والجنة سعدها ما يبور?❤️

اجتمعت الروح بروحها، وقضى الرجل شهيدا، ولا إله إلا الله!

تخيَّل نفسك تعيش الآن في خيمة بالية تتسلل إليها مياه الأمطار وتغرق فراشها، وتعصف بها الريح الباردة وتمزق جدارها، وأطفالك حولك يلتصقون بك لا يقدرون على النوم يرتجفون من شدة البرد والجوع، وأنت عاجز أمامهم، لا تستطيع دفع هذا البلاء عنهم !!
‏كيف سيكون حالك، وأنت تشعر بكل هذا العجز والضعف !!
‏هذا والله ما نشعر به في غزة الآن وقد أحاط بنا البلاء من كل جانب، فلا تنسونا من الدعاء، بأن يفرج الله كربنا، ويلطف بنا، ويرحم ضعفنا !!

و إن أعادوا لنا المقاهي و البيوت ... فمن بعيد لنا الرفاق !!?

ينظر عامة الناس في أعداد الشهداء، ولا يلتفت إلا القليلون للمفقودين...

المفقود: إما شهيد، أو أسير، ولا ثالث!

ألم الأم بشهادة ابنها، لا يساوي عشر قهرها وسهرها كل ليلة، وهي بين أمل كاذب، ورجاء خائب، تنتظر عودة فقيدها، ورجوع حبيبها...

منذ السابع من أكتوبر، انقطعت أخبار صديقي محمود، اتصل بي أخوه أكثر من مرة، تارة يتبسم متفائلا، وأخرى يغلبه ما يجد فيبكي بحرقة كالولد الصغير (وهو أب لطفلين، فتأمل!)...

مرت ثلاثة أشهر ونصف، وما يزال الأخ يرسل لي في كل فرصة تأتيه: هل من خبر جديد؟

الشهيد الله يرحمه، لكن المفقود وجع قلب، وقهر فؤاد!

أعرف شعور الأخ جيدا جدا، فما زال بي الحال كذلك، أترقب خبر صاحبين مقربين لي، حتى لقد انقطع حبل الرجاء من عودتهما، ويئس المرء من ذلك، وإن كان يراهما في نومه أسيرين محررين على الدوام!

هي والله هكذا!

ندفع ضريبة العز، ونذود عن حياض الأمة وشرفها بالبيوت والنفوس...

الإنسان يرجو أن ينتهي كل شيء، أن يرجع إلى داره، أن يعود لينعم بين جدران غرفته، أن يجلس على كرسيه في مكتبه، أن ينام على سريره المريح، بعيدا عن رعب القصف، ورائحة الدماء...

الكلام اليوم مبعثر، وفي الضمير شيء كثير،
لكن...
الله المستعان!

"هلك من لم يكن له قلب يعرف به المعروف والمنكر"
.
- عبدالله بن مسعود رضي الله عنه

يُولَد المرءُ بريء وحنِينُه فيّاض.
ثُمّ تأتي الحياةَ وتُعلّمه كيف يقسو!?

‏«﴿قالَ إِنَّكَ لَن تَستَطيعَ مَعِيَ صَبرًا﴾»
‏«﴿وَكَيفَ تَصبِرُ عَلى ما لَم تُحِط بِهِ خُبرًا﴾»..

سُبحانك اللَّهُم، ضاقت بنا السُّبل، لا حول لنا ولا قوَّة .. اللَّهُم ألهمنا صبرًا على ما لا نطيق اِحتماله، ورُشدًا يعيننا على التَّسليم لأقدارك. و اجعلنا ممَّن يرىٰ في كُلِّ اِختبار حكمة، ومن يُدرك في كلِّ بلاء رحمة.?

‏«أغلى ما يمنحه إنسان لإنسان ذكرى سعيدة صادقة لا يمسّها شيء من الزيف، كلما أستذكرها ارتوى قلبه وابتَهج».?