كتب إليها ذات يوم رسالة فقال :

أما بعد فإني رجل شديد الغيرة سريع الغضب سهل الاستفزاز غير أني لا أغار إلا عندما أحب ولا أغضب إلا عندما أخاف ولا أخاف إلا على من أحب ، لكنني سريع الرضا وغضبي على أحبتي أصيّره على نفسي فأتجرع الألم مرات ومرات ولا أجرح شخصاً أحببته وقد رأيتِ ذلك في مواقف عديدة
لكن إن لم تراعي غيرتي وتخمدي غضبي فلا تدّعي حبي ، فإني رجل آخذ بالكلمات ولا أنسى أبدا إذ أنني أسكن بين التفاصيل
فإن رأيت أنك تريدين قربي فاعلمي أن القدوم لا خروج له وأن البقاء لا مفر منه فالتمهل التمهل حتى لا تندمي عند التعجل ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة ....

والسلام ...

أشعر أن الأمر بات قريباً ... قريباً جداً يا عزيزتي ، سيعوضنا الله عن ذلك الصبر والأيام العصيبة بالأيام الجميلة إن شاء الله ، أشعر بذلك ، لم يتبقَ الكثير ....?

أصعب شعور ممكن يواجه أي رجل هو شعور الغيرة مع العجز ، لدرجة قد يصل إلى أن يكون الموت هو أحد سبل الراحة من هذا الألم .... ?❤️‍?

فالحب عندكِ موت لا حدود له ..... والحب عند الورى ضرب من الخبل

عزيزتي الراحلة .....??

هل تذكرين هذا البيت ؟! ، لا أظنك نسيتيه ، قرأت قصيدته عليك في أواخر عهدي بك قبل أن تتركيني وترحلي .....

هذا البيت قاله جارنا في رثاء زوجته التي توفاها الله عند الكعبة وهي تلبي إثر ضربة شمس فكتب قصيدة رائعة يرثيها بها ، كان هذا البيت أكثر بيت استوقفك وأحببته ، لو تذكرين كيف كنت أروي لك القصائد ? ، كنت أستلقي تحت ظل شجرة في فناء دارنا وأتصل بك وألقي تلك القصائد على مسامعك ، إن الديوان الذي كنت أقرأ لك منه تلك القصائد لازال موضوعاً على الرف لم يُفتح منذ آخر قصيدة قلتها لك ، لم أستطع أن أعود إلى القراءة منه كلما هممت أن أقرأ منه تذكرت ضحكات على قرائتي وتذكرت تعليقاتك التي تظهر فهمك العميق لما بين السطور
حتى الشجرة التي كنت أستلقي تحتها قد يبست وكأن كل شيء أراه مرتبط بك يا عزيزتي ....

المخلص لك دائماً ....❤️

سأخبر أولادنا كم كان الوصول إليك صعباً ، كم عانيت حتى تكوني شريكتي
سأخبرهم كم أن الحياة كانت قاسية معي
سأخبرهم الكثير والكثير حتى يعلموا كم هو صعب أن تكوّن أسرة في هذه البلد البائسة ?