النساء الحقيقيَّات لا يعالجن مشكلاتهن بالبُكاء،

لكن يربِّتن على قلوبِ صغارهن،
يعانقن أطفالِهن،
يختزلن حُزنهن في كعكةٍ،
في بيتٍ مُرتَّبٍ نظيفٍ،
وفي عائلةٍ دافئةٍ هانئة.

أعتقدُ أنَّ النساء خارقات!

هذه القوى السحريَّة التي تجعل كل شيءٍ حزين يمرن عليه، يصير لطيفًا هادئًا مؤنِسًا،
وكل خائفٍ يرفقن به، يصير آمنًا مطمئنًا آنسًا،

وكل أمرٍ يتخلَّله طيفٌ أنثوي، يغدو رقيقًا حنونًا طيِّبًا أبدًا.
❤️
__ سمر إسماعيل

‏يارب تثبت علينا العقل والدين وأنت أعلم بذلك بأن كل ما يحدث بنا هُنا يُذهب عنا العقل والشعور.

‏"مررتُ بليالٍ كثيرة
‏يبدو فيها
‏كُل شيء هادئًا
‏إلا قلبي."

قبل سبعة أشهر ..
في يوم ميلادك الثلاثين. فكرت بكَ كثيرا ..
كنت نازحة، مُرهقة، خائفة، تحت زخات الرصاص، والقذائف، والأحزمة النارية
فكرت أنك اليوم تُصبح 30، كنت أنتظر هذا اليوم أقول أن عُمرَ الثلاثينات سيبدو جميلا عليك، جذابا أكثر، وأشدّ وسامة، فكرت في نقاشنا اللطيف قبل غيابك وأنت تخبرني أنك لا تريدُ أن تكبر، وأنك تحب العشرينات أكثر، فأجيبك بأنني عكسك تمامًا، ونَضحك، لأننا بيقين تام، سنظل دومًا مثل أول مرة وأول لقاء، وأول شُعور، حيث أنا في الثامنة عشر، وأنت في الثالثة والعشرين، أفكر كيف كانت سنواتي السِّت معكَ خفيفة وهانئة، كيف مرّت سريعًا، كم كانت قليلة جدًا، ولكن ممتئلة، بكل ما هو جميل، فكرت فيكَ، في هذا الحرمان الكبير، وفي الخوف في عينين طفلتيك، من أصوات الانفجارات والطلقات النارية في كل مكان، فكرتُ أنهن يحتجن بابا أكثر مني في لحظات خوفٍ كهذه، بكيتُ وخفتُ وفكرتُ كثيرًا حدّ التعب، وحتى ضاق بيّ الكون كله، بسماءه وبحره ورحابته، ودعوتُ الله أن يحرمه عينيه، وأطرافه وسمعه وصوته، كل من ضيّق علينا حياتنا.

✏️
سُبحان الله وبحمده..
نستغفره ونتوب إليه..

أمَّا بعد: يقينٌ عظيمٌ ينبغي أن يسْتَصْحِبه أبناء غزة رغم الجوع والقتل والتهجير والتحريض، فحينما قال الذين اسْتُضْعِفوا في الأرض: "إنا لمدركون"!!
يُجيبُ موسى بكلِّ ثباتٍ وعزمٍ: "كلاَّ؛ إنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ"، فكانت الإجابة وكان المددُ والإمداد، في أضخم عَمليةِ إنقاذٍ ونجاةٍ شهدتها البشريةُ، كان مُنطَلَقُهَا الأَوحد اليَقِينُ باللَّٰهِ وبنصر الله..

فـ يارب أفرِغ علينا صبرًا، وثبِّت أقدامَنَا، وانصُرنا على القومِ الكافرين

وختامًا: "كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ"

فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35)

{ سَيُهزمُ الجَمعُ }

يا ليل يا نجوم يا دروب يا سحاب
أما رأيتم شاردًا عيناهُ نجمتان؟
أما رأيتم شاردًا
مسافر لا يُحسن السفر
راح بلا زوادةٍ من يُطعم الفتى
يا أصدقاء الراحل البعيد
يا هُل تُرى يعود ..?

"بكيت
بكاء التائه
الذي لا يعرف أين يذهب
وكل الأماكن لا تألفه
حتى جدران غرفته ملّت من سماع شكواه
أعنّي عليّ
على ضعفي وقلة صبري
وضيق نفسي وطاقتي
والدنيا"

عرفنا الخوف في أبشع صوره، في الموت المنهال من فوقنا في كل حين وفي كل صوب، في تسليمك أنك هالكٌ لا محالة، وأنك فاقدٌ أو مفقود، وأنك اذا نجوت ستكون بلا طرفٍ من أطرافك، وربما بإعاقة للابد، واذا نجوت كاملا، تكون مشوهًا نفسيًا ، بندوبٍ لاتُرى، ولا تُشفى.