‏«اشدد ذراعك صبرًا والتمس مددًا
‏مِـن الإلـه إذا الأخــطـارُ تــحـتـدمُ

‏إيَّــاكَ واليأسَ إن بـانـت مـعـاولُـهُ
‏فالفـجرُ حينَ ذهابِ الليلِ يبتسمُ»

➖ دونكم مقرر اليوم الخامس:
📖 كتاب «ميثاق العهد».
المقدمة | من صـ 65 إلى صـ 79

هداكم الله صراطه المستقيم، وسدّدكم وأعانكم ووفقكم وفتح عليكم.

• بنائِـيون | #أعدوا

«‏إذا شئتَ أن تلقى عدوك راغمَاً
وتقتُله حزناً وتحرقـــــه همّـــا

فسامِ العُلا وازدد من العِلم إنـه
من ازدَاد علماً زادَ حاسدهُ غماً»

➖ دونكم مقرر اليوم الرابع:
📖 كتاب «ميثاق العهد».
من صـ 49 إلى صـ 64

قال ابن القيم -رحمه الله-: «فالعِلمُ غِنًى بلا مالٍ، وعزٌّ بلا عشيرةٍ، وسلطانٌ بلا رجالٍ».

• بنائِـيون | #أعدوا

«سَنَبُـثُّ فــي أوصَـال أُمتنا الأمل
فلقــد علِـمنا أننــا جــيلُ العَـمل

والعـزمُ فــينا شــعلةٌ لا تنـــطفئ
بالعزمِ ننفض عن ركائبنا الكسل»

➖ دونكم مقرر اليوم الثالث:
📖 كتاب «ميثاق العهد».
من صـ 35 إلى صـ 48

أخلصوا النوايا والزمُوا الثغور، فلرُّب همة أحيت أمة.

• بنائِـيون | #أعدوا

▫️أحداث عام ٥٤٥ ه‍ـ:

• حدثت وقعة بين نور الدّين والفِرَنج حيث سار إلى جوسلين -قلاعٌ شمال حلب- وهُزم فيها وغضب نور الدّين لذلك كثيرًا.
قال ابن الأثير: "عظُمت هذه الحادثة على نور الدّين، وأعمَل الحيلة على جوسلين وعَلِم أنّه إن جمع عليه العساكر لقصده؛ لجمع جوسلين الفِرَنج، وحذِر وامتنع".

• أُسر جوسلين وكان أسره من أعظم الفتوح على المسلمين فإنّه كان شيطانًا عاتيًا من شياطين الفِرَنج وكان يتقدّمهم في حروبهم لشدة عداوته على الملّة الإسلاميّة وأُصيبت النصرانيّة كافةً بأسره وعظُمت المُصيبة بفقده وكان كثير المكر والغدر ولا يفي بالعهد ففتح المسلمين من بعده كثيرًا من ديارهم.

﴿وَلَا يَحِيقُ المَكرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهلِهِ﴾..
وكان نور الدّين يترك بكلّ حصنٍ يفتحه ما يكفيه مؤونة عشر سنين من رجالٍ وذخيرةٍ، خوفًا من نصرةٍ للفِرَنج على المسلمين.

← يقول ابن القيسراني:
"كأَنّي بهذا العزم لا فُلّ حَدُّه
        وأَقصاه بالأَقصى وقد قُضِيَ الأَمر
وقد أَصبح البيت المقدَّسُ طاهرًا
        وليس سوى جاري الدماء له طُهْر".

• بنائِـيون | #الطريق_إلى_بيت_المقدس

▫️مِن المواقف المُخزية في ذلك العام والتي تتّفق مع حال المسلمين من فُرقة وتشتّت حينها:

أُخبِرَ نور الدّين أنّ الفِرَنج قاموا بإفسادٍ كبيرٍ في بعض بلاد الشّام فقرّر أن يُنجد المسلمين من أيدي الفِرَنج، وأرسل إلى صاحب دِمشق الجديد مُجير الدّين يطلب منه العون فقيل له: "إنّ حُكّام دِمشق عاهدوا الفِرَنج أن يكونوا يدًا واحدةً على من يقصدهم من حكام المسلمين". ذهب نور الدّين لنجدة من أراد، ودُعاء أهل دِمشق..

- إلّا أنّ حُكّام دِمشق قد أخبروا الفِرَنج عليه, فأرسل نور الدّين إلى صاحب دِمشق مرةً أخرى يقول ما نصّه مختصرًا: «أنا لم أنزل هذا المنزل لأُحاربكم.. وإنّما دعاني كثرة شكاية المسلمين من الفِرَنج مع عدم النّاصر لهم.. ولا يسعني مع ما أعطاني الله عز وجل إلّا أن أنصرهم.. ولا بدّ لكم أن تعينوني بألف فارسٍ..»

فكان الجواب: «ليس بيننا وبينكم إلا السيف»!!

فعَزم نور الدّين على قتال صاحب دِمشق لولا أن حالت الظروف الجويّة من أمطارٍ وعواصفٍ دون ذلك.

