-
العَبيِد هُم الذِينَ يَهرُبُونَ مِن الحُريَّة فَإذَا طَرَدَهُم سَيِّدٌ بَحَثوا عَن سَيِّدٍ أخَر، لأنَّ فِي نُفُوسِهِم حَاجَةٌ مُلحَةٌ إلىٰ العُبُوديَّة لأنَّ لهُم حَاسَةً سَادِسَةً أو سَابِعَة.. حَاسَّةَ الذُل.. لابُدَّ لهُم مِن إروَائِها، فَإذَا لَم يَستَعبِدَهُم أحَدٌ احسَّت نُفُوسَهُم بِالظَمَأ إلىٰ الإستِعبَاد، وَتَرامُوا علىٰ الأَعتَابِ يَتَمَسّحُونَ بِها ولا يَنتَظِرونَ حتىٰ الإشَارةَ مِن إصبَعِ السَّيدِ ليَخرُّوا لهُ سَاجِدين.!

- سَيِّد قُطب

-
لِتعلَمَ يَقينًا؛ أنَّكَ أمامَ مُفترقِ طَريقَين لا ثَالثَ لَهمَا؛ إمَّا في سَبيلِ إعلاءِ كلمةِ اللهِ، أو في سَبيلِ الطَّـاغُوتِ؛ وهوَ أوهَنُ من بيتِ العَنكبوتِ، واعلَم أنَّهُ لَا طُرقَ مُلتَويةٌ، ولا طَريقٌ رَماديٌّ، تَقفُ فيهِ علىٰ الحِيادِ، وَأُولَئكَ أقرَبُ منهُم للرُّضوخِ والذلِّ، لا إلىٰ العِزَّة، وتحكيمِ شَرعِ اللهِ في الأرضِ..فاحرِص كلَّ الحِرصِ علىٰ ألّا تكونَ من بيتِ العَنكبوتِ؛ الذي مَا إن هَبّت رياحٌ لاقتَلعَتهُ وكأنَّهُ مَا كانَ..ولن يَكونَ أبدًا..!

-
سَتظهرُ رُمُوزًا كَثِيرة كُلَّمَا اِشتَدَّتْ الفِتْنَةُ اِشتَدَّ التَّمحِيصُ..!

حَتَّى يَبقَىٰ فُسطَاط إِيمَانًا خَالِصَاً لَا كُفْرَ وَلَا نُفَاقُ فِيهُ..! وفُسطَاط كُفْرٌ لَا إِيمَانَ فِيهُ..!

تَبَـارِيحt.me/+1jqkHPJ_XydlOTdl

-
كَانَ الرَّبِيعُ بنُ خَيثم إِذَا قِيلَ لَهُ:

كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا يَزِيدَ؟

يَقُولُ: "أَصْبَحْنَا ضُعَفَاءَ مُذْنِبِينَ، نَأْكُلُ أَرْزَاقَنَا ونَنْتَظِرُ آجَالَنَا"..

- هَاجَرَ اللَّذَائذَ وَانبَرَىٰ..!

-
"الصَّادِقُونَ.. أَفْعَالُهُـم سَبقَتْ أقْوَالَهُـم".

-
أيُّها المُسلِمون، إنَّ حكام بلاد الإسلام خونةٌ كفرَة فجرَة كذَّابون أفَّاكون مجرمُون..!

فأين الشِّعارات القوميَّة والعربيَّة؟!

-
إنَّ نُصرَة المسلمين المُستضعفين في غزّة فرضُ عينٍ على كلِّ مسلمٍ وحقٌ واجبٌ أوجبه ربُّ الأرضِ والسَّماء..!

-
إنّ اللّٰه عزّ وجلّ حِينَ يُريدُ أن يدَاوي عبدَهُ بأدويةِ فيَبتليهِ بالإبتلاءِ، ليرَى إلى أي وِجهةٍ يتجهُ العَبدُ..

ولابُدّ أن يَعلم المؤمِنُ باللّٰه أنّ الإبتِلاء لم يُرسِلهُ اللّٰه على عَبدِهِ ليُهلِكهُ بهِ ولا ليعذبَهُ بهِ..

وإنّما ليمتَحِن صَبرهُ ورِضاهُ عنهُ، ويسمَع تضرُّعهُ ويَراهُ طَريحًا ببابهِ لائِذًا مكسُور بينَ يديهِ..

وسُبحانَ اللّٰهِ أرى أنّ الصبر وحدَهُ هو العاصِمُ بأمرِ اللّٰهِ مِن الجَزعِ عن الريبِ وهو الهِدايةُ الواقِية مِن القُنوطِ عِند الكَربِ..

وما أعظَم الأجرَ لو قدّر اللّٰهُ الإبتِلاء على عبدٍ وهو مُقِيمٌ على عِبادتهِ وطَاعتِهِ وذِكرُهُ ومُتمسِك بِحبالهُ سُبحانهُ وتعالى رغم ذلِك!

فبشّرَهُ تعالى بقوله: ﴿وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابتغَاءَ وَجهِ رَبِّهِم وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدرَءُونَ بِالحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُم عُقبَى الدَّار﴾..