النملُ يأكلُ الزّمن. يشكو صديقي من ضياع الوقت. في البدء كانت الثواني تختفي، وتبقى تلك الفجوةُ في الزّمَن والوعي والذاكرة. حتى لمحَهم ذات مرّة؛ كتيبة نملٍ تتسرّب تحت غِطاءِ الضّوء، بطونها متخمةٌ بالثواني. مع تكرار الأمر كانت كتائب النمل تتمدّد، والفجوات تتّسِع. سقَط صديقي في إحدى الفجوات ولم يعُد. لكنّه لا زال يراسلني عبر جدارٍ يفصلُ بين فجوَتي وفجوته.
..
ربّة النمل - 20 أغسطس 2016م

الان... زلزال بقوة 5.1 درجة يضرب الاراضي السورية.. مركزه شرق حماة وحدث على عمق 10 كم تقريبا.
هذا الزلزال الثاني الذي فاقت قوته حاجز 5 درجات خلال اقل من اسبوع في نفس الموقع مما يؤشر الى وجود نشاط زلزالي مستمر في المنطقة.
والله اعلم
المهندس احمد العربيد
المركز العربي للمناخ

من زمان وأنا حابب أرحّب - بس بأنسى- بالرفاق المغاوير المجهولين - النواشف والملبن- من الوحدة 8200 والموساد، المشرًفين في القناة عندي وفي قنوات وجروبات الكثير من الأصدقاء.
أتمنى تكونوا مبسوطين معانا.

مجددُا، الإيمان مغامرةٌ جريئةٌ شجاعةٌ عالية المَخاطر، حافلةٌ بالعقبات والتهديدات التي قد تخلخله، ولا تخلو من المراجعة والفلترة والتمتين، من لحظة اختيارك للتصديق بالغيبيات والسرديات، مرورًا بالتزامك وتعهّدك لهذا الاختيار، واحتمالك للنوازل والكوارث وفقًا له، وصولاً إلى ترسيم وجهتك لما بعد الحياة.
والحكمة لم تكن أبدًا مجانية. ولا شرفَ أو كرامةَ من دون ثمن. والخنوعُ المستميتُ لا يتأتى إلا من نفسٍ وضيعةٍ منكسرةٍ تعلم أنها ملعونةٌ بهذا الانكسار إلى الأبد.

وحقّ لمثلي ألا يُسأل، فإن سُئل تعين عليه ألا يجيب، فإن أجاب ففرضٌ على السائل ألا يَسمع منه، فإن خالف باستماعه ففريضةٌ ألا يكتب ما يقول، فإن كتبه فواجبٌ عليه ألا ينظر فيه، فإن نظر فيه فقد خبَط في عشواء.
..
أبو العلاء أحمد المعرّي – رسالة الملائكة

والله باتكسف فعلاً لما باتابع تفاصيل الإجراءات الاحترازية والطوارئ اللي بتحصل في إسرائيل. دولة مؤسسات ومنظومة عمل محكَمة فعلاً غير أغلب الدول المحيطة بيها. هذا التفوق المعجون في الإجرام هو مزيج شيطاني فريد.

النموذج الذي قدمه الإسرائيلي عبر جعل غزة عِبرة على المستوى المحلي، هو ذاته ما ينتوي الإسرائيلي وحليفه الأمريكي تقديمه إذا اقتضى الأمر، عبر جعل لبنان عِبرة على المستوى الإقليمي، وقد صرحوا بهذا بشكل واضح وصريح أكثر من مرة، ويبدو أن الدعوات الملحة للرعايا الأمريكان لمغادرة لبنان بأي وسيلة وفي أسرع وقت، ومع الحشد التسليحي الجوي والبحري، فهناك نية حاضرة بالفعل نحو هذا السيناريو.

إذا كان الحزب، ومن خلفه محور المقاومة بقيادة إيران، يدركون هذا جيدًا، فلا بديل أمامه عن الجاهزية لحرب شاملة فورية، وهو ما قد يحدث مع أقل خطأ في الحساب الاستراتيجي لأي طرف من هذه الأطراف.

بينما الناس منتظرين ومتندرين على الرد الإيراني، مهم التنبيه على إن الإيراني الآن في وضعية حرجة حساسة جدا ومصيرية وعلى الحافة؛ التسلسل دة على بعضه من ٧ أكتوبر هو ماكانش مستعد ليه لأنه جاء سابق لأوانه بعامين على الأقل - والقسام هو الذي ورطه في هذا المأزق بسبب رعونة إستراتيجية على عدة مستويات وحرق عليه مراحل ضرورية-، والإيراني فعليا ليس أمامه خيار الآن سوى تصعيد الردع التقليدي أو الخضوع إذا لم يتمكن من تحقيق ذلك.

الانخراط في معادلة ومتتاليات الردع التقليدي، صعب ودقيق وشديد الوعورة والخطورة؛ لأنه يستلزم منك مع كل خطوة تصعيدية إنك تكون جاهز تماما لشن حرب شاملة كبديل فوري حاضر وجاهز. الإسرائيلي حاليا بيقول إنه جاهز لدة ومدعوم دعم هائل؛ مدى جاهزية الإيراني بشكل كافي لهذه الخطوة ومتتالياتها هو ما سيحدد مصيره في توازن القوى في الإقليم.

في أول تعليق، لينك تسجيل مكثف كنت تناولت فيه سياق الردع التقليدي بين الإسرائيلي والإيراني، على إثر عملية الوعد الصادق في إبريل/شوال الماضي، لو حد حابب يستوضح تفاصيل أكتر.

إيران كانت اختارت يوم 5 شوال للرد على اغتيال قيادات الحرس الثوري في سوريا؛ لأنه اليوم الموافق لذكرى غزوة الخندق.
احتمال يختاروا يوم 3 أغسطس للهجوم المرتقب ردا على اغتيال هنية؛ لأنه المعاد اللي كان حدده هنية نفسه قبل استشهاده، كيوم عالمي لنصرة غزة.
ولو ماكانش، فاليوم اللي هيختاروه غالبا هيكون مزامن لذكرى أو مناسبة ما ذات دلالة.

الإصرار والتربص الإسرائيلي على إثر حادث مجدل شمس، والتلميحات إلى عملية محدودة في شكل ضربات غير مسبوقة لكن لن تصل لمستوى الحرب، وأن الردود المتبادلة لن تتجاوز عدة أيام.. هذا السياق يبدو لي سياقا تجريبيًا في المقام الأول؛ القصد منه اختبار كفاءة نوعية جديدة من الأسلحة والذخائر وقدراتها التدميرية العالية، إلى جانب بعض الأغراض الأخرى بالطبع.
لكن في الجهة المقابلة، الحزب أمام اختبار حقيقي لمصداقيته؛ فقد أكدوا مرارا خلال الشهور الأخيرة "عملية صغيرة مثل عملية كبيرة.. أي رد منا سيكون حربا شاملة".
خلينا نشوف.