القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75
Last updated 1 year, 3 months ago
القناة الرسمية لشبكة ملازمنا كل مايحتاجه الطالب.
((ملاحظة : لايوجد لدينا اي حساب تواصل على تلكرام ولا نقوم بنشر اعلانات في القناة))
Last updated 1 day, 5 hours ago
📮 في معنى قوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «نُصرتُ بالرعب»
في قولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ»، هل هذه الفضيلةُ خاصّةٌ بالنّبيِّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم أم عامّةٌ لأمّتِه؟ وجزاكمُ اللهُ خيرًا.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
ففي الصّحيحين عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي اللهُ عنهما أنّ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم قال: «أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً»(١).
فظاهرُ هذا الخطابِ يفيد أنّ فضيلةَ النّصرةِ بالرّعبِ عامّةٌ في النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم، إذ كلّما توجّه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم إلى عدوٍّ ملأ اللهُ قلوبَهم رعبًا شديدًا وخوفًا وهَلَعًا مِن مَقْدَمِه عليهم، كما تعمّ هذه الفضيلةُ سائرَ مَنِ اتّبع هديَه وسار على نهجِه بأنْ حقّق الإسلامَ وصحّح العقيدةَ وقام بالشّريعةِ، وسَلِمَتْ سريرتُه مِنَ الدَّغَلِ والدَّخَنِ، وسيرتُه مِنَ الاضطرابِ والاعوجاجِ، فإنّ الرّعبَ باقٍ في نفوسِ أعداءِ الإسلامِ، والملاحَظُ أنّه بالرَّغمِ مِنْ ضعفِ المسلمين في هذا الزّمانِ إلاّ أنّ الكفّارَ في جملتِهم مرعوبون منهم ومِن عودةِ الإسلامِ، لذلك يحدث منهم الهجومُ الشَّرِسُ على المسلمين بمختلفِ الوسائلِ قصْدَ إبعادِهم عن دينِهم بأيديهم وأيدي بني جلدتِنا، كلُّ ذلك خوفًا ورعبًا مِنَ التّمكينِ للإسلامِ فتتزلزلُ أقدامُهم، قال تعالى: ﴿سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ﴾ [آل عمران: ١٥١].
قال الدّمشقيّ -رحمه الله-: «إنّ هذا العمومَ على ظاهرِه، لأنّه لا أحدَ يخالف دينَ الإسلامِ إلاّ في قلبِه ضربٌ مِنَ الرّعبِ، ولا يقتضي وقوعَ جميعِ أنواعِ الرّعبِ في قلوبِ الكافرين، إنّما يقتضي وقوع هذه الحقيقةِ في قلوبِهم مِن بعضِ الوجوهِ»(٢).
قلت: والظّاهرُ -أيضًا- أنّ الفضائلَ الواردةَ في الحديثِ كلَّها عامّةٌ فيه صلّى اللهُ عليه وسلّم وفي أمّتِه، سواء في سَعَةِ الأرضِ للصّلاةِ وطهارةِ تربتِها، أو في إحلالِ الغنائمِ، أو في الدّعوةِ إلى اللهِ تعالى للنّاسِ كافّةً، ما عدا الشّفاعةَ العظمى فهي خاصّةٌ به دون الشّفاعةِ لأهلِ المعاصي مِنَ الموحِّدين، فهي عامّةٌ له وللأنبياءِ والصّالحين مِن عبادِ اللهِ تعالى.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.
💥 جديد الفتاوى 💥
سئل فضيلة الشيخ فركوس صبيحة اليوم الثلاثاء عن زكاة عروض التجارة وسبب الخلاف فيها وأقوال المختلفين ومناقشة أدلة الفريقين.
فكان مما أجاب به حفظه اللّه:
" أنا لست موسوعة لبسط كل هذا .. لكن أذكر أن سبب الخلاف يرجع إلى الحديث الذي ورد بالنسبة للزكاة.. ولم يذكر فيه عروض التجارة.. وإنما ذكر الأنواع الأربعة التي أخذ بها ابن حزم.. البر والشعير التمر و الزبيب.
وفيهم من وسّع الدائرة.. كالمالكيّة، قالوا أن كل ماهو مقتات ومدخر فهو يعمم... أما الذهب و الفضة فلا يختلف أحد أن فيها زكاة.. هذا أولا.
فالخلاف كما قلت في هل يتوسع في الحكم فينظر إلى العلة أم يبقى في الأربعة فقط وأن عروض التجارة غير داخلة.
السبب الثاني يرجع إلى رافع بن خديج، وقد كان يخرج من عروض تجارته.. أو أمر أن تخرج.. ولكن هذا ضعيف ضعفه الالباني.
الذي صححه الألباني أن ابن عمر كان يخرج من زكاة التّجارة.. ولكن اختلفوا هل كان يخرجها من باب الصّدقة العامّة أم كانت تخرج من باب صدقة الزكاة..
من رأى أن المسألة محصورة في المذكوراة ولم يتوسّع فيها ورأى أن حديث رافع بن خديج ضعيف ورأى أن حديث ابن عمر إنما كان يخرج من زكاة عروض تجارته من باب الصدقة العامة.. قال بأنه لا تجبه زكاة.. إلا إذا أراد أن يخرج الصّدقة المستحبة وليس الواجبة..
