> التنوع في ما جاءت به السنة.

إذا وردت السنة على وجوهٍ متعددة فإن الأفضل هو التنوع في ذلك، بفعل هذا تارة، وهذا تارة.

وذلك كالتنويع بين صيغ الأذان، والتكبير في العيدين، وأدعية الاستفتاح، وغير ذلك..
وفي ذلك متابعةٌ للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وإحياءٌ لسنته.

فهذا أفضل من المداومة على نوعٍ واحد، وذلك لأمور، منها:

الأول: اتباع السنة والشريعة في كل ما جاءت به، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان فعل هذا تارة وهذا تارة كان موافقته في ذلك هو التأسي والاتباع المشروع.

الثاني: أن ذلك يوجب اجتماع قلوب الأمة، وزوال كثيرٍ من الاختلاف، فإن من اقتصر على نوعٍ واحدٍ، ربما أدى به إلى بغض غيره من الأنواع، وإنكاره على غيره في ذلك.

الثالث: أن في ذلك إخراجًا له عن أن يشبه الواجب، فإن المداومة على المستحب يجعله مشبهًا للواجب.

الرابع: أن في المداومة على نوعٍ واحدٍ هجرانًا لبعض المشروع، وذلك يكون سببًا لنسيانه والإعراض عنه، حتى قد يعتقد أنه ليس من الدين.

وغير ذلك من الوجوه، هذه بعضها..

انظر: [مجموع الفتاوى/ شيخ الإسلام] (24/ 247-252).

https://t.me/qwertyuiooplkjhgffdsszxvbnm

🔶 أحكام مختصرة في شهر شعبان

[سبب هذا الاسم]
قال ابن حجر رحمه الله:
«وسُمي شعبان لتشعبهم في طلب المياه أو في الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام»
[فتح الباري (4/213)].

[فضل شهر شعبان]

01 - أن الأعمال ترفع فيه إلى الله:
_ روى أسامة بن زيد: قُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ»

02 - كثرة صيام النبي صلى الله عليه وسلم فيه:
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان".
رواه البخاري ومسلم

[الحكمة من صيام شهر شعبان]
قال ابن رجب -رحمه الله-:
"صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقةٍ وكُلفة بل قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوةَ الصيام ولذَّته، فيدخل في صيام رمضان بقوةٍ ونشاط
ولمَّا كان شعبانُ كالمقدمة لرمضان شُرع فيه ما يُشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن؛ ليحصل التأهب لتلقي رمضان، وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن".
(لطائف المعارف 138).

[صيام النصف من شعبان]
- كيف يُجمع بين حديث: "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا"
وحديث: "أنه صلى الله عليه وسلم يصل شعبان برمضان" ؟
قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-:
"(كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصوم شعبان كله، وربما صامه إلاّ قليلا)
أما الحديث الذي فيه: (النهي عن الصوم بعد انتصاف شعبان) فهو صحيح، كما قال الأخ العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني
والمراد به: النهي عن ابتداء الصوم بعد النصف، أما من صام أكثر الشهر أو الشهر كله فقد أصاب السنة".
[مجموع الفتاوى (15/ 385)]

____https://t.me/qwertyuiooplkjhgffdsszxvbnm

🔶 من شُبه الملاحدة الواهية، والرد عليها:

قال العلامة محمد خليل هراس -رحمه الله تعالى-:

(قد يقول هؤلاء الماديون الملحدون:
إن هناك أعداء في هذا العالم لا يمكن تفسيرها ولا معرفة الحكمة من وجودها، ويضربون المثل لذلك ببعض الجراثيم الضارة، أو بعض الطفيليات النباتية، ويجعلون ذلك سببًا لجحدهم، وإنكارهم وجود الله.
فنقول لهم:
إن ما عُرف إلى الآن من خصائص الموجودات، ومنافعها وملاءمتها لحياة الإنسان يربو مئات المرات على ما جُهل منها، ولا يزال العلم يكشف الكثير من هذه العلاقات، وما دامت حكمة الله قد عُرفت فيما لا حصر له من المخلوقات فلا سبيل إلى إنكارها بسبب خفائها في بعض المخلوقات بل العقل والمنطق يقضيان بالتسليم الله فيما لم يُعرف الحكمة فيه.
[فمثلًا]: إذا كنا نسلم للمهرة من الصناع والمهندسين ما يبدعونه من الصنائع ثقة منا بمهارتهم، وإن لم تُعرف طريقة صنعها ولا الغاية من وجودها، فكيف لا نسلم لله أحكم الحاكمين فيما يخلق مما تعجز عقولنا القاصرة عن معرفته؟!

