا القليل. فمن منكم أحسَنَ فيه فعليه التمام، ومن كان فَرَّطَ فليختمْهُ بالحُسْنَى؛ فالعملُ بالختام.
فاستمتعوا منه فيما بقي من الليالي اليسيرة والأيام، واستودعُوه عملًا صالحًا يشهَدُ لكم به عند الملك العلَّام، وودِّعُوه عند فراقه بأزْكَى تحيَّةٍ وسَلام.

لطائف المعارف | ابن رجب الحنبلي | ص: ٤٥٢، ٤٥٣

#AwareMinds

حتى يحكمَ الله لنا...
     بعض الفئات الظالمة، تتمدد وتطغى إلى درجات تدعوك للتعجُّب! سبحان الله كيف يتجرأ هؤلاء على دماء المسلمين في شهر رمضان!
إن القلب ليتساءل: ما الذي فعله هؤلاء ليستدرجهم الله إلى هكذا ذنوب؟ أيدرون مقدار حرمة دم المسلم بغير حقه؟!
     ربما لن يكون هناك عذابٌ في هذه الدنيا يوازي ظلمَهم وطغيانهم، لذلك أمام هؤلاء نتذكر آيتين عظيمتين من كتاب الله يمكن إسقاطهما على الواقع المعيش الآن:
{ وَلَا یَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَنَّمَا نُمۡلِی لَهُمۡ خَیۡرࣱ لِّأَنفُسِهِمۡۚ إِنَّمَا نُمۡلِی لَهُمۡ لِیَزۡدَادُوۤا۟ إِثۡمࣰاۖ وَلَهُمۡ عَذَابࣱ مُّهِینࣱ }
[آل عمران: 178]
{ وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ غَـٰفِلًا عَمَّا یَعۡمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَۚ إِنَّمَا یُؤَخِّرُهُمۡ لِیَوۡمࣲ تَشۡخَصُ فِیهِ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ }
[إبراهيم: 42] 
     اللهم ببركة هذا الشهر العظيم احص هؤلاء الظالمين ومن عاونهم وشابههم اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا، ربنا الطف بإخواننا وأهلينا المسلمين في الجزيرة وفي غزة وفي سائر ربوع الأمة الإسلامية.

#بِعُقُولٍ_نَيِّرَة_تُبْنَى_الأُمَم
#AwareMinds

كانت سورة المزمل مما نزل بمكة ومن أوائل ما نزل، وفيها تكليف عظيم بصيغة الأمر الصريح للرسول وكذا للمؤمنين، بأن يقوموا الليل إلا قليلا! نصفه أو ينقصوا منه قليلا، أو يزيدوا عليه، ويرتلوا القرآن ترتيلا... فهؤلاء المسلمون كانوا في بدايات التكليف الإسلامي، وفي خضم البلوى والتعذيب والاستصغار، أيُلقى على عاتقهم هذا الأمر الوجوبي بأن يقوموا الليل إلا قليلا؟! فأي تكليف وأي صعوبة ستكون ما لم يكونوا ذوي همة وعزيمة كبيرتين!!
وقد قالت السيدة عائشة إن خاتمة السورة وهي الآية (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى...) والتي نزل فيها التخفيف على المسلمين والمراعاة لأحوالهم، هذه الآية حُبست سنة، حبست خاتمة السورة سنة كاملة من القيام والمكابدة!
فأيُّ همة وأي عزيمة؟ سنة كاملة من القيام المتواصل وجوبا! أين نضع هذا من الصعوبة بمقاييس اليوم؟
ما الذي جعل هؤلاء المسلمين بهكذا همة وعزيمة؟ ثم أهو مجرد قيام يقومونه أم عملية القيام هذه بدورها باعثة لروح جديدة في هؤلاء المسلمين مزودة لهم بزاد يجعل هممهم بدورها تزيد؟ فالقيام يحتاج همة، وممارسة القيام تبتعث بدورها كذلك الهمة.
والسؤال الأخير يبقى: كيف؟ أنى لهم هذا؟
فلو استخدمنا تحليلنا البسيط لوجدنا أن هذه الروح -متمثلة في الهمة والعزيمة- يمكن إيجادها بالتعلق الدائم بأمرين:
-البواعث... (ما يبتعث فيك الرغبة)
-الغايات... (ما تضعه نصب عينيك من الأهداف)
فمتى عرف الإنسان بواعثه لعمل ما جيدا وتعلق بها، ثم عمد إلى غاياته من هذا العمل وجعلها صوب عينيه طوال الطريق فقد ضمن بإذن الله همة وعزيمة موصلتين.

