• تغريب بلاد الحرمين..
قال الشيخ عبد المحسن العباد البدر حفظه الله: وقد أساء التغريبيون الماكرون بالبلاد السعودية حكومة وشعبا بتخصيص العهد السلماني بالسعي لإحداث ثلاثة أشياء هي:
إصدار تنظيم لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ترتب عليه إضعافها وذهاب هيبتها، وقد كتبت بمناسبته كلمة بعنوان:
«التغريبيون المتبعون للشهوات يريدون أن تميل هذه البلاد ميلا عظيما»

نشرت في 14/7/1437هـ، وسعيهم لإنشاء هيئة عامة للترفيه يخشى فيها تجاوز ما هو مباح إلى ما لا يجوز شرعا مما سلمت منه هذه البلاد فيما مضى، مثل افتتاح دور السينما التي تسخط الله وتدمر الأخلاق، وسبق أن كتبت في ذلك كلمة بعنوان: «بيان خطورة افتتاح دور السينما في بلاد الحرمين»

• قال محمد زرارقة للشيخ فركوس في سؤاله صبيحة هذا اليوم المبارك، الثلاثاء:

محفوظ عن كثير من السلف رحمهم الله قولهم: نحن إلى كثير من الأدب أحوج من إلى قليل من العلم. وأثر عن ابن المبارك قوله: بالأدب يفهم العلم وبالعلم يصح العمل وبالعمل تنال الحكمة وبالحكمة بقام الزهد وبالزهد تترك الدنيا وبترك الدنيا يرغب في الاخرة وبالرغبة في الاخرة تنال الدرجة عند الله. فحاصل مفهوم كلامه، أنه تنال الرتبة عند الله عزوجل بالأدب وطالب العلم المبتدي والمنتهي، وان كان المنتهي لا يقال له المنتهي كمال قال الإمام أحمد من المحبرة إلى المقبرة، فطالب العلم بحاجة دائما إلى كثير من الأدب، فالأخلاق لطالب العلم لابد لها، فكيف ينضبط لها طالب العلم، وقد السلف يعنونها اعتناء كبيرا حتى كان في الحديث يردون رواية الرجل إذا فعل خارما من خوارم المروءة.
وقد أثر عن ابن القيم انه قال الدين كله خلق فمن زادك في للخلق زادك في الدين، وقول الامام الالباني رحمه الله وكان يقوله كثيرا، قطعنا أشواطا في التصفية ولم نقطع شوطا في التربية..
فمامدى تأثير الأخلاق على طالب العلم وهو يترقى في مدارج الكمال في تحصيله ؟!

• فكان مما أجاب به الشيخ فركوس حفظه الله:
الأخلاق المراد بها هي الأوصاف التي يتصف بها المسلم من أوصاف حسنة.. كالإخلاص والصّدق والأمانة والتواضع وعدم التكبر .. والعدل والاعتدال والصبر .. وهذه كلها أوامر شرعية بمعنى أمر الشرع بهذا.

نثبت الاخلاق الحسنة بالنصوص ونثبت ما يضادها بالنصوص .. لذلك الأخلاق السيئة يبغضها.. فيبغض الظلم لأنه ضد العدل.. لقوله تعالى:" واذا قلتم فاعدلوا. الاية.
الظلم فيه ايات وأحاديث تنهى عن الظلم.. منها الحديث القدسي يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا.

وأحاديث تنهى عن الكذب وتأمر بالصدق .. إياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار.. ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكءب حتى يكتب عند الله كذابا.

الكذب والصدق من الأخلاق وهي مأمور بالاتصاف ببعضها وتجنب بعضها شرعا.. يتعلمها ..
يتعلم الصبر .. يصبر على المصائب والنكبات .. و أذى الناس. فيتحلى بالصبر لينال العلى.. الصبر مامور به..

قد يدعي إنسان أنه عدل وعنده أخلاق ولكنه يتعامل بالربا. هذا كاذب..
يدع عدم الظلم والصدق وهو يبيع الثمار قبل بدوها .. يظلم أخاه.. يغشه..
يبيع باليناصيب.. طونبولا.. هذا فيه غرر.. وضياع أموال الناس.. هذا فيه أكل اموال للناس بالباطل.

يجب التحلي بالعدل .. وعدم الظلم.. سواء ظلم على ماله أو على عرضه.