إن الملاحدة لكي يجعلوا إلحادهم مقبولاً عند السذج والأغرار يحاولون صبغته بالصبغة العلمية، أو بالأحرى يحاولون ربطه بعجلة العلم، وجعله من مستلزماته، فيقولون: إن تقدم العلوم والمخترعات إنما تم بعيدًا عن وصاية الدين، وإن العلم أثبت أن العالم ليس بحاجة إلى خالق أو مدبر، وأنه سيد نفسه وفق سنن ونواميس تلقائية منذ ملايين السنين، وأنه بالعلم وحده يستطيع الإنسان تسخير كل ما في الكون وإخضاعه لمصلحته، وبالعلم وحده يصل الإنسان إلى مركز القيادة لهذه العوالم.
ونقول لهؤلاء الملاحدة: أرونا ما الذي خلقه العلم، وهل استطعتم أنتم بالعلم أن توجدوا الحياة في الخلية المثبتة؟
إن العلم ما زاد على أن كشف من دساتير هذا الكون وأسراره ما كان موجودًا بالفعل، ولكنه لا يستطيع أن يضيف إليها شيئا، أو يملك لها تغييرًا.
إن العلم الذي جعلتموه طاغوتًا يُعبد من دون الله، وذريعة إلى الإلحاد، قد اعترف على لسان أساطينه بأن هناك من الظواهر في الكون ما لا يمكن تفسيره إلا بافتراض وجود إله، وإلا بقيت بدون حل معقول...).

ثم قال -رحمه الله-:
(وليس المراد استقصاء الأدلة على وجود الله، فإن الأمر أوضح من أن يستدل عليه، ولكن لما راجت فكرة الإلحاد وتفاقم خطرها بين شبابنا المسلم بتأثيرات الدعايات الماكرة التي يخطط لها الصهاينة والشيوعيون؛ كان لزاما علينا أن نذكر بالآيات والدلائل، وإلا فدليل الفطرة وحده هو أعظم برهان، وأقوى دليل على أننا لو فرضنا جدلا: أن العقل قاصرٌ عن إفادة اليقين بوجود الله، ولكنه يفيد ظنًا فقط بوجوده، ثم رأينا الرسل قد جاءت تخبر بوجوده وتدل عليه، وقد دلت المعجزات على صدقهم، أفما كان يكفي هذا في وجوب الإذعان لأقوالهم والتسليم لهم فيما أخبروا به من ذلك.
[فمثلًا]: هب أنك مررت على بيتٍ جميلٍ فيه كل أنواع الزينة، والرياش، ووجدته مفتوحًا مضيئًا، ولكنك لم تر ساكنه فوقع في ظنك أنه مسكون، ثم جاءك إنسان يقول لك: إن صاحب هذا البيت أرسلني إليك لأدعوك إلى ضيافته، وعلامة صدقي كذا وكذا، لم يكن لك أن تشك في صدقه إذا وقع ما أخبرك به من علامات صدقه.
ومعجزات الأنبياء أكثر من أن تُحصى، وقد نقلها عنهم أتباعهم بالتواتر.
على الأقل أولى بالتصديق مما يهرف به هؤلاء الخراصون من أمثال: کارل مارکس و دارون، وسبنسر، وغيرهم).