ومن قال أنه يتوسّع بحسب العلة فيها و أن الحكمة في أن التاجر أكثر أموالهم في العروض وأنه إذا أقصيناه نقصي شيئا كبيرا من اموال الزكاة.. وإذا قلنا بعدم الوجوب قد يجعل امواله كلها في عروض التحارة فلا يخرجها.. قال بالوجوب. كذلك ماجاء عن رافع بن خديج وإن كان فيه ضعف إلا أنه جاء عن ابن عمر أنه كان يخرجها وعدها زكاة وليست صدقة عامة.. لأنه إذا ذكرت الزكاة لا ينصرف الفهم إلى الصدقات.. بل المقصود زكاة التجارة.
ثانيا ابن عمر كان يخرجها في وقتها ولم يعلم له معارض وكان الناس يعلمون ذلك .. فدل ذلك على أنّ فيه إجماع سكوتي.. الإجماع السكوتي أن يفعل صحابي أمرا مشتهرا ولم ينكر عليه أحد ولم يرد ما يعارض فعله. فدل ذلك على أن أمر الزكاة في عروض التجارة مجمع عليه..
الحاصل فريق يرى بالمنع .. وفريق يرى بالوجوب.. فابن حزم يذهب إلى أنه لازكاة فيها.. وتبعه أقوام.. وقال بهذا الألباني.. وهؤلاء خالفوا مذهب الجمهور.
الذي أعتقده أن مذهب الجمهور عندي أقوى:
أولا عملا بالاحتياط.. وكذلك تقريبا تتكافء الادلة.. والأصل أن يلجأ في هذا الى الإحتياط في الدين.. كذلك من جهة الحكمة التي ذكرت في وجوبها، فعروض التجارة تمثل النصيب الاوفر من مال الغنيّ.. والقول بوجوبه يدعمه فعل ابن عمر وعدم انكار الصحابة عليه وقد كان فعله مشتهرا.. وإن الحديث الآخر ضعيف لكن وجد ما يصحح معناه وهو هذا الفعل.. فعل ابن عمر .. فدل أنّ الزّكاة طاعة وعبادة دل الدّليل على وجوبها.. والعلم عند اللّه. " انتهى كلامه.
قلت في نفسي: بل أنت موسوعة يا شيخ، ولا أراني أغلو إن قلت لا أحد الآن من المشايخ والدعاة يقدر على تقديم مثل هذا العلم دون تحضير مسبق. "
ونقله من مجلسه المبارك
محب الشيخ فركوس
عبدالله آل بونجار.
24 جمادى الأولى الموافق
لـ 26 نوفبر 2024
يونس تباني
مما نُشر في العدد التاسع من مجلة التذكرة فتوى لشيخنا فركوس حفظه الله تحت عنوان (في حكم اهتمام السلفي بالسياسة وتتبع أخبارها) بعد أن طُرح عليه سؤال مفاده: بأن هناك قولا سائدا ومنتشرا عند السلفيين أن (الذي ينبغي على السلفي الابتعاد عن السياسة وعدم الاهتمام بأمورها وترك الكلام في قضاياها، وعدم تتبع أخبارها، لأن غالبها مبني على الكذب والنفاق والمغالطة، ومما هو رائج في الساحة الدعوية أن (من تكلم في السياسة ففي سلفيّته شيء!)
فكان مما أجاب الشيخ أن قال: كونُ هذا المفهوم منتشرا في الناس أو في الشباب السلفيين منهم لا يعني -بالضرورة- صحّته، وإنّما العبرة في القبول والرد بموافقة الأدلة الشرعية ومخالفتها، أما بخصوص هذه المسألة فلا بأس بالاطلاع على مجريات الأحداث السياسية مالم يفض إلى تفويت واجب أو الوقوع في محظور، كما أن العناية بأمر المسلمين والاهتمام بشؤونهم لايلزم منه الاقتصار على تتبع الأخبار السياسية بجزئياتها، دون معرفة ما يترتب عليهم بخصوصها وسائر أمورهم الدينية والاجتماعية، وتحذيرهم من الأخطار والدفاع عن المظلوم ونصرته، وردع الظالم، والاهتمام بشؤونهم الشرعية بمساعدتهم بالمعروف في معادهم ومعاشهم ومواساة ضعيفهم وسد حاجتهم، والحث على التراحم، والتعاون فيما بينهم على البر والتقوى، والحزن لآلامهم، والفرح بأفراحهم، والإسهام فيها بالنصيحة للمسلمين التي تعد من أهم الواجبات والخصال الحميدة، والتواصي بالخير، كله داخل في التواصي بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب القدرة وفي حدود الطاقة بما لا يفضي إلى مفسدة أعظم، فشأن المسلمين أن يعتني بعضهم بما يهم البعض الآخر، ويشهد لهذا مارواه الطبراني عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن لم يصبح ويمس ناصحا لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم) وهذا الحديث وإن كان لفظه ضعيفا سندا ورواية إلا أن معناه صحيح تشهد له أحاديث صحيحة.
ذكر الشيخ حديثي (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم...) بالنسبة للشق الأول من الحديث السابق، وحديث (الدين النصيحة...) بالنسبة للشق الثاني الذي يتعلق بالنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ثم ذكر قول جرير بن عبد الله البُجلي في مبايعته للنبي صلى الله عليه وسلم، وحديث أبي هريرة (إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا) وحديث عبادة بن الصامت في مبايعتهم للنبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره..الأحاديث.
