أكادُ أجَنُّ مِن فَرطِ إندِفاعي
وَضيقْ الأَرض رُغمَ الإِتِّساعِ
أريدُ العيشَ حُلماً بعدَ حُلمٍ
ولكِن المدينة لا تُراعي

نحنُ في زمنٍ لا يخجل الغبيّ من ترديد سخافاته و يزمِّر بها في أيّ وقت و في أيّ مكان، في حين أنّ المفكّر الحقيقي تنتابه الشكوك حتّى في نفسه و يخجل من إظهار ما يشعر به و ما يختبره.
و لهذا يموت أغلب المفكّرين الحقيقيّين و معهم تأويلاتهم الأكثر منطقيّة و الأقرب لما نسمّيه حقيقة..
و يبقى الزّمن و المجتمع للمتّسخين و العوامّ.

- آرثر شوبنهاور

" لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَ أَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ "🤍

- صموئيل الأول ٧:١٦

في أحلامنا، يمكننا أن نطهو البيض بالضّبط كما نريد، لكن لا يمكننا أكله.

- آنا فرويد

إنّني و قد نفذتُ إلى قلب الإنسانية، لم أجد شيئاً إنسانياً.

-هنري باربوس

لا تسألوني ما اسمهُ حبيبي !
أخشى عليكم ضَوعَةَ الطُّيُوبِ
والله لو بُحتُ بأيّ حرفٍ، تكدّسَ الليلَكُ في الدروبِ
لا تسألوني ما اسمهُ حبيبي !

تَرَوْنَهُ في ضحكةِ السَوَاقي
في رفّةِ الفراشة اللَّعوبِ
في البحر في تنفُّس المَرَاعي
و في غناءِ كلّ عندليبِ

في أدمُعِ الشتاء حينَ يبكي و في عطاءِ الديمةِ السَكُوبِ
محاسنُ لا ضمّها كتابٌ
ولا ادَّعَتْها ريشةُ الأديبِ
لا تسألوني ما اسمهُ.. كَفَاكُم..
فلن أبوحَ باسْمِهِ.. حبيبي

لا تسألوني ما اسمهُ حبيبي
أخشى عليكم ضَوعَةَ الطُّيُوبِ
والله لو بُحت بأيّ حرفٍ، تكدّسَ الليلَكُ في الدروبِ
لا تسألوني ما اسمهُ حبيبي !💜

( الحُبّ )

الحُبّ:
هذا الصّمتُ الخجولُ الّذي يستبدُّ بكَ دون أن تدري،
انشغالكَ الدّائمُ بصوتكَ حين تتكلّم،
اهتمامكَ بالدّفءِ في تحيّتكَ حين تُلقيها

الحُبّ:
انتظاري الحلو لكَ،
و كأنّكَ جزءٌ أبديٌّ من لحظةِ غروبِ الشّمس،
لا قبلَها، لا بَعدَها،
حيثُ نصيرُ أنا و أنت بين حَكايا و أساطيرِ هَذي الأرض

الحُبّ:
أن أتنفّسَ / حين تكونُ غائباً /
رائحةَ عطركَ في كلّ نسمةٍ تهبُّ على وجهي.

أن أكون مُمتنّاً لتلكَ النّجمةِ العالية الّتي تُنير دربكَ
آنَ تُغادِرني، في عتمةِ الّليل،
و أنا أُغلقُ بابي خَلفكَ.

- سلفادور نوفو، ترجمة لودميلا ندّة.

في أغنية (حبيتك بالصيف) قالت فيروز:

بأيام البرد وأيام الشتي🗯️☂️
والرصيف بحيرة والشارع غريق
تجي هاك البنت من بيتها العتيق
ويقلا نطريني وتنطر عالطريق
ويروح وينساها وتدبل بالشتي

يقول عاصي الرحباني، في إحدى المرات تأخرت على فيروز بعد أن طلبت منها أن تنتظرني لنذهب معًا للتسجيل وللصدفة أمطرت يومها وكانت فيروز قد انتظرت طويلًا تحت المطر ولكن بسبب ذاكرة فيروز التي لا تموت ظلت عشرين عامًا تذكّرني بأنها جاءت للموعد وانتظرت كثيرًا وتبللت بماء المطر فقررت كتابة كلمات هذه الأغنية وتقديمها بمثابة اعتذار واضح للخطأ الذي ارتكبته بحق تلك العاشقة التي لم ولن تُنسى 💕

البشر يملّون من الطفولة، يسارعون ليكبروا، ثمّ يتوقون إلى أن يعودوا أطفالاً ثانيةً، يضيّعون صحّتهم ليجمعوا المال، ثم يصرفونه ليستعيدوا الصحة.
يفكّرون في المستقبل بقلق، و ينسَون الحاضر، فلا يعيشون الحاضر ولا المستقبل.
يعيشون كما لو أنّهم لن يموتوا أبداً، و يموتون كما لو أنهم لم يعيشوا أبداً.

- جبران

ذات يوم اقتربت فتاة جميلة حسناء من الشاعر السوري الكبير نزار قباني وهي تحمل دفترا صغيرا في يدها ، قالت له ” أنت الشاعر الكبير الذي كلماتك أجمل من جميع الهدايا التي نلتها في حياتي ، ليتك تكتب لي في هذا الدفتر بيت شعر أو عبارة تكون خاصةً بي أنا دون جميع النساء .. ”
أعجب نزار بجمالها الباهر وفي نفس الوقت شعر بالحزن على العمر الذي فاته ، وعلى شبابه ، فبينما تنعم هذه اليمامة بربيع عمرها بلغ هو من الكبر ما بلغ وبدأ شعره الأشقر الجميل يحترق شيبا ..
ولذلك نزار لم يكتب لها البيت ولا العبارة ، بل ألف فيها قصيدة كاملة تسمى ” الحسناء والدفتر ”
قالت أتسمح أن تزين دفتري ..
بعبارة أو بيت شعرٍ واحدِ
قل ما تشاء فإن شعرك شاعري
أحلى وأجمل من جميع قلائدي ..
ذاتُ المفكرة الجميلة أعذري
ما عاد ماردك القديمُ بماردِ
كتبي التي طالعتها وعشقتها
ليست سوى ورق وحبر جامدِ ..
واستمر نزار يخبر الفتاة في القصيدة المخملية أنه لم يعد كما كان ، وأن بهرجة الحياة في عيونه بدات تخبو وجمالها الفتان هذا ما عاد يثيره كما كانت تثيره النساء ..
أنت الربيع بدفئه وشموسه
ماذا سأصنع بالربيع العائد ؟
وبعد جرعة اليأس الكبيرة هذه ، حول تقدمه في السن .. وحول حياته التعيسة التي تزداد ظلمة يوما بعد يوم ، يصرعها ببيت يهدم فيه إيديولوجية القصيدة كلها كأنه ثورة داخل هدوء الرماد ..
أنا أهدم الدنيا ببيت شاردٍ
وأشيد الدنيا ببيت شاردِ ..