قال الشيخ أبو عبدالأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري -حفظه الله- في كتابه "الكواشف الجلية للفروق بين السلفية والدعوات الحزبية" [ص528]:

(وهذا التقرير من شيخ الإسلام واضح جلي في أنه يرى أن دفع العدو الكافر بالقوة لا يجوز إذا ترتب عليه مفاسد أعظم فيها قتل النفوس بلا مصلحة مطلوبة؛ وهذا عين ما حدث على أرض العراق، وكذلك في فلسطين، حيث إن الكفَّار قد سطوا على هذ البلاد وصارت لهم الغلبة عليها، والمسلمون فيها متفرقون ليس لهم راية واحدة تجمعهم، وليس لديهم من قوة السلاح والعتاد التي يستطيعون بها جهاد هؤلاء وإخراجهم من البلاد؛ فصاروا كحال النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم في مكة: أنهم مستضعفون، لا طاقة لهم على إزاحة الكفَّار.
بل حتى لو وُجد إمام له راية في مثل هذه البلاد، والمسلمون بهذه الحالة من الضعف، فلا تجب طاعة الإمام في القتال؛ لأنه يصير قتال فتنة، وهذا ما قرره شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (4/442-443) حيث قال:
"ومن رأى أن هذا القتال مفسدته أكثر من مصلحته علم أنه قتال فتنة فلا تجب طاعة الإمام فيه إذ طاعته إنما تجب في ما لم يعلم المأمور أنه معصية بالنص فمن علم أن هذا هو قتال الفتنة الذي تركه خير من فعله لم يجب عليه أن يعدل عن نص معين خاص إلى نصٍّ عام مطلق في طاعة أولي الأمر ولا سيما وقد أمر الله تعالى عند التنازع بالرد إلى الله والرسول.
ويشهد لذلك أن الرسول أخبر بظلم الأمراء بعده وبغيهم ونهى عن قتالهم لأن ذلك غير مقدور إذ مفسدته أعظم من مصلحته كما نهى المسلمون في أول الإسلام عن القتال كما ذكره بقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ} [النساء: 77]، وكما كان النبي وأصحابه مأمورين بالصبر على أذى المشركين والمنافقين، والعفو والصفح عنهم حتى يأتي الله بأمره". اهـ
قلت: فكيف يقال بعد هذا أن شيخ الإسلام يوجب قتال الكفَّار إذا احتلوا إحدى بلاد المسلمين دون قيد ولا شرط؟)
ثم في ص529:
(بل إن شيخ الإسلام يرى أنه إذا كانت ثَمَّ مصلحة للمسلمين بعقد المسالمة والمعاهدة مع الكفَّار -كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة- فأنه يصار إليها ولا يصار إلى القتال, كما قال : مجموع الفتاوى (4/442): "أن الأمر بقتال الطائفة الباغية مشروط بالقدرة والإمكان أن ليس قتالهم بأولى من قتال المشركين والكفار، ومعلوم أن ذلك مشروط بالقدرة والإمكان فقد تكون المصلحة المشروعة أحيانا هي التآلف بالمال والمسالمة والمعاهدة كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة". اهـ)
وفي ص530:
(وقــــد اتَّفق كافة العلماء الكبار في زماننا على عدم جواز جهاد الدفع إلا مع توفر شرط القدرة، وأن القتال الآن في العراق هو قتال فتنة ليس من جهاد الدفع في شيء، كما يظهر من فتاوى هؤلاء العلماء التالية:
قال العلامة ابن عثيمين –رحمه الله- عن الجهاد: "إذا كان فرض كفاية أو فرض عين؛ فلا بد لـه من شروط، من أهمها: القدرة، فإن لم يكن لدى الإنسان قدرة فإنه لا يلقي بنفسه إلى التهلكة".
وقال: "ولهذا لو قال لنا قائل الآن: لماذا لا نحارب أمريكا وروسيا وفرنسا وإنجلترا؟! لماذا؟! لعدم القدرة.
الأسلحة التي قد ذهب عصرها عندهم هي التي في أيدينا، وهي عند أسلحتهم بمنزلة سكاكين الموقد عند الصواريخ، ما تفيد شيئًا فكيف يمكن أن نقاتل هؤلاء؟
ولهذا أقول: إنه من الحمق أن يقول قائل أنه يجب علينا أن نقاتل أمريكا وفرنسا وإنجلترا وروسيا! كيف نقاتل؟ هذا تأباه حكمة الله عَزَّ وَجَلَّ، ويأباه شرعه؛ لكن الواجب علينا أن نفعل ما أمر الله به عَزَّ وَجَلَّ: {أَعِدُّوا لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} [الأنفال: 60].
هذا الواجب علينا أن نُعد لهم ما استطعنا من قوة، وأهم قوة نعدها هو الإيمان والتقوى".
قال: "فالقتال واجب، ولكنه كغيره من الواجبات لا بدّ من القدرة، والأمة الإسلامية اليوم عاجزة، لا شكّ عاجزة، ليس عندها قوة معنوية ولا قوة مادية؛ إذن يسقط الوجوب مع عدم القدرة عليه {فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}".)