ثم قال حفظه الله: ولا يلزم -من اهتمام المسلم بما يجري حوله ويدور من القضايا السياسة- الانشغال عن واجباته ولا الانخراط في الأحزاب، واللحاق بالعضوية فيها للقيام بالعمل السياسي بحجة التغيير والإصلاح، كونها طريقة غير شرعية مستوردة من النظم الغربية فضلا عن الإدمان على مشاهدة البرامج السياسية، ومتابعة نشرات الأخبار بما فيها من مخالفات شرعية في البث والمحتوى، والتعود المستديم على شراء الجرائد والاشتغال بقراءة الأحداث السياسية والأخبار الرياضية والترفيهية ونحو ذلك، مما يؤدي بطريق أو بآخر إلى هجر القرآن والزهد في الأوراد والأذكار، والعزوف عن مطالعة النافع من الكتب والمجلات، وتضييع الواجبات وحقوق الآخرين، وإنما على المسلم السلفي أن يحيط علما بكل شيء مما يدخل خصوصا في واجباته الدينية والأخلاقية والتربوية والعمل بها من جهة، ويُحرِّزهم من الأخطار المحدقة بهم من جهة أخرى، وليس المعني بذلك خصوص الأخبار السياسية لأن معظمها خال من المعايير الشرعية للثبوت، لاختلاط الحقائق بالأوهام والوقائع بالشائعات، وما ثبت منها من قضايا فلا تستوي في ذلك أهلية المتتبعين لها والمتكلمين فيها في تشخيصها ومعالجتها بالطريقة الشرعية المثلى للتفاعل معها إيجابا وسلبا، بالنظر إلى تفاوت توجهاتهم ومنطلقاتهم ومستوياتهم ومؤهلاتهم، واختلاف درجاتهم ومراكزهم من المسؤولية، ومدى قربهم من الدائرة السياسية وصناع القرار واطلاعهم على خبايا الأمور، والمشتغل بذلك إنما هو من بيده الحقائق ويمتلك القدرة على الإصلاح والتغيير وفق الشرع بمشاركته الفعالة لانكشاف الصواب له، فيكون -غالبا- أبعد عن الخطإ وأكثر تجردا للحق، دون من يتخبط في الأخبار بالتخمين واتباع الهوى والإعجاب بنفسه والحرص على مصالحه الخاصة على حساب المصلحة العامة، ويبادر إلى الإشاعات ونشر الأخبار قبل تحققها، أو يزيد فيها زايادات لا تنفك عن الكذب والإضرار وقد يكون الخبر عاريا من الصحة ولا أصل له من الصواب ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به...) الآية.
في الرد على شبهة أن الشيخ ضعيف في المنهج
السؤال:
عندنا أستاذُ فلسفةٍ في الثانوية مِنْ مدينةِ «عنَّابة» يسأل التلاميذَ: «إذا كان اللهُ قادرًا على كُلِّ شيءٍ فهل يستطيع أَنْ يخلقَ إلهًا أَقْوَى منه أو مِثْلَه؟» فكيف نردُّ عليه؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فالله سبحانه وتعالى قادرٌ على أَنْ يخلق كُلَّ شيءٍ بدون استثناءٍ ممَّا يَسبِقُه العدمُ القابلُ للخِلْقَة، وهو ما يُسَمَّى بالمُمْكِنِ الجائز كالعالَمِ وسائرِ أجزائه، والمستحيلُ لذاته ليس بشيءٍ في الخارج وإنما في الذهن، أمَّا واجبُ الوجود ـ وهو اللهُ سبحانه وتعالى وصِفاتُه الذاتية القائمة به ـ فلا يُوصَفُ بإيجادِ نفسِه وإعدامها، أي: لا يُخْلَق ولا يُعْدَم؛ فهو الموجودُ الذي لم يَسبِقْه العدمُ، ووجودُه مِنْ ذاته لذاته لا مِنْ سببٍ خارجٍ ولا لعلَّةٍ خارجةٍ، وهو مَعْنَى قولِه تعالى: ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ﴾ [الحديد: ٣]، أي: ليس قبله شيءٌ ولا بعده شيءٌ، ولمَّا كان كذلك فلا يجوز أَنْ يُقالَ: إنَّ الله يخلق ذاتَه؛ لأنَّ الخَلْق هو إيجادُ الشيء مِنَ العدم، واللهُ تعالى لم يَسبِقْ وجودَه عدمٌ، كما أنَّ الذي يَقْبَلُ الخِلْقَةَ مُفتقِرٌ في وجوده إلى سببٍ مؤثِّرٍ فيه خارجٍ عن ذاته، وما كان يَسبِقُه العدمُ ويَقْبَلُ الخِلْقَةَ لا يكون مِثْلَ اللهِ ـ سبحانه ـ ولا أَقْوَى منه أبدًا ـ تعالى الله عمَّا يقولون ـ. فقَدْ بيَّن اللهُ تعالى بالدليل العقليِّ استحالةَ وجودِ آلهةٍ إلَّا الله، وهو ما يُعْرَفُ بدليل التمانع في قوله تعالى: ﴿لَوۡ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا ٱللَّهُ لَفَسَدَتَاۚ فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا يَصِفُونَ ٢٢﴾ [الأنبياء]، وقولِه تعالى: ﴿مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٖ وَمَا كَانَ مَعَهُۥ مِنۡ إِلَٰهٍۚ إِذٗا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهِۢ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ٩١﴾ [المؤمنون]، قال ابنُ كثيرٍ ـ رحمه الله ـ: «لو قُدِّرَ تعدُّدُ الآلهةِ لَانْفرَدَ كُلٌّ منهم بما يخلق؛ فما كان يَنتظِمُ الوجودُ، والمشاهَدُ أنَّ الوجودَ مُنتظِمٌ مُتَّسِقٌ، كُلٌّ مِنَ العالَمِ العلويِّ والسفليِّ مُرتبِطٌ بعضُه ببعضٍ في غاية الكمال، ﴿مَّا تَرَىٰ فِي خَلۡقِ ٱلرَّحۡمَٰنِ مِن تَفَٰوُتٖ﴾ [المُلْك: ٣]، ثمَّ لَكان كُلٌّ منهم يطلب قَهْرَ الآخَرِ وخلافَه فيعلو بعضُهم على بعضٍ، والمتكلِّمون ذَكَروا هذا المعنى وعبَّروا عنه بدليل التمانع، وهو أنه لو فُرِض صانعانِ فصاعدًا فأراد واحدٌ تحريكَ جسمٍ وأراد الآخَرُ سكونَه: فإِنْ لم يحصل مرادُ كُلِّ واحدٍ منهما كانا عاجزَيْن، والواجبُ لا يكون عاجزًا، ويَمتنِعُ اجتماعُ مرادَيْهما للتضادِّ، وما جاء هذا المحالُ إلَّا مِنْ فَرْضِ التعدُّد فيكونُ مُحالًا. فأمَّا إِنْ حَصَلَ مرادُ أحَدِهما دون الآخَر كان الغالبُ هو الواجبَ، والآخَرُ المغلوبُ مُمْكِنًا؛ لأنه لا يَليقُ بصفةِ الواجب أَنْ يكون مقهورًا؛ ولهذا قال: ﴿وَلَعَلَا بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ٩١﴾ [المؤمنون]، أي: عمَّا يقول الظالمون المُعْتَدُون في دَعْواهُمُ الولدَ أو الشريكَ عُلُوًّا كبيرًا»(١).
فالحاصل أنَّ قدرة اللهِ تعالى لا تتعلَّقُ بواجب الوجود لأنه ليس بمخلوقٍ، كما لا تتعلَّق بالمستحيلات ولا تَليقُ به ـ سبحانه ـ على جهةِ الفعل؛ لأنَّ المستحيل والمعدومَ ليس بشيءٍ ولا وجودَ له حتَّى يكون مشمولًا بقوله تعالى: ﴿وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرُۢ ١٢٠﴾ [المائدة: ١٢٠؛ وغيرها].
علمًا أنه لا يَمتنِعُ على إرادة الله وقدرتِه شيءٌ على جهةِ العجز، سواءٌ كانَتْ مُمْكِناتٍ أو متضادَّاتٍ أو مُتقابِلاتٍ أو مستحيلاتٍ، وإنما لا تتعلَّق قدرةُ الله بالمستحيلات ولا تَليقُ به مِنْ جهةِ الفعل لأنها ليسَتْ بشيءٍ ولا وجودَ لها؛ فنُثْبِتُ لله سبحانه الإرادةَ والقدرةَ المُطْلَقتين؛ وننفي عنه ما لا يَليقُ به مِنِ اتِّخاذِ شريكٍ أو صاحبةٍ أو ولدٍ أو مُعينٍ.
والأصلُ عدمُ التعرُّضِ لمِثْلِ هذا، وهذا الرجلُ الذي يريد أَنْ يُثِيرَ الفِتَنَ سفسطائيٌّ مُغالِطٌ يُلْقِي الشُّبَهَ والشكوكَ، ويريد أَنْ يُزَحْزِحَ تلامذتَه عن العقيدة السليمة، والواجبُ الحذرُ منه ومِنَ الفلسفة اليونانية ومِنْ أصحابها ومُريدِيها.
والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
آثار العلامة محمد علي #فركوس
مجلس شيخنا العلامة فركوس -حفظه الله- الجمعة ١٤ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
#السؤال:
🎙️حول شبهة أن كل من خالف الشيخ أبا عبد المعز يلزمه الذهاب إليه؛ ومناقشتها ..
#الجواب:
"أولا: ليست العبرة بالأشخاص؛ إنما بالدليل، اعرف الحق تعرف أهله.
الإنسان لما يعرف الحق؛ كيف يعرفه؟!
يعرفه بأماراته، وأدلته، وما يحمله من أدلة، ومعاني، ونور .. فإذا كان هذا قد وصل إلى الدليل؛ واستنار به؛ سواء استنار به سماعا، أو مجالسة، أو قراءة، أو نحو ذلك .. ففي هذه الحال كان ما انتهى إليه، أو درسه، أو سمعه هو الحق؛ يرتضيه، ويعقد قلبه عليه، نظرا لوجود الأدلة التي أقنعته في المسألة، وليس فلان أو علان، خاصة إن كان يعطي الحكم دون دليل، فأنت تتمسّك بالدليل لا بالأشخاص.