• بنائِـيون | #الطريق_إلى_بيت_المقدس

▫️أحداث عام ٥٤٤ ه‍ـ:

• بعد وفاة سيف الدّين صاحب الموصل وأخ نور الدين، أرسلت وزراء الموصل إلى نور الدّين تطلبه ليحكم بلادها؛ فأجابهم نور الدّين وقَدِم إلى بلدة مجاورة للموصل، فخرج إليه أخوه قُطب الدّين مع بعض عسكره والوزير جمال الدّين -تحدّثنا عنه سابقًا-.

- فاختلفوا فيمن يحكم الموصل؛ فنور الدّين يريد إجابة طلب الوزراء وقُطب الدّين يرى أنّ له الحقّ فيها..

- ففضّ الخلاف الوزير العاقل جمال الدّين بقوله:
«نُظهر للسلطان السلجوقيّ والخليفة أنّنا نتبع نور الدّين، ونور الدّين يظهر للفِرَنج أنّه يحكمنا ويتهدَّدهم بنا، فإنّا إن كاشفناه وقاتلناه فإن ظفر بنا طمع بنا السلطان، وإن ظفرنا به طمع به الفِرَنج»

← حكمةٌ، وعيٌ وفهمٌ للواقع، تنازلٌ ووِفاقٌ نادران في تلك الحِقبة، وتواضع من كلا الأخين.

• بنائِـيون | #الطريق_إلى_بيت_المقدس

▫️ كيف تعاملت الشريعة مع مطالب الحُريّة الجنسيّة؟

- المُصطلح نفسه مغلوط شرعًا، فهو ليس بالحُريّة الجنسيّة، بل نلتزم بتعريفه شرعيًّا ألا وهو: الزِّنا، وفاعله موعودٌ بالعقوبة الإلهيّة في الدنيا والآخرة.

- والإشكال الكبير هنا من وجهين؛
أولًا: فتح المجال للحُريّة الجنسيّة شيءٌ لا حدود له؛ لأنَّه يُؤدّي إلى السُّعار الجنسيّ، حتى تطّور الأمر بهم إلى ما يسمّى بالزواج المِثليّ، وإلغاء الكثير من المعاني الفطريّة، مثل إلغاء مفهوميّ الرُّجل والمرأة،
ثانيًا: هدم مؤسّسة الزواج والأُسرة، والمسلمون لا يجب أن يكون عندهم استعداد في اتَّباعهم في تلك الطريق.

• بنائِـيون | #لبنات_الوعي
[الحريّة بين تصورين ج٢]

▫️ المفاهيم العَلمانيّة السياسيّة عند بعض الحداثيّين من الإسلاميّين ومدى التزامهم بها:

- حدث التباسٌ خطيرٌ في مفاهيم الحُريّة السياسيّة عند بعض الإسلاميّين بعد تسرّب الأفكار العَلمانيّة لها.

-> مثلًا الاستبداد: فخطر الاستبداد على الأُمّة أدّى إلى مفاهيمٍ مغلوطةٍ في التعامل مع الحُريّة، فأكثر الكُتّاب الحداثيّين الإسلاميّين يُضخّمون من درجة الحُريّة وقد يقدّمونها على الشريعة نفسها، والكثير هذه الأيام لا يفهم من مصطلح الشريعة سوى تطبيق الحدود والعقوبات، ولكن الشريعة أشمل من ذلك بكثير فهي تشمل الجوانب الاقتصاديّة والقِيَم والمُجتمع والأسرة وأكثر..

• بنائِـيون | #لبنات_الوعي
[الحريّة بين تصورين ج٢]

▫️ لبُّ الإشكال في المرجعيّة:

- قضيّة المرجعيّة مُهمة في تحديد الأولويّات بين المعاني والأفكار، وفي إطار المرجعيّة الإسلاميّة هناك سُلّم معين في ترتيب الأولويّات، مثلًا الإيمان والتوحيد قبل كل شيء لكن غير المسلم لا يرى ذلك لأنّ مرجعيّتهُ تختلف.

-> ومثال على ذلك؛ قضيّة العِرض لفهم الأولويّات:
فنحن عندنا العِرض شيء مهم، بل ويمكن أن يدخل ضمن المقاصد الكبرى التي يدور الإسلام عليها.
من اللطائف التي ذكرها الشيخ الطنطاويّ -رحمه الله- في هذه القضيّة:
"أنّ العِرض كلمة مهمة جدًّا عند العرب قبل الإسلام وبعد الإسلام وفي الشرع وغير ذلك، ولكنّه غير مهم عند الغربيّين بدليل أنّه لا يوجد لفظ يُرادف كلمة العِرض في اللّغات الأوروبيّة، فالعِرض بالمعنى الذي نقصده نحن غير موجود عندهم".

