والله ما في قومٍ جادلوا الحقَّ البيِّنَ وخالفوه، وأثاروا الفتن، وعادوا الله وشرعَه من بعد بني إسرائيل، إلا عربُ هذا الزمان.

بني إسرائيل عصوركم يا عرب!

تتكرر الخيانات، وتتوالى المساومات، وكأنما أنتم الوجه الآخر لأولئك الذين لُعنوا من قبل.
تُبدِّلون الحق بالباطل، وتُحرِّفون الكَلِمَ عن مواضعه، وتتركون العدلَ وراء ظهوركم.
ووالَيتُم الظالمين، وخذلتم المظلومين.
واستبدلتم الذي هو أدنى بالذي هو خير.

فهل تنتظرون مصيرًا مختلفًا عن مصيرِ من سبقكم؟

فارجعوا إلى دينكم قبل أن يحلَّ عليكم ما حلَّ بهم من لعنٍ وغضب.

قال الله تعالى:
"وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" سورة المائدة: 2

التِّرِنْد المِنْتِشِر هَالْفَتْرَة فِي المَدَارِس وَالجَامِعَات: "تِشْتَرُوا شُوكُولاَتَة وْتِعْطُوهَا لِلأَسَاتْذِة".

طَيِّب، مَعْظَم هَالشُّوكُولاَتَة مُقاطعة، ممنوعة بِالإِسْلاَم وْبِالوَطَنِيِّة؛ لِإِنَّهَا دَاعْمَة لِلإِحْتِلَال.
لَهَدَرَجِة مَا بِتِقْدَرُوا تِعِيشُوا بِلَا شُوكُولاَتَة؟!

كُلّ حَبَّة شُوكُولاَتَة بْتِشْتَرُوهَا بْتِدْفَعُوا فِيهَا حَقّ رَصَاصَة بِتِنْضِرِب فِي صَدْر طِفِل، أَوْ بْتِهْدِم بَيْت، أَوْ بْتِمَوِّل جَرِيمَة ضِد أَهْلِنَا فِي غَزَّة وَفِي كُلّ فِلَسْطِين.

وَلَا تِقُولُوا: "مَا فِي بَدِيل"! فِي مِلْيُون بَدِيل، وَفِي أَزْكَى وَأَنْضَف وَبِتِشْرِي ضَمِيرَك بَدَال مَا تِشْتَرِي شُوكُولاَتَة دَاعِمَة لِلإِحْتِلَال.

كُونُوا قُدْوَة فِي مَوَاقِفْكُمْ.
خَلُّوا الحَمَاس لِلأَسَاتْذِة يِكُون حَمَاس فِيه قِيمَة، وْفِيه مَوْقِف نَبِيل
. المُقَاطَعَة مِشْ كَلَام؛ هِيّ فِعْل، وَسِلَاح بِتْقْدَرُوا تِقَاوِمُوا فِيه مَعَ أَهْلْنَا.

خَلِّي عَطَاءكْ نَظِيف، وَمَحَبَّتَكْ صَادِقَة.
مَا تِكُون سَبَب فِي زِيَادَة الأَلَم وَالمَعَانَاة.

مَتى تُفيقُ الجُموعُ مِن غَفلتِها؟
مَتى تَستَعيدُ الأُمّةُ عِزّتَها وكَرامتَها؟

أَقصانا يَصرُخُ في وَجهِ الخُذلان، يُنادينا لِنَكونَ سُيوفًا تُعيدُ الحَقَّ إلى أَهلِه.

يا أُمّةَ الإسلام، أَينَ الجُندُ الَّذينَ عاهَدوا اللهَ أن يَحمُوا المُقدَّساتِ؟

أَينَ الرِّجالُ الذينَ يُلبّونَ نِداءَ المَسرى؟

أَقصانا لَن يُحرَّرَ بِالكَلامِ ولا بِالدُّموعِ، بَل بِعَزمٍ يُزيلُ الجَورَ وبِنِصالٍ تُطفِئُ نارَ الظُّلم.

فَيا أَحرارَ العالَمِ، أَجيبوا نِداءَ العِزَّةِ، ولا تَدَعوا الأَقصى يُنادي وَحدَهُ في ظُلماتِ الهَوان.

﴿وَلا تَحسَبَنَّ اللَّـهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فيهِ الأَبصارُ مُهطِعينَ مُقنِعي رُءوسِهِم لا يَرتَدُّ إِلَيهِم طَرفُهُم وَأَفئِدَتُهُم هَواءٌ﴾

"ما جزعنا وأنت وليُّنَا ومولانا ولا استعجلنَا نصرًا ووعدك حقّ؛ لكنَّنَا جسدٌ وَاحدٌ يؤلمنَا الجُرح ذَاته، فنسألك العَونَ فأعن إخوَاننا وإيَّانا وهوَّن عليهم وأفرغ اللهمَّ علينا صبرًا وثبّت اقدَامنَا وانصرنَا على القَومِ الكافرِين."

أنا قَلبِي موجوعٌ علىٰ أُمتِي يا اللَّه!

حَيثُ ما وجّهتُ نظري ينفطرُ قلبِي مِنَ الحزنِ والحسرة علىٰ أمتِي، هنَا شعُوبٌ مخذُولة، أوطَانٌ تُبَاد، أمةٌ تمكرُ وتتَربصُ بهَا الأمم مِنْ كُلّ ناحيَّة.. شبَاب ضائع في وحلِ التقليد الأَعمىٰ، فتياتٌ عصفت بعفتهنَّ رياحُ التحررّ والمُساوَاة!

لا حيلةَ لنَا يا اللَّه، اليدُ قَصيرَة.. ولا نملكُ سوىٰ الدُّعَاء والشكوىٰ إليْكَ يا عالمَ الحَال.

جِئْتُ الحَياة فَـ لَيتَني ..
قَبْلَ الرَّحِيلِ ارَى انْتِصَاركِ أُمَّتِي !

‏«وَاجعَل ثَأرنَا عَلَى مَن ظلمَنا، وَانصُرنَا اللَّهمَّ عَلى مَن عَادَانا»

لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى السُّلْطَة.