ذكرت أنه في منطقتكم يقال أن كل من خالف الشيخ ينبغي أن يأتي ويناقش، نحن ذكرنا الإشكالات في مسألة الإنكار العلني، وقلنا أن في هذا -الإنكار العلني- إذا كانت لا تزال عند الإنسان شبهة تتعلق به؛ فإنه يعمل على إزالتها، وينتقل من الشبهة إلى الحق.
وإذا كان عنده دليل؛ وغيره وقع في شبهة؛ فالأصل أن ينصحه، وقلنا نحن مستعدون للنصيحة إذا كان الغير يعقد قلبه على أننا تمسكنا بشبه، فيأتي؛ مرحبا به، حلقاتنا موجودة، وقلوبنا وأبوابنا مفتوحة، يدلي بما لديه من أدلة، وربما يهدينا في المسألة الصراط المستقيم، ونكون له من الشاكرين، ولم أذكر أن كل من خالف يأتي.
إن هو تعلّق بشبهة؛ لأن غالب من يأخذ من أفواه الرجال دون مناقشة، أو رؤية تفحصية .. يبقى موقفه سطحيا؛ غير معمّق، فتأتي أي أمارة، أو دليل بعيد أو قريب؛ يعمل له تشويشا في مواقفه، وتجد كثيرا يأخذون عن الغير مثل الأبناء من الآباء، كالإسلام الوراثي؛ يأخذ الغثّ والسمين، والصحيح والفاسد .. وهذا الطريق لا نرتضيه.
كما يأتي أحد من بعيد ويقول أنا أخالف فلانا، ولا أرى أن المسألة التي قالها كذا ..
تخالف مرحبا، لكن إذا كان عندك دليل مغاير لهذا، وليس من أجل المخالفة فقط، أو وجود دليل صرفك؛ ائتنا به، ربما يكون طيبا فنمشي معه كلنا.
في المسألة -الإنكار العلني- أمر بسيط جدا، وهو أن فيه أحاديث تذكر السر، وأخرى تذكر الجهر في الإنكار، وفي الجهر (العلني)؛ الصحابة منهم معاوية -رضي الله عنه- وكان على رأس الدولة آنذاك، وخطب فيهم، وقال: (المال مالي ..)، وانتظر من ينكر عليه ولم ينكر أحد، وفي الجمعة الثانية نفس الشيء، وفي الثالثة قام رجل وأنكر عليه، فحمد الله، لأنه أحس أن الحديث يشمله، وهو الذي رواه، (يكون أمراء يقولون فلا يردّ عليهم ..) الحديث.
إذاً هذا قال (الحديث) أمراء لا يرد عليهم، وبيّنه معاوية -رضي الله عنه- وهو كاتب الوحي بيانا شافيا بفعله، فالصحابي إن بيّن بفعله؛ يقول بمفهومه، ويترجمه بعمله.
وهناك حديث ابن عباس -رضي الله عنه-، وحديث: (خير الشهداء حمزة .. ورجل قام إلى إمام جائر فأمره، ونهاه، فقتله) الحديث، وأحاديث أخرى تنصّ على أن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر.
كيف نتعامل مع هذه النصوص؟!
وتأتيك آثار الصحابة، وإنكار أبي سعيد، وعائشه، وابن عباس .. رضي الله عنهم، وابن عباس الذي روى الحديث ينكر على علي ..
إذاً كناظر في هذه النصوص؛ هل نترك البعض ونقول سرا فقط؟! أو نقول جهرا فقط؟! أم نجمع؟!
الجمع أولى من الترجيح كما هو معلوم في القواعد.
• أما أن تذهب إلى السر فقط؛ فتقضي بأن الصحابة أخطؤوا، وما يمكن هذا.
• ولا يمكن ادّعاء الإجماع، فإذا اختلف الصحابة -رضي الله عنهم- على قولين؛ لا يُجمَع على أحدهما.
قلنا: من له شبهة يأتي ويناقش، ويزيل عنا أو نزيل عنه الشبهة، ونجتمع على قلب رجل واحد.
لكن لما يكون الغموض؛ واحد يؤوّل، والآخر يقول صكوك الغفران، وغير ذلك .. فهذه زيادة كلام -وإن قال ما قلتها-، نعم هكذا تُرى المسألة."
الشيخ فركوس شئتم ام أبيتم سيبقى في التاريخ و أبرز ما قام به تصحيح المسار السلفي و تجديد المسائل الشرعية و نزع المشيخة عن المتآكل بالدين و عن المتشيخ بالتقليد
والقضاء على التعصب المذهبي و التقليد الأعمى و الطاعة المطلقة للولاة على حساب الشريعة و الدين .
أما الإخوة الواضحين فهم جزء من هذه الدعوة المباركة من خلال نشرهم لهذا الخير و احترامهم للعلماء و الأخذ بنصائحهم و توجيهاتهم و معرفة قدرهم و قدر من حافظ على منهج السلف الصالح .فهنيئا لهم فليسبشروا خيرا .
وأما الصعافقة لم يكن لهم نصيب من هذا ولم تكن لهم قدم صدق في الدعوة السلفية في الجزائر و إنما كانوا عبئا على عالمنا و شيخنا و كانوا قطاع طرق في الساحة الدعوية لم يدركوا أنهم يواجهون جبلا من العلم قائم بإذن الله تبارك و تعالى . قالى تعالى ( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) .