والخلاصة عزيزي القارئ: فلنجعل لأنفسنا في هذه العشر الأواخر بواعثَ وغايات من ذهب، لتوقظنا في الليل وتعيننا على القيام والتلمّس لليلة القدر، جعلنا الله من الفائزين بها.

#إضاءات
#بِعُقُولٍ_نَيِّرَة_تُبْنَى_الأُمَم
#AwareMinds

مما لا شك فيه أن أعمارَ القرون الأولى أطولُ من أعمارنا بكثير، وهذا نبي الله نوحٌ قد دعا قومه ألف سنةٍ إلا خمسين عاما، فتصوّر معي أن أحدنا مضت من عمره مئات السنين فيها من العبادة والذكر والصلاة ومباعدة الذنوب، فإنه قد حاز بذلك مغانم كثيرة، ولن نجابهه نحن من نعيش ستين وسبعين سنة، ولن نزاحمه في الحسنات عندما نقف معه في يوم العرض.
حسنًا، لرحمة الله؛ فإن المسؤول الوحيد عن تحديد الأجر على الأعمال هو الله، ومن عظيم عطائه قد هدانا إلى أفضل الأعمال وأسهلها ألا وهو ذِكرُه جلّ وعلا، وإن القرآن والسنة النبوية يشهدان لذلك بوضوح: فالباقيات الصالحات خيرٌ عند الله من الدنيا وزينتها، و(سبحان الله وبحمده) تحطُّ الخطايا، وتلك أذكارٌ فيها من الأجر لا يمكننا حتى أن تصوّره.
ولرحمة الله مجددا؛ فإن الأجور مضاعفات في هذا الشهر، وإن ليلة القدر خيرها أزيَدُ من خيرِ ألف شهرٍ من العبادة، فهل تتصور معي عزيزي القارئ لو أننا ظفرنا بليلة القدر وملأناها ذِكرا؟!! فشُدَّ الهمّة وتجهّزْ لها.

#إضاءات
#بِعُقُولٍ_نَيِّرَة_تُبْنَى_الأُمَم
#AwareMinds

هل هناك لحظةٌ أشرفُ وأبهى من لحظةٍ تتعرف فيها على الله؟ أم هل هناك مقامٌ أعظم من مقامِ العلم بالله؟
لن يكون هناك أحد قادرٌ على التعريف بالله أكثرَ من الله جل وعلا، فأين نجد ذلك التعريف؟ إن ثلثَ آيات القرآن وكذلك أعظم آياته ما هي إلا حديثٌ صريحٌ عن الله العليم، أما باقي الآيات فهي كلامُه وهداه ولن تخلوَ مِن تعريفٍ به؛ ولذا إن كنت تتساءل عن الوصفة الناجعة لتدبُّر القرآن فإنها: (النظر في القرآن بعين الذي يريد أن يتعرف على الله) وإن ذلك مما يعيننا على تزكية النفوس وتحضيرها لإدراك ليلة القدر.

#إضاءات
#بِعُقُولٍ_نَيِّرَة_تُبْنَى_الأُمَم
#AwareMinds

ربما لو نظرنا إلى أفعالنا في هذه الحياة لسألنا أنفسنا سؤالًا وجيها:
(ماذا أعددنا للقاء الله تعالى، وهل نحن مستعدون للموت؟)
هكذا سؤال يجعل موقفنا عاريًا، يجعلنا نصارح أنفسنا بحقيقة هي: مدى احتياجِنا للأعمال الصالحة، وضرورة استغلالنا لمواسم مضاعفة الحسنات وقبولها من الله تعالى.
صدقني عزيزي القارئ لو أننا الآن أموات، لتمنينا أن نعود للحياة ولو لساعة واحدة خلال رمضان حتى نجمع الحسنات المضاعفة ولكي نصادف ليلة القدر، فما بالك بنا ونحن نعيش ليالي رمضان وأيامه بكل ساعاتها ولحظاتها!
فمِن أجْلِ فضل الله علينا بأن أدركنا رمضان ولأننا نحتاج حقا لهذا الموسم لنجمع كل ما نستطيع من الحسنات عزيزي القارئ من أجل هذا وأكثر فلنترك عنّا التواني والكسل، ولنسعَ ولنسِرْ إلى الله في همّة ورجاء وخشية.

#إضاءات
#بِعُقُولٍ_نَيِّرَة_تُبْنَى_الأُمَم
#AwareMinds