مِن ذكاء الإنسان وحمايته لنفسه أن يختار من يثق في رأيهم ، يثق أن نقدهم له أو اعتراضهم عليه حُبًا وليس وحقدًا، وأوثق هؤلاء هو من تحسبه يخشى الله

قال بشر بن الحارث -رحمه اللّٰه:
لا تعبأ بِكلام مَن يتكلم فيك، إلَّا أن يكون تقيًّا،
والتّقي لا يقول ما يعرف، فكيف ما لا يعرف.

"ولستُ بالقسِّ كي تأتي تهنّئني
إني على سنّةِ المختارِ مَجبُولُ"

لله نشكو ما أثقلتنا الدنيا وأبعدتنا وشغلتنا عن السعي للآخرة، وكلما انساقت النفس وراء مطالبها تذكرت حديث النّبي الذي قال فيه: "وأتته الدُّنيا وهي راغمةٌ"

مِن أعذب تعبيرات الرافعيّ عن شعور الوصول لمن تحب:

"ورأيت حبّاً رائعاً أشعَرَني إذ مَلَكْتُه في تلك الخطراتِ، أنَّ الإنسان قد يملك مِن الجنَّة نفسِها مُلكاً وهو على الأرض في دار الشَّقاء إذا هو احتوى بين ذراعيه مَن يهواه!"

عبودية أن تتلمس إصلاح العبادة حتى تصبح أقرب للقبول، تظل تُصلح في صلاتك وخشوعها، وتظل تُصلح في قلبك حتي يكون سليمًا وهي تظل تُصلح في حجابها حتى يوافق شرط القرآن، ومَن يحاول إتقان تجويد القرآن وقراءته وكل هذا يدخل تحت قول ربنا" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا".

اجعل بينك وبين الله خبيئة، لا تحدث بها أحد وقُل دومًا لعل فيها نجاتي.

"هل لي بطيرٍ أستعيرُ جناحهُ؟
‏لعلّي إلى تلكَ الديار أطيرُ"

أهمية إنكار المنكر ترجع بالأساس لنفسك التي بين جنبيك قبل مَن تنكر عليهم سواء قبلوا منك أم لا، قيمة إنكارك يجعل قلبك حيًا دائماً، وتزرع فيه معاني المقاومة الدائمة، فكلما ظهرت فاحشة وجدت في قلبك غُصَّة لها، واشمأزت منها نفسك،هذا الإنكار ولو بقلبك فقط هو حياة قلبك وإيمانك.

هناك خط فاصل بين التواضع ومهانة النفس، لا تبالغ في تواضعك عند مَن لا يعرف قدرك ومِن أجمل مَن عرّف التواضع الإمام ابن القيم فقال:
"وللتواضع حدٌّ، إِذا جاوزَه كان ذلًّا ومهانة، وَمن قَصر عَنه؛ انحرف إِلَى الكبر والْفَخْر. وللعِزِّ حدٌّ، إِذا جاوزه كان كِبرًا وخُلقًا مذمومًا"

التأسيس العقدي السليم للمسلم يساعده في قبول أحكام الدين فتكون سهلة على قلبه وعقله فيفعل منها ما استطاع ويتقرب لربه بها .. يقول الإمام ابن تيمية:
"ومن كان إلى الإسلام والسنة أقرب، كانت عقليّاته التي يُعارض بها النصوص الإلهية أقلّ بعدًا."