وَأَيقَنَتا أَن قَد سَمِعتُ فَقالَتا
مَنِ الطارِقُ المُصغي إِلَينا وَما نَدري

فَقُلتُ فَتىً إِن شِئتُما كَتَمَ الهَوى
وَإِلّا فَخَلّاعُ الأَعنَّةِ وَالعُذرِ

عَلى أَنَّهُ يَشكو ظَلوماً وَبُخلَها
عَلَيهِ بِتَسليمِ البَشاشَةِ وَالبِشرِ

-علي بن الجهم

فَإِن تَمنَعوا لَيلى وَتَحموا بِلادَها
عَلَيَّ فَلَن تَحموا عَلَيَّ القَوافِيا

فَأَشهَدُ عِندَ اللَهِ أَنّي أُحِبُّها
فَهَذا لَها عِندي، فَما عِندَها لِيا؟

-المؤنسة، قيس بن الملوح

إن أرَ الليلَ البَهيما
أفتَحِ الجرحَ القديما

وأُناجي كلَّ روحٍ
خَطبُها كان عظيما

صارخاً في عمقِ صَدري
جاءَني الذّكرُ أليما

أيُّها الليلُ أعِد لي
ذلكَ الصَّوتَ الرخيما

-أبو الفضل الوليد

إلقاء: أسامة الواعظ

"مَن أنتَ؟" قَالَت، والتَّغَافُلُ يُعمَدُ
وَكَأنَّها لَم تَسمَعِ اسمِيَ يُحمَدُ

بَل فَابصِري -دُونَ التَّغابِي- مَن أنَا
وَتَأمَّلي كَيفَ المَعالِي تُحصَدُ

فَأنَا ابنُ سَلمَان الشَّعِيرَ وَسُمعَتي
لَهَبٌ كَوى كُلَّ العِدى لَا يُخمَدُ

دَاوُّدُ جَدِّي قَد كَسَانِي خُلقَهُ
وَاليَومَ كُلُّ فَضيلَةٍ لَهُ تَشهَدُ

أنَا مِن وِسامٍ قِدوَتِي دُونَ الوَرى
عَلَمٌ عَليمٌ جَاهِدٌ لَا يَركُدُ

قَسَمًا سَأكمِلُ إرثَهُم بَعجَائبِي
هَذي بِدايَةُ سِيرَةٍ سَتُخَلَّدُ

-عبد الله وسام داوّد

تبرئ نفسـها مـِن كلّ ذنـبٍ وتنسى أنّها سرَقَت فؤادي وتَنعَمُ بالهجوع بملئ عينٍ وأشقى كالعليل مِن السهادِ

تبرئ نفسـها مـِن كلّ ذنـبٍ
وتنسى أنّها سرَقَت فؤادي

وتَنعَمُ بالهجوع بملئ عينٍ
وأشقى كالعليل مِن السهادِ

عجِبتُ لِسَعْيِ الدَّهرِ بَيني وبَينَها
فلمَّا انقَضَى ما بينَنا سَكَنَ الدَّهرُ

-أبو صخر الهذلي

إنَّ التي زَعَمَتْ فُؤَادَكَ مَلَّها
خُلِقَتْ هواكَ كما خُلِقتَ هوىً لها

فِيكَ الذي زعمتْ بِها وكلاكُما
يُبْدِي لصاحِبه الصَّبابَةَ كُلَّها

بَيْضاءُ باكَرها النعيمُ فَصاغَها
بلباقَةٍ فأَدَقَّها وأَجَلَّها

وَيَبِيتُ بينَ جَوانِحي حُبٌّ لها
لو كانَ تحتَ فِراشِها لأَقَلَّها

ولعَمرُهَا لو كان حُبُّكَ فَوقَها
يومًا وقد ضَحيتَ إذًا لأظلّها

وإِذا وَجَدْتَ لها وَساوِسَ سَلْوَةٍ
شَفَعَ الضميرُ إلى الفؤادِ فَسَلَّها

لمَّا عَرَضْتُ مُسَلِّماً لِيَ حاجَةٌ
أرجُو معونَتَها وأخشَى ذِلَّها

حَجَبَت تحيَّتها فقلتُ لصَاحِبِي
ما كانَ أكثَرَهَا لنَا وأقلَّها ‏

فَدَنا فَقَالَ لعلَّها مَعذُورَةٌ
من أَجْلِ رِقْبَتِها فَقُلْتُ لَعَلَّها

-عروة العذري

أَراكَ تَعمَلُ في قَتلي بِلا تِرَةٍ
كَأَنَّ قَتلِيَ عِندَ الله قُربَانُ!

-أبو نواس