وقــــال: "إنه في عصرنا الحــــــاضر يتعذر القيام بالجهاد في سبيل الله بالسيف ونحوه، لضعف المسلمين ماديًّا ومعنويًّا، وعدم إتيانهم بأسباب النصر الحقيقية، ولأجل دخولهم في المواثيق والعهود الدولية، فلم يبق إلا الجهاد بالدعوة إلى الله على بصيرة".

خلاصة البحث:
الصحيح في مولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنه كان يوم الثامن من شهر ربيع الأول، يوم الاثنين، عام الفيل.
والصحيح في وفاته: أنه كان في الأول من شهر ربيع الأول، يوم الاثنين، 11 من الهجرة.
وممن اختارهما: الخوارزمي -عالم الرياضيات والفلك والحساب، المشهور، والذي ولاه الخليفة المأمون أثناء خلافته دار الحكمة-.

https://t.me/qwertyuiooplkjhgffdsszxvbnm

? فائدة نفيسة في بيان بـطــلان
↩ بدعـة الإحتفال  بالمولد  النبوي

?قال الشيخ #عبدالرزاق_البدر -حفظه الله:

? وَلْنُلاَحِظْ أيها الإخوة الكرام :
• لمَّا كان يوم الاثنين - اليوم الذي ولد فيه - يتعلق به عمل مشروع وهو: (الصيام) لم يُختلَفْ فيه.
? يوم الاثنين لا خلاف أنه يوم مولد النبي عليه الصلاة والسلام، ويُشرع صيام هذا اليوم من كل أسبوع، فلا خلاف فيه.
? أمّا تحديد يوم في السنة فلا يترتب عليه حكم مشروع، فكان موضع خلاف بين أهل العلم.
?حكاه ابن كثير -رحمه الله.
1️⃣ قال: (لليلتين خلتا من ربيع الأول)، هذا قول.
2️⃣ (والقول الثاني): ثامنه، الثامن من ربيع الأول.
3️⃣ (والقول الثالث): عاشره، أيْ: اليوم العاشر من ربيع الأول.
4️⃣ (والقول الرابع): لثاني عشرة منه -أيْ: من ربيع الأول- .
⬅️ هذه أربعة أقوال قيلت في مولد النبي عليه الصلاة والسلام، وكلها متفقة على أنه في ربيع الأول.
? وهناك قول شاذ : أنه عليه الصلاة والسلام وُلِدَ في رمضان.
?قال ابن كثير -رحمه الله: قال الزبير بن بكار -وهو متوفى (٢٥٦) للهجرة، قال: (وُلِد -أيْ: النبي عليه الصلاة والسلام- في رمضان).
?قال: وهو شاذ، حكاه السهيلي في روضه -أيْ: الروض الأنف في السيرة- .
?? فهذا قول شاذ.

↩ فإذًا: من المتقرر أيضا: أنّ النبي عليه الصلاة والسلام وُلِد في ربيع الأول؛ ولكن: في أي يوم من ربيع الأول؟ هذا محل خلاف ببن أهل العلم.

?قال #الألبــانــي -رحمه الله- في كتابه صحيح السيرة: (وهذه الأقوال -أيْ: في تحقيق اليوم- كلها معلَّقة بدون أسانيد، إلاَّ قول من قال: إنه في الثامن من ربيع الأول، فإنه رواه مالك وغيره بالسند الصحيح عن محمد بن جبير بن مطعم، وهو تابعيٌّ جليل، ولعلَّه لذلك صحح هذا القول أصحاب التاريخ واعتمدوه، والجمهور على أنّه في الثاني عشر منه، والله أعلم) انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

?شرح #الفصول_في_سيرة_الرسول
   للحافظ ابن كثير الدرس رقم: (-04-)

⚠️ #رسالة_مكذوبة | الشيخ #عبد الرزاق_البدر حفظه الله