مَن اجتمع معك على الدنيا؛ ولو خالط ذلك شيء من الدين؛ سيوليك ظهره حين لا يجد منك مصلحة وأنت في كرباتك؛ وسيوليك ظهره عندما تتيسر له الدنيا مهما أحبك؛ فيركض إليها ويذرك في كرباتك بل ويعايرك
أما من اجتمعت معه في الحب في الله؛ والله لو عصفت بكما الدنيا لوجدته خير معين، فإن كان في كرب وكنت في كرب واساك وصبرك، وثبتك بأمر الله تعالى، وإن يسر الله له وأنعم عليه وما زلت في كربك واساك بما أنعم الله عليه كأنه لك

بئس الحب ما كان للدنيا، والوجاهة، وصحبة فلان المعروف، وتعزيز لعقدة نقصك بمرافقة علان المرموق
ونعما الحب في الله، وجبت به أعلى مكارم الآخرة، ونعيم الدنيا، والاطمئنان.

نتعب هنا معًا، على الأقل لا نشقى هناك أيضًا.

نتشبّث بما نعرف من فناء الألم في الجنة، ونعيم غير منتهٍ، ووجودٌ دائم، لا هم ولا وصب ولا نصب.

‏عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها قالت : يا رسول الله أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدر ما أدعو؟ قالَ : تقولين اللَّهم إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفو فاعفُ عني .

يا لطيف يا الله
كن لأهل غزة، انصرهم، واجبرهم

ليس لها من دونك كاشفة يا رحيم

اللهم انصر مجاهديهم على الصهاينة الخنازير، وملكهم أكتافهم
اللهم فرِّج عن معتقليهم ومكروبيهم
اللهم اشفِ جرحاهم ومرضاهم
اللهم أطعم جائعهم
اللهم آوهم وصب الدفأ عليهم وعلى أطفالهم

اللهم وصبَّ النار والحميم على مَن خذلهم وكان بوسعه أن ينقذهم.

لا أرى شبهًا في الوهن الذي أصابني إلا مقولة الشافعي لصاحبه : لا تغفل عنِّي فإني مكروب

عن أنس بن مالك قال :« كان رسُول الله ﷺ ربعةً ليس بالطويل ولا بالقصير، حسنَ الجسم وكان شعرهُ ليسَ بجعدٍ ولا سبطٍ أسمر اللون إذا مشى يتكفأ .»

عن البراء بن عازبٍ قال :« ما رأيتُ من ذي لِمَّة في حلة حمراء أحسنَ من رسُول الله ﷺ، له شعرٌ يضرب منكبيه، بعيدُ ما بين المنكبين، لم يكن بالقصير ولا بالطويل .»

كان علي إذَا وصف رسول الله ﷺ قال :« لم يكن رسول الله ﷺ بالطويل الممَغط ولا بالقصير المتردد وكان رَبعةً من القوم، لم يكن بالجعد القطَط ولا بالسبط كان جعدًا رَجِلا ولم يكن بالمطهَّم ولا بالمكلثم وكان في وجهه تدوير، أبيض مشرَّبٌ، أدعج العينين، أهدبُ الأشفار، جليل المشَاشِ والكتد، أجرُد ذو مسرُبةٍ شثن الكفين والقدمين، إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صببٍ وإذا التفت التفت معا، بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيِّين، أجود الناس صدرًا وأصدق الناس لهجةً وألينهم عريكةً وأكرمهم عشرةً، من رآه بديهةً هابه ومن خالطه معرفةً أحبه، يقول ناعته : لم أرى قبله ولا بعده مثله .»

عن جابر بن سمرة :« رأيتُ رسُول الله ﷺ في ليلةِ إضحيانٍ وعليه حلَّةٌ حمراء فجعلتُ أنظر إليه وإلى القمر فلهو عندي أحسنُ من القمر .»

سأل رجلٌ البراء بن عازبٍ :« أكَان وجهُ رسول الله ﷺ مثل السيف؟ قال : لا، بل مثل القمر .»

اللهم صلِّ وسلم وبارك على صاحب الحُسن أجمع ولا تحرمنا شفاعته وجوارهُ في الجنَّة

اللهم بما علمتنا المعلمة مريم الأدب والحب مع النبيِّ ﷺ فرج عنها ما هي فيه ولا تحرمنا إياها ومن سرد الأحاديث عليها وختم الصحاح بحضورها

يارب!

"إِنِّيَ أَخافُ أَن يَمسَّك عذابٌ منَ الرَّحمن"

‏تِلك هي المحبَّة الصَّادقة، أَن تخافَ على من تحب أن يُقصِّر في دينهِ فيكون من الغافلين ولا تمدَّ له يد النَّصيحة.

‏كقاعدة:
‏مَن لا يُبالي بآخرتك؛ لا يُبالي بك.

يارب أبدلني عن هذه الوحشة أنسًا بك وبحديث نبيِّك ﷺ
وعن إنعدام الصحب في الدنيا جوارًا للنبي ﷺ وآله وصحبه ورؤيةً لوجهك الكريم
وعن الظلم والخوف الذي أُلحق بي في الدنيا أمانًا و عدلًا في الآخرة

مثلي غدر ألف مرة وأكثر من المقربين
وأشاحت الدنيا بوجهها الحسن عنِّي

ما عاد يسكن روعي إلَّا ذكر الآخرة
الله المستعان

هنا فؤادٌ خاوٍ
ما عاد يرجو من النَّاس ودهم
يودُّ لو يلقى ربَّه بقلبٍ سليم فيدخله جنَّته

هنا فؤادٌ مستوحشٌ في الدنيا ويأمل أنسًا في الآخرة