**عاد إلى البيت، لم يقل شيئاً.
كان واضحاً، إذن، أن خطأ ما حدث.
تمدّد في ثيابهِ كاملة.
وسحب الغطاء على رأسه.
ثم ثنى ركبتيه.
هو على مشارف الأربعين، لكن ليس في هذا الوقت.
فهو تماماً كما كان في رحم أمه.
تحجبه سبعة جدران من الأغشية، في مأوى مُظلم.
غداً سيُلقي محاضرة
عن اِتزان المجرات العظمى الفضائية.
أما الآن، فقد اِنكمش على نفسهِ واِستسلم للنوم..

فيسوافا شيمبورسكا**

**أقترحُ نَخْباً!
وفعلتُ، هذا السبتَ، مثلَ الإنجليزِ
نعمْ
كتبتُ وصيّتي
(كان الشهودُ ثلاثةً، بل كُنَّ في صِدقٍ ثلاثاً)
هَكذا…
ودفعتُ آلافاً إلى الـCooperative Bank
أيْ (بَنك التعاونِ)
كي أُذَرّى كالرمادِ،
نعم!
بمَحرقةٍ، هي عند مستشفى قريبٍ،
قلتُ:
خيرٌ لي، الحريقُ هنا
نعم!
في هذه الدنيا،
وليسَ، كما يقالُ، هناك، في يوم الحسابِ…
فمَن تُرى، يدري؟
لَرُبّتَما تكونُ عقوبتي، يومَ القيامةِ، أفدحَ!

الآنَ..
استرحتُ، كما أردتُ:
وصيّتي كُتِبَتْ
وكُلْفةُ مَحْرَقي، دُفِعَتْ.
"إذاً… فلأقترِحْ نخباً!
لأرفعْ عالياً كأسي الرَوِيّةَ…
إنني أحيا!"

سعدي يوسف**

**علينا أن نحرسَ قُبور موتانا.
فقد ينبشها أعداؤنا، ويستلبونها...
إذَّاك، سنكونُ في خطرٍ مُضاعفٍ، دون حمايتهم.
كيف لنا أن نحيا دون بيوتنا
دون أثاثنا، وحقولنا...
بل، دون قبورِ أسلافنا المقاتلين... وفلاسفتنا؟
تذكَّروا كيف سرق الأسبارطيِّون
عِظامَ دريستس مِن تيجيا.
يجب أنْ يجهلَ أعداؤنا أينَ دُفن أسلافنا...
ومتى سينهضون، وممَّ...؟
وخيرٌ أن لا تكون شواهدُ بارزةٌ... وزينةٌ برَّاقةٌ -
فهي تثيرُ الاِنتباهَ والحسد،
إن موتانا لا يحتاجونَ إليها.
إنهم راضونَ بالقليل، متواضعون، صامتون الآن
إنهم لا يبالون بالنذور، والأمجاد الباطلة..

يانيس ريتسوس
ترجمة: سعدي يوسف**

**ليست الدمُوع التي سكبتها عيناك هي الأشدّ مشقّة، بل تلك التي اِحتفظَ بها قلبك في الداخل وغرق فيها..

جون جوس**

**حينَ ذهبتِ،
حقلٌ مِنْ عبّادِ الشّمسِ تلفّتَ نحوكِ،
وتخلّى عن وجهِ الشّمس..

مُريد البرغوثي**

....

**كان يبذلُ جهوداً مؤثرة كي يبدو مرحاً، لطيفاً، ثرثاراً، غير أن رؤية تعرقه وشحوبه، كانت تكفي أن روحه لم تحتمل المزيد، كان ينحرف أحياناً إلى أراضٍ خلاء حيث لا يراه أحد، ويجلس ليستريح هنيئة من المخالب التي تُمزِّقه من الداخل..

غابرييل غارسيا ماركيز**

"العودة إلى المعبد" معبدي، عادت بي الأحزانُ فارأفْ بعذابي عدتُ يا ليتكَ تَدْري بعضَ آلامي وما بي عدتُ والقلبُ شريدٌ تائهٌ بين الضَبَابِ يتلوَّى في إسارٍ من حنيني واكتآبي ذهبَ الأمسُ بأوهامِ فؤادي ومحاها فإذا قلبيَ عبدٌ ولقد كان إلها آهِ فارأفْ بفتاةٍ حطَّمَ…

حبيبي سبقتنا المواعيد..

يا عصفور الشوك أهلك داروا
بِهالسماء وما بعرف وين صاروا..
دلوني عَ درب الحبّ وطاروا
وعلى درب الصبر ما دلوني..