**٢٧/ إذا دخل المسلم المسجد فالسنة أن يسلم على الجالسين إذا كان في المسجد أحد، أما إذا لم يوجد أحد فلا يسلم؛ لأن بعض الناس يدخل ويسلم والمسجد ما فيه أحد يقول أسلم على الملائكة وهذا غير صحيح؛ فالملائكة موجودون معك حفظة ولم يرد هذا ؛ فالأصل في العبادات التوقيف.

٢٨/ أذكر أن سماحة شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله سئل عن من يدخل المكان الخالي هل يسلم قال لا إنما يسلم إذا وجد في هذا المكان أحدا.

٢٩/ اذا اذا دخل المسجد فوجد فيه من سبق ولو وجد شخصا واحدا فالسنة أن يسلم وأيضا إذا فرغ من الصلاة وأراد أن يخرج من المسجد فيشرع له أيضا أن يسلم فتكرار السلام هنا لا باس به بل مندوب إليه ويدخل في إفشاء السلام .

٣٠/بعض الناس إذا دخل المسجد يسلم بصوت مزعج فيرفع صوته ويسبب إزعاجا؛ والذي ينبغي لمن دخل أن يسلم بقدر ما يسمع من حوله لكن لا يسلم بطريقة مزعجة إنما يسلم بطريقة مقبولة يسمعه الحاضرون ويردون عليه السلام؛ لأن الغرض من إلقاء السلام هو تقوية المحبة والمودة بين المسلمين فلا يستخدم الإنسان أسلوباً فيه نوع من من الإزعاج أو الاستفزاز للآخرين .**

**١٦/عندما ننظر لهذا اللفظ في السنة نجد أنه قد جاء بالتعريف السلام عليكم كما جاء في الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ .."كذلك حديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم فرد عليه السلام ثم جلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم عشر ثم جاء اخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه فجلس فقال عشرون ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد عليه فجلس فقال ثلاثون" وهذا الحديث اخرجه أبو داود والترمذي والنسائي.
وجاء في حديث التشهد "إذا صلى أحدكم فليقل التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله" الحديث في الصحيحين.

١٧/ قال النووي رحمه الله الألف واللام يعني السلام معرفاً بال أولى فرجح هذا القول النووي والحافظ ابن حجر يقول ولو حذف اللام فقال سلام عليكم أجزأ لكن باللام أولى لأنها للتفخيم والتكثير. وهذا هو الأقرب والأرجح.

١٨/رد السلام الأفضل أن يؤتى به بالواو فيقول : " وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته"
والواو هنا إما عاطفة على السلام الأول لما قال السلام عليكم أو للاستئناف هذا هو الذي وردت به السنة.

١٩/ لو قال عليكم بدون زيادة الواو يقول العلماء مجزئ لكن الأكمل والأفضل أن يأتي بالواو فيقول وعليكم السلام.. لأنها هي الواردة في النصوص وتعطي معنا زائدا.

٢٠/ لو قال في الرد السلام عليك هل يجزئ يعني قال السلام عليك قال السلام عليك نعم يجزيء ؛ وقد جاء في تحية الملائكة في الحديث السابق لما قال لهم آدم السلام عليكم قالوا السلام عليك لكن الاحسن أن يأتي بالميم التي تدل على التفخيم فيقول وعليكم السلام هذا هو الأكمل.

٢١/ إذا سلم المسلم بصيغة كاملة السلام عليكم عليكم ورحمة الله وبركاته ففي هذه الحال لابد أن يرد التحية بمثلها هذا هو الواجب أو أحسن منها لآية: "واذا حييتم بتحية.. إن الله كان على كل شيء حسيباً".

٢٢/الاقتصار على الصيغة الواردة أولى لكن إن أحب أن يزيد عليها لا بأس ؛ جاء في بعض الروايات زيادة ومغفرته كما جاء في حديث معاذ بن انس رضي الله عنه في النفر الذين جاؤوا وسلموا ثم أتى آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته فقال النبي صلى الله عليه وسلم اربعون ثم قال: هكذا تكون الفضائل لكنه بهذه الزيادة ضعيف. كذلك زيادة ومغفرته ورضوانه هذه كذلك لا تثبت.

٢٣/لو أتى بالصيغة كاملة ثم زاد ما يتعارف عليه الناس مثل أسعد الله صباحكم أومساءكم فلا بأس.

٢٤/ إذا وجد سبب لتكرار السلام فهذا مشروع أما إذا لم يوجد سبب فهذا الأمر غير مقبول وربما يكون في نوع من الاستفزاز و يتحول الامر من كونه سببا لجلب المحبة والمودة إلى عكس ذلك.

٢٥/ لو سلم شخص على آخر أو جماعة ثم حال بينه وبين من سلم عليه بناء وقال الفقهاء حال بينه حتى جدار أو شجرة أو عمود أو أي شيء من الحوائل فيستحب له أن يعيد السلام ويكرره مرة أخرى.

٢٦/ جاء في حديث أنس رضي الله عنه أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يكونون مجتمعين تستقبلهم الشجرة فتنطلق طائفة منهم عن يمينها وطائفه عن شمالها فإذا التقوا سلم بعضهم على بعض هذا الحديث اخرجه البخاري في الادب المفرد وفي سنده مقال ولكن معناه صحيح ويغني عنه ما جاء في الصحيحين في قصة المسيء صلاته فإنه أتى للمسجد وصلى جاء في بعض الروايات أنه صلى ركعتين تحية المسجد ثم أتى النبي صلى الله عليه عليه وسلم فسلم عليه فرد عليه السلام وقال ارجع فصل فانك لم تصل فرجع يصلي كما صلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام وقال ارجع فصلي فانك لم تصل ثم ذهب وصلى ثم اتى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه المرة الثالثة فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام ثم قال: ارجع فصل فإنك لم تصل فقال ذلك الرجل والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم الطمانينة في الصلاة ووجد الدلالة أن هذا الرجل سلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات والفاصل بين سلامه الاول والثاني والثالث وقت قصير جدا ؛فعلى هذا إذا كان هناك فاصل مكاني أو فاصل زماني يستحب تكرار السلام .**