- فأهميّة العِرض من المرجعيّة الإسلاميّة تجعل العلاقة بين الرّجل والمرأة خارج إطارها الشرعي -الزواج- محرمًا، بل والإسلام يَعُدّها من كبائر الذنوب، أمّا في التصوّر الغربيّ لأنّ العِرض ليس من الأساسيّات عندهم؛ فهذه العلاقة ما دامت بالرّضا بين الطرفين فهي ليست بالأهميّة التي عندنا، وبالتالي هم لا يفهمون أنّنا نشدّد في قضيّة الزّنا، وأنّنا نحرمه، وننكر عليهم حين يقولون: نريد إباحته، فيقولون: لماذا تُنكرون؟ أليست علاقة بالتراضي؟ لماذا تريدون منعنا منها؟
فنقول: نريد منعها، لأن العِرض عندنا من الأولويّات، ولا يتحقّق حفظه إلا بمراعاة هذه الأصول.

- فنفس الشيء في أمورٍ أخرى كثيرة عندنا لها ضوابط ليست كضوابطهم لأنّ مرجعيّتنا ليست كمرجعيّتهم!

-> فهم يستغربون أنّنا ننكر عليهم قضية حُريّة الاستهزاء بالشعائر الدينيّة، فهم لا يفهمون أنّنا حين يسبّ الواحد رسول الله ﷺ هذا في مرجعيّتنا وقلوبنا وعقولنا وفي تكويننا الفكريّ كله؛ هذا أسوء عندنا بكثير من السبّ الشخصيّ، والأمر عندهم بالعكس تمامًا.
الواحد منهم يدّعي أنّه نصرانيّ لكنّه يسمع الاستهزاء بعيسى عليه السلام ولا يضرّه ذلك شيئًا بل بالنّسبة له هذا من حُريّة الرأي، ولكن حين تطعن فيه شخصيًّا أو في وطنه يغضب!

وجاء هذا كلّه من سوء تفاهم كبير جدًّا بيننا وبينهم، لأنّهم لا يفهموننا ولا يريدون فهمنا أصلًا، ومحاولات التّلفيق بيننا وبينهم لن تنجح لأنّ كياننا كلّه قائم على أصولٍ شرعيّةٍ معيّنة، ومن بينها أنّ هنالك حدود تضعها مرجعيّتنا الإسلاميّة أمام حُريّة الرأيّ والاعتقاد، فلك أن تقول ما تشاء في حدود معيّنة.

- أمّا جهاد الطّلب في الإسلام فهو فرض لنشر الحقّ والعدل والخير في كلّ مكان، لذلك يجب على المسلمين ألّا يخجلوا من نشر بل وفرض أفكارهم وشريعتهم، لا أن يحاولوا تحريف شيء منها لإرضاء غيرهم.

• بنائِـيون | #لبنات_الوعي
[الحريّة بين تصورين ج٢]

**• تمييز الاتجاهات الإصلاحية:

–> الميزان الأول:**
فقه المراتب الشرعية؛ الوحي قد فرَّق بين القضايا الشَّرعية حسب الأهميَّة والوزن والثِّقل والأولويات؛ فيُعرف الفَرق بين الفرائض الكُبرى مثل؛ أركان الإسلام، وبين السُّنن والمُستحبَّات؛ وهذا يؤدي إلى أن تُقاس القضايا الشَّرعية مقياساً على مِقدار قياساتها في الوحي من حيث الثِّقل والأهميَّة.

–> الميزان الثاني:
الإقتداء الشُّمولي بمرجعية الوحي وبالهدي النَّبوي؛ وهذا يتفق مع مؤشِّر الشمولية، وهو أيضاً ميزان من موازين صحة الاستمداد من مرجعية الوحي؛ فالنبي ﷺ كان يُربي أصحابه تربية شموليَّة، فكان يعتني بالتزكية والإيمان وبالعلم والعمل. والمشكلة أنَّ الإستمداد النَّظري بعيداً عن نهج النبي الشمولي يؤدي إلى نقص في صحة الاستمداد من مرجعيَّة الوحي.

–> الميزان الثالث:
الإقتداء المَعنوي؛ فمن موازين صحة الاقتداء بالوحي أن يكون الاقتداء في المعنى الموجود في النص وليس في الصورة الظاهرية فقط؛ وأحياناً إدراك النص يَتطلَّب أيضاً الجمع بين الإثنين معاً. ومثال ذلك الإقتداء بنهج الأنبياء في الإصلاح لا يكون بحصر الإصلاح في مشكلة أو فساد ظاهر في المجتمع دون غيره بل في السَّعي لحل المشكلات المُنتشِرة في الواقع.

–> الميزان الرابع:
العلم المُتَّصِل بالواقع؛ إذا كانت المُشكلات الموجودة في واقعنا تتطلب بناءً علميّاً معيَّناً حتى يُمكن للإنسان المُشاركة في حل هذه المُشكلات وكان الإطار العلمي لدى الإنسان غير مُتّصِل بواقع هذه المُشكلات فهذا يَدُل على خَلل في البناء العلمي لدى الإنسان المُصلِح؛ والإتصال بالواقع لا يعني الإتصال بالمُشكلات فقط بل أيضاً الإتصال بما يُعين في جلب النَّفع سواء الإيجابي أو النَّفع المُعالج للسَّلبيات؛ وقد يكون ذلك بطَلب العِلم الإضافي في سبيل الوصول إلى الحُلول.

• بنائِـيون | #بوصلة_المصلح