كَيف أستطيعُ النسيانَ
وانتِ علىٰ البالِ واللسان
كُنتُ أعتني بكِ كالوردةِ
إما الَان قَد احترقَ البُستان.

أَراكَ تَنْظُرُ في الآفاقِ منتظِراً
وَعْدَ الشرُّوقِ وفي عينَيكَ مَغْرِبُهُ
قُلْ للهمومِ التي أَبْقَتْكَ منكسِراً
إن طال ليلُ الأسى فالصبحُ يَعْقِبُهُ
عمّا قريبٍ يَعُودُ الحَقُّ منتصراً
ويَكتُبُ اللهُ أَمْراً كنتَ تَرْقُبُهُ

‏ما عادَ يُجدي في الحياةِ عِتابُ
فالقلبُ مُضنىً والشعورُ مُصابُ
وسنينُ عُمري قد ترنّحَ خَطْوُها
تمضي وفي طرَفِ الطريقِ سرابُ
من أينَ تأتي راحتي فمشاعري
ظمأى وحولي سُدّت الأبوابُ

فكن بقربي إن الروح هائمةٌ
رُغم الهموم إذا لاقتكَ تبتسمُ

وملأتُ روحي منكَ حتى لم يَعُد
مني لروحي موضعٌ ومكانُ

أ‌زهُو إذَا لَمَحَت عَينَايَ عَينَاك
وَتُزهِرُ الرُّوحُ إن فَازَت بلُقيَاك .

وبعضُ الناسِ قد غابوا سنينًا
وما هزّت بنا الأشواقُ شعرة
وبعضُ الناسِ إن غابوا ليـومٍ
نحسّ الشوقَ في الأعماقِ جمرة

قُمْ لِلُْمُكَيِّفِ وَفِّهِ التَّبْجِيلا
‏لولا المُكيّفُ كُنْتَ أنْتَ قَتِيلا
‏يُعْطِيكَ من حُلْوِ النَّسَائِمِ بَرْده
‏وبِكلِّ حُبِّ يَحْتويكَ خليلا
‏لا نَوْمَ إلّا بَعْدَ هَمْسَةِ صَوْتِهِ
‏مَهْمَا شَكَرْنا فَالثَّنَاءُ قليلا

‏لَا المَالُ يَبقَىٰ وَ لَا الأروَاحُ خَالِدَةٌ
لَا شَيءَ يَبقَىٰ سِوَىٰ ذِكرَاكَ و الأَثَر
يفنی العبادَ ولا تُفـنى صنائعهُمْ
فاخَتر لنفِسكْ ما يحلو بهْ الأثـرِ