يوسف شريط المستغانمي
• يجب أن يتحلّى بالصبر على أذى الناس، وعلى الكلام .. ولا يكون ذاك مثبطا له؛ ثم يتقهقر، أو يميل إلى الشهوات ثم يتقهقر.
في الطريق تأتيه عوارض شهوانية، وإذاية الناس له .. فطريق العلم ليس مفروشا بالورود، وهو طريق يحتاج إلى مجاهدة، وصبر، وصدق مع الله، وحفظ، ومراجعة .. والحديث على هذا يطول.
دائما أقول:
يبتدئ بالأهم، فالمهم، فدونه.
الضروري، فدونه، يبدأ بالضروريات الواجب معرفتها، ثم الحاجيات، ثم الكماليات.
- يبدأ بعلوم المقاصد (التوحيد والفقه)، ليعتقد اعتقادا صحيحا، ويوجّه عبادته لله وحده، وتكون سليمة، فيعرف المعبود الحق، لأن في الدنيا معبودات كثيرة، فلابد أن يعرف الله تعالى بأسمائه وصفاته، وأفعاله، وقد دلّ على نفسه تعالى في القرآن الكريم، وفي سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وأنه ليس كمثله شيئ .. فيعرف هذا ليوجّه العبادة لله وحده، ولا يخلطه مع الآلهة الباطلة حتى في التسمية.
فبعضهم يترجم اسم الله (ديو أو ڨود)، هذا لا ينبغي، فالنصارى عندما يقرؤون هذا ينصرف ذهنهم إلى إلههم الثالوث؛ الأب والابن وروح القدس متمثل في واحد، ويقولون نعبد ربا واحدا لكن يتجسّد في ثلاثة، مع اختلافهم هل الأب أقوى أو الابن أو يتعادلان .. وهذه كلها باطلة، فيجب أن تقول (الله)، وعندما يقرؤون هذا يعرفون أنه إله المسلمين جميعا.
- يجب أن يهتم بعلوم المقاصد من غير ترك لعلوم الوسائل، فيجعل الحجم الساعي في الطلب الأكبر لهذه (علوم المقاصد)، كما قال ابن قدامة في مختصر المنهاج: الرجل إن كانت تحته عقارب فلا ينبغي أن ينشغل بهش الذباب عن وجهه ..
فقد يعرف الأخلاق السيئة، ولا يضع شيئا في قارعة الطريق، وغير ذلك .. لكن تحته شركيات، وضلالات جالس عليها، بم يبدأ؟!
يبدأ بإزالة العقارب هذه، لأنها إن ألقت سمّها يتلّوث الإنسان من الناحية التوحيدية بالشرك والضلال، والأخرى تأتي تاليا.
#لهذا_قلت:
يختار الرفقة الصالحة، لأنه عندما يذهب مع جماعة غير صالحة سيضيع، فتجد أولادا صغارا مع الزوايا الطرقية، والتصوف .. يتعبّد إلها آخر، ويعتقد عقيدة الحلول والاتحاد، وغيرها من الأمور، ويتعلم العقيدة الأشعرية والمعتزلية في تجريد الله من كافة الصفات، وعدم إثبات صفات الأفعال الاختيارية لله تعالى، فيجرده من صفات الأفعال، ثم في صفات الذات يثبت سبع صفات فقط، والأخرى لا يثبتها، ويجرّده من هذا، وهذا في اتّجاه النفي، والله تعالى قال أنه سميع بصير، وهو يقول لا يسمع ولا يبصر؛ كالمعتزلة والجهمية، والأشاعرة، يثبتون الكلام لكن يقولون أنه نفسي أزلي بلا صوت ولا حرف، ويقولون أن القرآن عبارة عن كلام الله لا كلامه، فتصبح تشك حتى في القرآن.
فمع من تذهب في البداية؟! كثير من الشباب ذهبوا إلى الزوايا، وكثرت التلبيسات ..
لابد أن يسأل الله تعالى أن يوفقه، ويهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه، ويهديه إلى صراط مستقيم.
تجد شبابا قد لا يعرفون، ويظنون أنهم سلكوا مسلكا صحيحا، حفظوا القرآن لكنه حجة عليهم، ونحن نريد أن يكون حجة لهم.
(ثم ذكر الشيخ قصة إمام جاء يصلي عندهم في زمن ما ..)
٤٠ سنة لم يطلب علما، ولم يعرف الحكم .. وإن كان مالك يرى صحة الصلاة هناك شرط أن لا يعتقد في القبور، أما إن اعتقد فيها فإجماع المذاهب الأربعة لا تصحّ صلاته، كمن اعتقد البركة فيها مثلا ..
يمكن للإنسان أن يدرس هذه الأمور؛ وفي دراسته هذه المسائل يدرس أضدادها.
• تدرس شروط لا إله إلا الله؛ فتعرف نواقضها. وكم من يأتي بشروطها ويقع في الناقض وهو لا يدري.
• كذلك إذا تعلّم السنة؛ يعرف الضدّ كي لا يقع في البدعة.
• إن عرف الأخلاق الحسنة؛ يعرف ما يضادّها.
يتعلّم العدل في القول، ويعرف ما يضادّه من الظلم.