كذلك لا ترفع صوتك في المسجد، وهذا مخالف للأداب، أي للنصوص التي تأمر بهذا.. تجدهم في المسجد في رمضان كأنه زلزال.. تدافع وصياح.. وو.. وهذا كله مخالف لآداب المسجد..

كذلك الوفاء بالعهد، خلق.. إذا لم يوفّ، دخل في النفاق. هذا ليس له خلق..
اية المنافق ثلاث.. هذه تنطبق على المسلم.. إذا اؤتمن خان.. وإذا وعد أخلف.. وإذا حدث كذب.
كذلك تعرف الإنسان في حالة غضب .. إذا حدّث كذب و إذا خاصم فجر.. "

📌 فوائد من مجلس شيخنا فركوس -حفظه الله- (الجمعة ٠٧ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ)

س: إشكال في مسألة العذر بالجهل ..

ج: "أنا أبسّط لك بمثال سهل، ولكن لا أدخل في المشاكل التي تريد إيقاعي فيها.

مثاله: أن أحدا زنى، ولم يكن يعلم الحكم، ويعيش في أدغال إفريقيا، أو في القطب الشمالي، أو الجنوبي .. لكنه مسلم، ولم تصله النصوص الّتي تُحرّم الزنى؛ فزنى، ثم وصله العلم بعد ذلك، هذا الرجل هل نسميه زانيا أو عفيفا؟!
هو وقع في هذا، وعدة مرات .. فنسميه زانيا -قبل العلم وقبل إقامة الحجة-، كان مسلما ولم نُقِم عليه الحجة في هذه المعصية، ونسميه زانيا، لكن هل نوقع عليه العقوبة؟!
لا نوقعها عليه لعدم العلم، ففي عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أُتِي بامرأة زانية لم تكن تعلم الحكم، فأخبرها أنه يوجد عليها كذا وكذا .. ويترتب -بعد العلم- الرجم على المحصن، وغير المحصن يترتب عليه الجلد والتغريب ..
فهذا الذي لم تبلغه الحجّة سمّيناه زانيا، لأنه ارتكب محرما شرعيا.

كذلك السارق، ولو لم يعلم الحكم، وأخذ شيئا من حرز .. فإن لم يكن يعلم، ولم تقع عليه شروط القطع؛ كأن أخذه لضرورة قيام بدنه، أو في سنة مجاعة .. نسمّيه سارقا من حيث التسمية، لكن العقوبة بحسب ما يراه القاضي، إن كان لا يعلم بيّن له، وليس القاضي غافلا ..

وإن كان في بلد الإسلام، فيه دعاة وعلماء .. فالجهل لا يُعذر صاحبه، ولا يُقبل في دار الإسلام عذر بالجهل بالحكم الاسلامي ..

في مناطق بعيدة لا يصله العلم؛ نعم، أما الذي يعيش بين العلماء، وطلبة العلم، والدعاة، وغيرهم .. فإن لم يعلم فلابد له من السؤال ..

الّذي يقوم بشركيات، ويعبد غير الله، ويطوف بالقبر .. ولم يكن يعلم، وما وصله إلا دعوة القبوريين، وفعل ذلك ولم يَدرِ؛ فالله تعالى قال: {وما كنّا معذّبين حتى نبعث رسولا}، فنقيه العذاب في الدنيا، والله لا يعذّبه إن مات وهو لا يعلم إلا هذا، ولم تبلغه الحجة.

لكن لا نستطيع أن نسميه موحدا، إنما نسميه مشركا، فإن فهمت هذا أنزل الصورة على ما شئت من الوقائع."

• جديد توجيهات الشيخ فركوس حفظه الله صبيحة يوم الجمعة

" أخت تسأل: زوجي يريد السفر إلى بلاد الكفر من أجل العمل و يريد أن ياخذنا أنا و أطفالي و أنا أريد أن أبقى في بيتي مخافة على ديني و دين أطفالي و لكن التفكير في المسؤولية التي ستصبح على عاتقي بعد غيابي زوجي جعلتني في حيرة من أمري علما أني لا أخرج إلا نادرا و غيابه سيجعلني مضطرة لهذا و لا أستطيع البقاء في بيت أعله و لا بيت أهلي لظروف خاصة.. فما نصيحتكم شيخنا !؟ "

فكان مما أجاب به لله درّه:

" النصيحة المقدمة هي نصيحة العلماء، هم يحذرون من المكوث بين أظهر الكفار لما فيه من المشاكلة و من الخطر ، يقولن المساكنة تورث المشاكلة في العادات و التقاليد و غيرها، لهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تجاور مشركا. هذا في بلد الإسلام فكيف من كان يعيش في بلد الكفر وغيرها ؟!

