الطاقة التي يُمدّ بها القرآنُ أصحابه الأوفياء: لا تنضب ولاتنفد.

طاقة عجيبة تعينك على تحمل آلام الطريق ومشقة المسير.

(ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)

د. أحمد عبد المنعم

طوبى لمن فقه مراد الله منه، فجعله نُصبَ عينيه في طلبه للعلم، وحضوره لمجالسه، واختياره لبرامجه، وشرائه لكتبه، فقدّم مراضيَ الله على هوى نفسه؛ فإن لأهواء النفوس نصيبًا خفيًّا في العلم وطلبه.

فإن وجد طالبُ العلم في نفسه غفلةً عن هذا القصد، أو جهلًا بسبيل الوصول إليه من خلال العلم؛ فليقف مع نفسه وقفة عاجلة، وليراجع سيرَه من فورِه، ولا يغتر بما يراه مِن حوله.

وقفة صادقة في سيره يفوز بها بخيري الدنيا والآخرة!

كنت أظن أن سورة الأنبياء ستحدثنا عن بطولاتهم وجهدهم فقط، ولكني رأيت فيها احتياج الأنبياء لربهم وافتقارهم إليه.

رأيت احتياجهم له سبحانه في كل شيء؛ في النُصرة والتوفيق والفهم والشفاء والإنقاذ وإصلاح الحال ووهب الذرية.

نعم، ذكرت السورة أنهم كانوا عابدين خاشعين فخصّهم الله بالعطاء.

• د. أحمد عبدالمنعم |

﴿ ‏وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾

في ظل هذه الأحداث
على المسلم أن يُوَطِّد علاقته بالقرآن
في القرآن نَجِد العزاء
البيان
الثبات
الصبر
الطُّمأنينة
تعزيز الإيمان
بُشرىٰ النصر.. '

سُبحانك اللهم وبحمدك نستغفِرُك ونتوبُ إليك.

“لا تترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه، لأن غفلتك عن وجود ذكره أشد من غفلتك فى وجود ذكره. فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود يقظة، ومن ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور، و من ذكر مع وجود حضور إلى ذكر مع غيبة عما سوى المذكور وما ذلك على الله بعزيز”

― أحمد بن عطاء الله السكندري, الحِكم العطائية

أَكملُ الرَّاحة: ما كانَتْ عن كدِّ التَّعب،

وأعزُّ العِلمِ ما كانَ عن ذلِّ الطَّلب.

مع كثرة الملهيات والمشتتات والانغماس في شهوات الدنّيا، تذكّر أن عملك الصالح هو الذي سيبقى لك ..
‏صلاتك وأذكارك...
تلاوتك للقرآن وصدقاتك..
خلواتك مع الله..
ودمعة خرجت من عيناك خشيةً لله ستبقى لك وستنفعك في قبرك حين تبقى وحيدًا!
فلا تستثقل التسبيحة فوالله ليأتي يوم وستتمناها ولن تستطيع أن تتزوّد بها!

ابدأ يومك بنيّة صادقة مع اللّٰه،،
وتعاهد وردك ولا تهجره🌻

لا يُؤدي صلاة الفجر ⁩في وقتها إلا من أرآد الله تعالى به خيرًا في دُنياه وآخرته .

- هنيئًا لكُم يا أهل الفجر.

سورة البروج..

سبحان الله كأني رأيتها رأي العين في فيديو حرق الخيام بإخواننا وهم أحياء
لوهلة كأن قلبي قبض من كمية العجز الذي نحن فيه ثم تأتي آيات السورة لتُثبّت وتُطبّب القلوب..

" قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ" من هنا يأتي النصر.. الأخ شعبان هذا الخلوق المتفوق الحافظ لكتاب الله الذي استشهد مع أمه وهو ثابت على عقيدته.. هذا هو النصر بعينه إن كنا نعقل

"وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ"
العزيز الذي يُغلَب ولا يُغالَب.. القادر على قهر الظالمين ونصر المؤمنين سبحانه وتعالى وهذا رجاؤنا فيه
الحميد؟ لِمَ جاءت في هذا السياق؟.. كيف لا يُحمد على تثبيته للمؤمنين رغم أنهم يُحرقون!.. ثبّت أصحاب الأخدود من قبل ويثبت إخواننا الآن ونرى ذلك بأعيننا رأي العين.. فله الحمد.

" وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ"
بلسمٌ للقلوب..
وكأنها نداء يا كل من قُتل أو حُرق أو أُصيب أو ظُلم أو جاع.. الله على كل شيء شهيد.. يا شعبان يا من أُحرقت أمام الكاميرات والعالم أجمع.. الله شهيد.

" إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا"
احذر أن تكون ممن دخل تحت هذه الآية بكلمة سوء أو تقصير أو خذلان بشيء تستطيع القيام به ولا تفعل.. بنسيانك لإخوانك وكأنهم على كوكب آخر وتعود لحياتك كأن شيئاً لم يحدث

"فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ"
ما تراه الآن ليس النهاية هناك مشهد آخر يُصوّره لك القرآن ليثبتك به.. هؤلاء سيُحرقون طال الزمان أو قصر.. سيُخلّدون في جنهم إلى أبد الآبدين.

وعلى الجانب الآخر "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ "
غمسة واحدة ستنسيك كل ما مر بك.. فأبشر ربح البيع والله ربح البيع

ونختم بالآية التي حق لنا أن نقيم بها الليل كله..

إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ

والتدبرات كثيرة جدا في السورة..

نسأل الله العظيم أن يرينا بطشه وعذابه فيهم وأن يثبت إخواننا وأن يفرج عنهم وينصرهم ويسدد رمي المجاهدين ويغفر لنا تقصيرنا وعجزنا

#آيات_تجلت
#ثبت_بالقرآن_قلبك
.