يتحلّى بالحلم، ويعرف أن الغضب لا يجوز، فالحلم خُلق يحبّه الله تعالى، فيكظم غيظه؛ إلا إذا انتهكت حرمات الله، وهذا استثناء من الأصل.
إذن يعرف الضدّ حتى لا يقع فيه.
يكون صادقا؛ فلا يقع في الكذب.
تجد أضدادا عديدة، فالحق واحد، والباطل عديد.
الله تعالى واحد، والآلهة الأخرى كثيرة.
الصدق واحد، أضداده الكذب، وهو على أنواع: الكذب العقدي (النفاق)، والكذب باللسان، والكذب بالفعل، وبالحال (فالمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور)، وبالتزوير، وبالغش .. كلها كذب، لأن فيها إخبار على خلاف الواقع، والصدق واحد.
الأضداد لابد أن يعرفها، ويقي نفسه منها، وهذا ليصل إلى مرتبة التقوى، وإمامة المتّقين، وهي مطلب عباد الرحمن: {واجعلنا للمتقين إماما} الآية، فإمامة التقوى يتنافس عليها الإنسان في العبادة والخلق .. {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} الآية، فيسأل الله تعالى أن يوفقه ليحوز إمامة المتقين، بمعنى يتقدّمهم في التقوى والصلاح، وينظر دائما أين محلّه من حيث العمل.
تارة تأتيه رياح من هنا، وصدود من هنا .. وهذا داخل في تعلّم الصبر على العبادة، والصبر على الأمر والترك، والصبر على البلاء، وعلى إذاية الناس .. فهذا مأمور به، وفيه آيات تُشيد وتُنوّه بالصبر."
#جديد_مجالس_العلم_القبية
مجلس شيخنا فركوس -حفظه الله- الإثنين ١٤ صفر ١٤٤٦ هـ
#السؤال: ما نصيحتكم لطالب علم في بدايته؟!
#الجواب:
#أولا:
في البداية؛ الإنسان يختار الرفقة الصالحة التي تحثّه على العلم وطلبه، خاصة إذا كانت هذه الرفقة ممّن يسلكون نفس الطريق.
ثم اختيار الجهة التي يمكن أن يجد فيها غايته في الارتقاء في العلم؛ سواء النظامية، أو جهة تعليمية يستطيع فيها تحصيل العلم بالصورة الصحيحة، أو حلقات في مساجد عدة، ويتنقل ..
مع أنه يخصص جزءا من وقته لحفظ كلام الله، ولمعرفة المبادئ من كل علم، ما يمكّنه بتحصيل أوائل العلوم هذه أن يُكوّن قاعدة؛ من خلالها يرتقي، لأن كثيرا يأخذون من العلوم في وسطها أو آخرها، وأبجديات ومقدمات العلوم ليس لهم فيها علم.
#الأصل أن يبتدئ بهذه الأبجديات في كل علم:
#سواء_المصطلح:
فيعرف معنى الحديث المتروك، والمدرج، وغيرها .. كتعاريف فقط؛ وأمثلة (مثال واحد يكفي)، حتى يفهم ما معنى هذا الكلام، ويعرف الحديث الصحيح، والصحيح لغيره والحسن، والحسن لغيره ..
#في_الأصول:
يعرف أقل ما قيل؛ القياس الشرعي، والتمثيلي، البرهاني، اللغوي، ويعرف معناها، ويأخذ معنى الحكم الواجب، والمندوب، والحرام، والمكروه، والمباح، ويعرف السبب، والشرط، والمانع.
يعرف أبجديات في أوائل العلوم جميعا.
#في_اللغة:
يعرف النحو، والصرف، وغيرها .. يأخذها حفظا وفهما بالأمثلة.
• ثم ينطلق منها إلى تكوين نفسه في علم العقيدة والفقه، ولابد أن يعتني بثلاثة أمور أساسية:
يعتني بالتوحيد، والسنة، والأخلاق، وهو ما يرشد إليه الكتاب والسنة.
يتعلّم هذه العلوم من جهة، ويحاول أن تكون أخلاقه التي تعلمها ليست لمجرد تعلّمها، بل الواجب أن تتجسّد في عمله، ويتحلّى بها، ويتأدب بآداب وتعاليم الشريعة عموما وأحكامها؛ حتى يكون مسلما بمظهره ومخبره، لا تجده في لباسه شيء؛ وتصرفاته وأخلاقه شيء آخر، فلابد من تجانس بين المظهر والمخبر، يكون ليله كنهاره.
تجد ربما أناسا ينشغلون بالعلم؛ ينقصهم الآداب، آداب المحادثة، وآداب المجالس، والسفر والطعام، والنوم وإكرام الضيف، وغيرها .. لا يعرفها، كذلك الآداب مع الوالدين والأقارب، ومع الزوجة وغيرها .. فهذه يتعلمها.
#مثلا آداب الطعام فيها أحاديث، كقوله -صلى الله عليه وسلم-: (يا غلام سمّ الله، وكل بيمينك ..) الحديث.
فلا يأكل ولا يشرب إلا بعد الاستعانة بالله، ويأكل مما يليه إذا كان هناك من يأكل معه؛ ولا تطيش يده إلى الجهة الأخرى، ويأكل بيمينه؛ كما يعطي ويأخذ بها.