كلهم أهل الشرك و الكفر والمسلم يعيش غالبا مذلولا عندهم و الأصل يكون عزيزا لا مذلولا مثل من يعيش عند الغير و يكون أهلا للسيطرة عليه فضلا عن ذلك في مكوثه سيؤثّر عليه حتما في مبدأ الولاء و البراء الذي يعدّ أوثق عرى الإسلام أي أن تحب ما يحبه الله و توالي من يواليه الله و تنصر من ينصر الله و تقع هنا موالاتك لمحبة الله و رضوانه و أن تكره ما يكره الله و أن تتبرأ مما تبرأ منه الله و أن تجعل موقفك البراء مما يكرهه الله ويبغضه و لا يرضاه، هذا هو البراء.. الله تعالى يكره أهل الكفر و الفسوق و العصيان و لا يحب المشركين و يكره موادّتهم و موالاتهم و يكره أن ينطبع ببعض عاداتهم البدعيّة..

لا شكّ من يكون بين أظهرهم سيتأثر بذلك يصبح يوالي أهل الكفر بدل المعاداة وهنا وقع في خلل الولاء و البراء و هذا أمر عظيم..

إذن فالتكسب و الإسترزاق مع ضياع الدين نقول لا ينبغي أي لا ينبغي أن يقدم المال على دينه، إذا رأى أنه يحقّق المال على حساب دينه.. نقول هذا غير عاقل ضيّع دينه الذي هو عصمة أمره. الأصل تأخير المكاسب الدنيوية وتقديم الآخرة على الدنيا واللّه ذكر في ذلك آيات كثيرة أن الآخرة هي المطلب الأول من المفلحين، قل متاع الدنيا قليل و الآخرة خير لمن اتقى.. الآية. وقال سبحانه: وللاخرة خير لك من الاولى.. الآية.. و الايات كثيرة.

كيف يقدم هذا على هذا و يخاطر بدينه و أولاده و زوجته و يعرف أن الناس الذين عاشوا في أظهر الكفار يعودون و لو وجدوا ملاذا أن يهربوا لفعلوا.. ترى أنه استصعب الأمر حتى المسلمين.. يهجرون من الأماكن هذه خاصة لما رأوه من انحراف وضلال.. لا يستطعون تحقيق الجو الرباني و هو يذهب لهذا البلد ؟!
أول شيئ يحلق اللحية و تجده مع الوقت يعمل أي شيى فمثلا يغسل الكاس التي صب فيها الخمرة عند العمل في المطاعم و يبيع الخنزير و يصبح يضيع شيئا فشيئا مع الفتن الموجودة.. فكيف يرمي نفسه ؟! و يكون هنا معززا ولو بدون عمل..
إذا سعى بنية صادقة الله يفتح باب الخير عليه. نصيحتي يتعلم صنعة و حرفة و يعمل أحسن من أن يكتسب هناك. هذا إذا اكتسب لان الغالب يعودون بخفي حنين.

من مقاصد الشريعة حفظ الدين ثم حفظ النفس ثم العقل ثم النسل ثم المال. إذا تعارض حفظ الدين مع حفظ النفس يقدم حفظ الدين مثل الجهاد شرع لحفظ الدين و كانت الأرواح تتساقط من أجل كلمة الله العليا و من باب أولى المحافظة على دينه على حساب ماله فلينتبه و يضع في حسبانه أن له أسرة و أبناء و لا يتلاعب بدينه وبهم و بمصيرهم لانه سوف ينشئ عائلة و يترتب عليها أثرا في غاية السوء.
نصيحتي إن كان صاحب مهنة يعمل بها و إذا لم يكن يتعلم مهنة معينة و فيه مجالات عمل و يكون صادقا و يحافظ على أسرته و ربما بهداهم يقومون هم بالعمل هنا خير من أن يذهب إلى تلك البلدان، فيه إذلالا و فيه خذلان خاصة في الجانب الديني و في آخر المطاف يعود بخفي حنين. "