أعطيت مثالا بالطعام؛ (كل بيمينك، واشرب بيمينك ..) الحديث، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله ..
الآداب في الجملة فيها مخالفة للشياطين عموما.
وهناك أيضا إذا فرغ من الأكل يلعق أصابعه، وكما ابتدأ بالبسملة وفرغ من الأكل فإنه يحمد الله تعالى؛ حتى يكون شاكرا لأنعمه، ويعلم أن الطعام الذي يأكله لا يتقوّى به على فعل المنكرات، بل يتقوّى به على الطاعات، وطلب العلم .. فلا يأكل ليعصي الله، وليذهب إلى أماكن العصيان.
• تعلّم الآداب أمر أساسي ليكون دائما مع الله تعالى، والأصل أن الإنسان خُلق في المعمورة لعبادة الله تعالى، يجعله دائما معه؛ في حلّه وترحاله، وإقامته وسفره، وبيته وخارج بيته .. دائما مع الله تعالى، إذا صعد يكبر، وإذا نزل يسبح، يفكر هل دخل وقت الصلاة أو لا ليصلي، ويراقب نفسه، ويحاسبها إذا أخطأ، ويجاهدها على التقوى والعمل الصالح.
• لا يكفي العلم وحده، إنما العمل بعد تحصيله، فلا يحصل جانبا دون آخر، يكون العلم ضمن دائرة الأخلاق، لكن أن يطلبه للشهرة فمردود عليه.
• ولابد من الإخلاص، فيعرف أحكام الشرع الّتي كُلّف بها، ثم يعمل بما تعلمه، وينشره إذا توفرت فيه القدرة لذلك، فالطلب والعمل والدعوة؛ يكون في سياج الإخلاص لله تعالى، لا أن يأخذ صورة إنسان ليصبح معروفا، فهذا يخدش في الإخلاص، ويجب أن يكون مخلصا حتى يوفقه الله تعالى في هذا الباب.
• ويتحلّى بخلق الصدق، فكما يستمر في صلاته وعبادته؛ كذلك يستمر في العلم، فالعلم ضمن العبادات، فلابد أن يكون صادقا، ولا يقول وصلت، ولا أطلب، ولا أحتاج إلى أحد، وصلت الذروة .. بل يكون كما قال الإمام أحمد -رحمه الله-: (من المحبرة إلى المقبرة)، يبقى دائما طالب علم، لأنه فوق كل ذي علم عليم، ويبقى دائما في الارتقاء ..
والإنسان في طريقه هذا يجد المناوئ، والشانئ، والمثبط، والحسود، وأنواعا من الناس .. خاصة إن حباه الله بمميّزات ذهنيّة؛ كقوة الذاكرة، والذكاء، وسرعة الفهم، وسرعة البديهة -كما يقال-، وبعض الميزات الأخرى .. فهذا بحسب طاقته وقوته يذهب إلى أبعد الحدود، فتجده فاق أقرانه، لهذا تجد في الطريق هذا.
?
نُقل للشيخ فركوس حفظه الله أن أحد الإخوة من طلبة العلم قال فيه كلمة سيئة، فكان مما أجاب به الشيخ حفظه الله:
«...قل له يأتي ونرى أين يكمن المشكل وانتهى، لا نّضيّع الناس خاصةً من أفنوا جزءا من حياتهم في الطلب وارتقوا في مدارج العلم وأحضروا شهادات ولهم شهادات طيبة، نستثمرهم في الخير مادام بذرة طيبة، لِمَ نحاول إبعادهم عن الطريق!؟ كما قيل: أنا ومن بعدي الطوفان، ليس لزلة تضعه في الهامش، ممكن زلة لسان....ليس لنا مثل السّوْء وهذا مثل سوء لآخرين....»
الجمعة ١١ صفر ١٤٤٦ هـ الموافق لـ: ١٦ أوت ٢٠٢٤
- ما حكم العمل في الشرطة أو الجيش في الزمن الذي لا يُطبق فيه شرع الله..؟؟ "
#الجــواب "⤵️
- قال فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله :
- ننصح كل مسلم يخشى الله عز وجل ويتقيه أن لا يوظف نفسه في مثل هذه الوظيفة بخلاف من كان مضطراً كما هو الشأن بالنسبة لبعض الدوائر كالجندية مثلاً، فهذا له حكما آخر، أما أن يختار المسلم أن يكون جندياً أو شرطياً وفيه مخالفات شرعية، فذلك مما لا ينبغي للمسلم أن يوظف نفسه فيه، أولاً: لقوله تبارك الله وتعالى في الآية المعروفة: { ولا تعاونوا على الإثم والعدوان }، وثانياً: لأنه قد جاءت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تنهى المسلم أن يكون في الزمن الذي لا يُطبق فيه أحكام الشرع الحنيف أن يكون شرطياً أو أن يكون جابياً أو نحو ذلك من الوظائف التي يكون فيها المُوظف محكوماً أن يعمل خلاف ما أمر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ."
? سلسلة الهدى و النور ( 635 ) ."
القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75
Last updated 1 year, 3 months ago
القناة الرسمية لشبكة ملازمنا كل مايحتاجه الطالب.
((ملاحظة : لايوجد لدينا اي حساب تواصل على تلكرام ولا نقوم بنشر اعلانات في القناة))
Last updated 1 day, 5 hours ago